تتواصل الحرب على قطاع غزة لليوم 145، وسط اشتداد القصف العنيف على مختلف أنحاء القطاع، خصوصاً في مدينة رفح جنوبي القطاع، وهي الملاذ الأخير لمئات الآلاف من المدنيين، وأيضا في خان يونس، ودير البلح في الوسط. في الأثناء، تتحدّث الأنباء عن هدنة قد تدخل حيّز التنفيذ الاثنين القادم، وتشمل، بحسب التسريبات، تعليقا للحرب لمدّة 40 يوما يتم خلالها تبادل الأسرى، كما تتحدث عن تأكيد الرئيس الأمريكي موافقة الكيان الصهيوني على وقف العمليات العسكرية خلال رمضان. قال مصدر كبير مقرب من محادثات باريس بشأن الهدنة في غزة أمس الثلاثاء، إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تلقت مسودة مقترح من المحادثات تتضمن وقفا لجميع العمليات العسكرية لمدة 40 يوما ومبادلة معتقلين فلسطينيين مقابل أسرى صهاينة بنسبة عشرة إلى واحد. وأضاف المصدر أنه بموجب وقف إطلاق النار المقترح، سيتم إصلاح المستشفيات والمخابز في غزة وإدخال 500 شاحنة مساعدات إلى القطاع يوميا وتوصيل آلاف الخيام والمنازل المتنقلة لإيواء النازحين. ويسمح المقترح كذلك بالعودة التدريجية للمدنيين النازحين إلى شمال غزة، باستثناء الذكور في سن الخدمة العسكرية. وقال المصدر، إن المسودة تنص أيضا على أن حماس ستطلق سراح 40 من الأسرى الصهاينة بينما ستطلق سلطات الاحتلال سراح نحو 400 معتقل فلسطيني دون إعادة اعتقالهم. هذا، وردت حركة حماس على مسودة مقترح الهدنة وقالت إن "التسريبات حول مسودة اتفاق باريس مجرد حرب نفسية ولا تنازل عن مطالبنا". وأضافت أنها لن تتنازل عن وقف الحرب بشكل دائم، مؤكدة رفضها وقف الحرب لفترة مؤقتة. وقال القيادي في "حماس" أسامة حمدان إن تسريب تفاصيل محادثات الهدنة في باريس هدفه الضغط وخلق حالة من الوهن لدى الفلسطينيين، والترويج لمسودة الاتفاق حالة دعائية لا تصل إلى ما نريد. وكشف حمدان أن "مسودة باريس مقترح أمريكي هدفها حفظ ماء الوجه للاحتلال، وإعطاء رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو مزيدا من الوقت للتجهيز لهجوم جديد"، مشددا على أن "الأولوية لوقف العدوان وإنهاء الحصار وإدخال المساعدات وتبادل الأسرى يأتي لاحقا". وأضاف: "هناك مراوغة صهيونية للخروج من كل الالتزامات"، معتبرا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن "يمارس النفاق السياسي ويشارك في جريمة قتل الفلسطينيين". لا أنشطة عسكرية خلال رمان في السياق، وقبل يوم واحد من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بميشيغن، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن سلطات الاحتلال الصهيوني وافقت على عدم الانخراط في عمليات عسكرية خلال شهر رمضان في قطاع غزة. وقال بايدن الذي تم تسجيل تصريحاته الاثنين وبثها برنامج على شبكة (إن.بي.سي) الأمريكية أمس الثلاثاء إن سلطات الاحتلال التزمت بتمكين الفلسطينيين من ترك رفح في جنوبغزة قبل تكثيف حملتها هناك. وسُئل بايدن أثناء زيارة إلى نيويورك عن الموعد المحتمل لبدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فأجاب بأنّ "مستشاريّ للأمن القومي يقولون لي إننا قريبون، نحن قريبون، ولم ننته بعد. وآمل أنه بحلول الاثنين المقبل سيكون هناك وقف لإطلاق النار". وفي تصريحات لشبكة "إن بي سي"، قال بايدن إنّ "سلطات الاحتلال التزمت بتمكين الفلسطينيين من الإخلاء من رفح في جنوبي قطاع غزة قبل تكثيف حملتها هناك لتدمير حماس". وأضاف أنّ هناك اتفاقاً من حيث المبدأ على وقف إطلاق النار بين الجانبين أثناء إطلاق سراح الاسرى. وقال "رمضان يقترب، وكان هناك اتفاق بين الصهاينة على عدم القيام بأي أنشطة خلال شهر رمضان، لكي نمنح أنفسنا وقتاً لإخراج جميع الأسرى". وحذّر بايدن من أنّ الكيان الصهيوني يخاطر بفقد الدعم من بقية العالم مع استمرار سقوط قتلى فلسطينيين بأعداد كبيرة. حرب غزّة ترهن حظوظ بايدن الانتخابية وجاءت تصريحات بايدن قبل يوم واحد من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ميشيغن، في ظل تهديد عدد كبير من الناخبين العرب باختيار خيار "غير ملتزم" في الاقتراع لمعاقبته على موقفه بشأن الحرب على غزة ودعمه المتواصل للصهاينة . ويقدر عدد الجالية العربية في ميشيغن بنحو يتجاوز 300 ألف نسمة، وتعد هذه الولاية من الولايات المتأرجحة التي تشكل أهمية كبرى في سباق الانتخابات، ويؤثر الفوز بها على فرص الفوز بانتخابات الرئاسة. ويدعم الرئيس الأمريكي ما تقوم به القوات الصهيونية من إبادة جماعية في غزة، وأكد مراراً أنه ضد وقف إطلاق النار، فيما استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار أكثر من مرة، وهو ما آثار غضب الأمريكيين العرب في الولاية. وأعلن البيت الأبيض، الأحد، أن المحادثات متعددة الأطراف التي جرت في باريس قادت إلى "تفاهم" حول اتفاق محتمل يتضمن صفقة تبادل أسرى بين المقاومة والكيان، ووقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة.