أعرب السيد مصطفى خياري المصاب بمرض السكري عن استيائه لحالة الإهمال التي تعاني منها هذه الفئة، ولغياب برنامج رياضي علمي من شأنه التخفيف من خطورة هذا المرض الحساس الذي يتطلب عناية كبيرة ومتابعة طبية بدون انقطاع. - متى بدأت ممارسة رياضة العدو؟ * بدأتها عام 1988 عندما أصبت بداء السكري وأنا أواظب عليها إلى يومنا هذا، أي ما يقارب 20 سنة بدون انقطاع شاركت خلالها في عدة تخصصات بداية ب21 كلم مرورا إلى 55 كلم إلى مسافة 100 كلم، وهو السباق الذي أسعى إلى قطعه في توقيت قدره تسع ساعات ونصف في الموعد القادم شهر أكتوبر. - في أي فريق موجود أنت حاليا؟ * لسنوات عديدة كنت ومازلت أتدرب وحدي ولم يسعفني الحظ أن أمضي لأي ناد، وفي عام 1998 التحقت بفريق جمعية أطباء الجزائر ويعود الفضل في ذلك إلى البروفيسور "ديب"، الذي منحني فرصة الانضمام إلى صفوفها والحمد لله استثمرت طاقاتي في العديد من المشاركات التي شرفت من خلالها العدو الجزائري. - ما هي الألقاب التي تحصلت عليها؟ * تتويجاتي لا تعد ولا تحصى لكن أبرزها برونزية الألعاب العالمية الخاصة بالأطباء التي جرت بألمانيا 2005 في اختصاصي 10 و21 كلم، المرتبة الثالثة في ماراطون تونس2007 الخاص بمرضى السكري، إلى جانب مركز الوصيف في سباق "أولاد جلال 55 كلم ببسكرة" الذي أقيم في 16 أفريل 2008. - كيف تتدرب؟ * كما أسلفت سابقا، أتدرب بمفردي وبإمكانياتي الخاصة التي أقل ما يقال عنها أنها متواضعة، إذ سطرت برنامجا إعداديا يتماشى مع العمل الذي أزاوله (مساعد تربوي بمتوسطة "لالا خديجة" بالسيدة الإفريقية بالعاصمة) يتمثل في ست حصص في الأسبوع، كل حصة تدوم أكثر من ساعة ونصف. - أليس لذلك تفاعلات سلبية على صحتك؟ * لا بل بالعكس فبدلا من الشعور بالتعب، تجدني مرتاحا بقطع مثل هذه المسافة، العدو بالنسبة لي عادة لا يمكنني التخلي عنها وكما يقال العقل السليم في الجسم السليم. - يتطلب هذا النوع من المرض مراقبة متواصلة؟ * قبل أن أتحصل على رخصة لممارسة هذا النوع من الرياضة استشرت طبيبا مختصا في أمراض السكري فمنحني شهادة طبية، أهلتني لإجراء سباقات طويلة ومتوسطة المسافة، فقبل وبعد كل حصة تدريبية أقوم بقياس نسبة السكر في الدم. وفي حالة ما إذا حدث لي مكروه أحتفظ دائما في جيبي بقطعة حلوى أتناولها في حالة الطوارئ حتى تسمح لي بالحفاظ على توازن السكر في الدم. - ما هي المشاكل التي تعيق مصطفى للقيام بتدريباته؟ * مشاكلي تنحصر في نقطتين الأولى صحية فليس من السهل اقتناء الأنسولين يوميا نظرا لغلائها، وأنا أقصد النوع الذي يناسبني وهو""NPH، زد على ذلك الحقن التي أستعملها مكلفة هي الأخرى ولا يخفى عليكم أنني رب عائلة من سبعة أطفال. ومن جهة أخرى فأنا بأمس الحاجة إلى مدرب يشرف على تحضيراتي حتى أتخلى عن الطرق غير المنتظمة أثناء قيامي بهذه الرياضة إلى جانب الوسائل التحضيرية بما فيها البذلة والأحذية. - ما هي طموحاتك؟ * أحلم بإنشاء فريق يجمع مرضى السكري لنقل تجربتي وتفنيد مقولة "السكري والرياضة أمران لا يلتقيان" وتعويضها بفكرة "في الحركة بركة". - هل من إضافات؟ * أطلب من السلطات المحلية الالتفات إلى هذه الفئة التي هي بحاجة ماسة للرياضة وتقديم الإعانات اللازمة لضمان صيرورة فوائدها، كما أتقدم إلى المسؤولين والمكلفين بشؤون الرياضة لهذه الشريحة بتوفير الإمكانات، فأنا مثلا حرمت من المشاركة في العديد من المواعيد الرسمية بسبب الإعانات شبه المنعدمة أولها الألعاب العالمية الطبية في ألمانيا هذا العام رغم شرائي للتأشيرة من مصروفي الخاص تليها مؤخرا دعوة خاصة من الجمعية الرياضية التونسية لمرضى السكري الذي كان مقررا في مارس الفارط.