قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إنها تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أول أمس، من دعوته لوقف إطلاق النّار الدائم وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزّة وإعادة الإعمار وتبادل للأسرى. قال ممثل "حماس" في الجزائر، يوسف حمدان، في تصريح للصحافة الوطنية إن الحركة تعتبر "الموقف الأمريكي وما ترسخ من قناعة على الساحة الإقليمية والدولية بضرورة وضع حد للحرب على غزّة، نتاجا للصمود الأسطوري لشعبنا المجاهد ومقاومته الباسلة". وأضاف أن الحركة "تؤكد على الاستعداد للتعامل بشكل إيجابي وبنّاء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم، والإنسحاب الكامل من قطاع غزّة وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم ومن تم إنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك". وطرح الرئيس الأمريكي، أول أمس، مقترحا جديدا للبناء عليه من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، يتضمن تقريبا نفس بنود الاتفاق السابق الذي سبق ووافقت عليه حركة "حماس" ورفضه الجانب الاسرائيلي باستثناء إدراج بعد التعديلات التي وصفها البيت الأبيض بالبسيطة. وذكر إعلان بايدن، كذلك أنه خلال الأسابيع الستة التي تمثل المرحلة الأولى ستتفاوض حماس وإسرائيل للوصول إلى المرحلة الثانية من الصفقة، وقال إن الجانبين سيتفاوضان خلال تلك الأسابيع الستة حول وقف دائم لإطلاق النار، لكن الهدنة ستستمر إذا ظلت المحادثات جارية، وأضاف أنه "طالما وفت حماس بالتزاماتها، فإن وقف إطلاق النار المؤقت سيصبح، وفق العبارة الواردة في الاقتراح الإسرائيلي، وقفا دائما للأعمال العدائية". لكن المقترح الذي تضمن مطالب للمقاومة ومنها انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزّة، لم يوضح بالمقابل إلى أي نقطة سيكون انسحابه كونه نص على "انسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزّة" بما يوحي بأن الاحتلال سيبقي بعضا من قواته في أجزاء من القطاع، كما أن التصريح الصادر من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يظهر نية مبيتة للعودة إلى الحرب بعد المرحلة الأولى التي يتم فيها الإفراج عن الأسرى. والمتتبع لخطاب بايدن، يدرك أن المقترح الذي عرضه يتضمن تلويحا باستمرار الحرب كورقة ضغط على "حماس" لحملها على قبول العرض الذي حظى بدعم العواصم الغربية ومنها باريس، حيث أعلن الرئيس الفرنسي، مانويل ماكرون، تأييده للمقترح وقال إنه "يجب أن تتوقف الحرب في غزّة" من جانبه، يرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، أن المقترح لم يحسم مسألة وقف إطلاق النار، حيث قال في تصريح له إن "الحديث عن نهاية مستدامة للقتال في المرحلة الثانية لا يحقق مطالب المقاومة الفلسطينية في وقف شامل وكامل لإطلاق النار". ووصف البرغوثي، العرض بأنه "مقترح المهزومين" ويمثل "اعترافا بالفشل" قائلا إن "الاسرائيليين لم يعودوا يتحدثون عن اقتلاع المقاومة، يعني تراجعوا عن هذا الأمر ولم يعودوا يتحدثون عن ترحيل الناس من غزّة.. وهذا أيضا اعتراف بالفشل". بالمقابل قالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان أمس، إننا "ننظر بريبة إلى ما طرحه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والذي يوحي وكأن الإدارة الأمريكية قد غيرت موقفها، ولا يزال واضحا انحياز الإدارة الأمريكية التام للكيان الصهيوني وتغطية جرائمه ومشاركته بالعدوان"، وأضافت "سنقيّم أي مقترح بما يضمن وقف حرب الإبادة ضد شعبنا ويحفظ مصالحه وحقوقه ويلبي مطالب المقاومة". وعلى ضوء الطرح الأمريكي، باشرت مصر أمس، جهودا مكثفة من أجل العودة إلى مفاوضات الهدنة في القطاع، حيث كشفت وسائل إعلام مصرية، عن اجتماع ثلاثي مصري أمريكي اسرائيلي من المقرر عقده اليوم، بالعاصمة القاهرة، يتضمن أيضا بحث قضية إعادة تشغيل معبر رفح الذي احتله قوات الاحتلال الصهيونية منذ 26 يوما وأغلقته في وجه المساعدات الإنسانية التي لم تدخل القطاع منذ تلك الفترة مما عمق مجددا أزمة الغذاء في غزّة المنكوبة.