أكد سفير جمهورية كوريا بالجزائر، يو كي جون أن القمة الأولى إفريقيا- كوريا، التي انعقدت الأسبوع الفارط، من شأنها تعزيز التعاون الثنائي مع الجزائر بشكل أكبر، مذكرا بأن الجزائر هي البلد الإفريقي الوحيد الذي يقيم شراكة استراتيجية ثنائية مع جمهورية كوريا. أوضح يو كي جون أن هذه القمة، التي انعقدت تحت شعار "المستقبل الذي نبنيه معا: نمو مشترك واستدامة وتضامن" بمشاركة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، بتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، شكّلت فرصة لتعزيز التعاون الثنائي مع الجزائر "التي تعتبر البلد الوحيد في إفريقيا ذي الشراكة الاستراتيجية مع كوريا"، لافتا إلى عقد اجتماع ثنائي بين وزيري خارجية الجزائر وكوريا، تم خلاله تبادل وجهات النظر بشأن التعاون الملموس والمصالح المتبادلة، لاسيما التعاون على المستوى الدولي، على غرار مجلس الأمن الأممي. وبعد أن ذكّر بأن الجزائر وكوريا عضوان غير دائمين في مجلس الأمن للفترة 2024-2025، حيث يعتزمان لعب دور بناء من خلال المساهمة في السلم والأمن الدوليين، قال الدبلوماسي الكوري "ندرك أهمية الجزائر في المساهمة في السلم والاستقرار في إفريقيا، كما نهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الأمن مع الجزائر، لاسيما التعاون داخل مجلس الأمن". وبخصوص التعاون الاقتصادي، أوضح السفير أن مكتب الوكالة الكورية لتنمية الاستثمار والتجارة بالجزائر العاصمة سيقوم بتسهيل التعاون بين الشركات الجزائرية والكورية ودعم الإنتاج المحلي وكذا ولوج الشركات الكورية إلى الجزائر، مذكرا بأن حجم التبادلات التجارية البينية، انتعش بشكل كبير بعد الجائحة، حيث بلغت المبادلات 3,6 مليار دولار سنة 2022 و3,4 مليار دولار سنة 2023.وذكر السيد يو كي جون بعودة شركة تاتا- دايو للمركبات النفعية إلى السوق الجزائرية في مارس 2024، وكذا شركة "سامسونغ إلكترونيكس" للأجهزة الإلكترونية التي أنشأت نظام إنتاج محلي بالتعاون مع الشركة الجزائرية سينوفا، بينما تستمر شركات أخرى، حسبه، في التفكير في الاستثمار. كما لفت السفير إلى استمرار تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، مذكرا في هذا الصدد بزيارة رئيس الجمعية الوطنية الكورية إلى الجزائر في جانفي الماضي، ولقاءاته مع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ورئيس مجلس الأمة وكذا رئيس المجلس الشعبي الوطني. كما أكد الدبلوماسي أن الجهود ستستمر من أجل تطوير تبادل الزيارات رفيعة المستوى. وتطرّق إلى إعادة تفعيل اللجنة الوزارية المشتركة، قصد تسريع التعاون الاقتصادي ودعم أنشطة الشركات الكورية في الجزائر. وبخصوص قمة إفريقيا- كوريا، أوضح يو كي جون أن الحدث يمثل أول قمة متعددة الأطراف تنظمها كوريا بمشاركة قادة وممثلي 48 دولة، بما في ذلك 33 رئيس دولة ورئيس حكومة، بالإضافة إلى 4 منظمات دولية ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي. وأشار إلى أن القمة اعتمدت "البيان المشترك الكوري-الإفريقي 2024"، الذي من شأنه توجيه التعاون الكوري الإفريقي، مضيفا أنه سيتم إنشاء هيئات تعاون قطاعية رفيعة المستوى لضمان حسن سير مشاريع التعاون. كما كشف عن عقد اجتماع لوزراء خارجية كوريا وإفريقيا في عام 2026 لدراسة نتائج هذه القمة ومناقشة برامج القمة القادمة. وبالإضافة إلى اتفاقيات الشراكة الاقتصادية وأطر ترقية التجارة والاستثمار مع دول إفريقيا والتي تعتزم بلاده إبرامها، قال الدبلوماسي أن كوريا ستخصص 14 مليار دولار لتمويل الصادرات قصد تحفيز التجارة والاستثمارات مع إفريقيا. كما تتوقع زيادة مساعدتها الإنمائية الرسمية لإفريقيا إلى نحو 10 ملايير دولار بحلول عام 2030، لتساهم بذلك بنشاط في جهود التكامل الاقتصادي في إفريقيا من خلال منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.