اعتبر سفير جمهورية كوريا بالجزائر، يوكي جون، الأربعاء، بالجزائر، أن القمة الأولى افريقيا- كوريا (4 و5 جوان بسيول)، من شأنها تعزيز التعاون الثنائي مع الجزائر بشكل أكبر، مذكرا أن الجزائر هي البلد الإفريقي الوحيد الذي يقيم شراكة استراتيجية ثنائية مع جمهورية كوريا. جاء التأكيد في تصريح أدلى به يوكي جون ل»وأج»، بمناسبة انعقاد القمة الأولى إفريقيا- كوريا، التي جرت بمشاركة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، في إطار زيارة العمل التي قام بها بتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون. وبهذه المناسبة، أكد السفير أن هذه القمة، التي تنعقد تحت شعار «المستقبل الذي نبنيه معا: نمو مشترك واستدامة وتضامن»، من شأنها تعزيز التعاون الثنائي مع الجزائر «التي تعتبر البلد الوحيد في إفريقيا ذا الشراكة الاستراتيجية (مع كوريا)». وأشار الدبلوماسي إلى أن كوريا تعزز تعاونها مع الجزائر في مجالات مختلفة، مضيفا أنه تم عقد اجتماع ثنائي بين وزيري خارجية الجزائر وكوريا، تم خلاله «تبادل وجهات النظر بشأن التعاون الملموس والمصالح المتبادلة، لاسيما التعاون على المستوى الدولي، على غرار مجلس الأمن الأممي». في هذا السياق، أوضح الدبلوماسي أن الجزائر وكوريا هما عضوان غير دائمين في مجلس الأمن للفترة 2024-2025، حيث يعتزمان «لعب دور بناء من خلال المساهمة في السلم والأمن الدوليين». وأضاف قائلا: «ندرك أهمية الجزائر في المساهمة في السلم والاستقرار في إفريقيا. كما نهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الأمن مع الجزائر، لاسيما التعاون داخل مجلس الأمن». وبخصوص التعاون الاقتصادي، أوضح الدبلوماسي أن مكتب الوكالة الكورية لتنمية الاستثمار والتجارة بالجزائر العاصمة، سيقوم بتسهيل التعاون بين الشركات الجزائرية والكورية ودعم الإنتاج المحلي وكذا ولوج الشركات الكورية إلى الجزائر، مذكرا أن حجم التبادلات التجارية البينية قد انتعش بشكل كبير بعد الجائحة، حيث حققت المبادلات التجارية 3,6 مليار دولار سنة 2022 و3,4 مليار دولار سنة 2023. في هذا السياق، أشار يوكي جون إلى «شركة تاتا-دايو» للمركبات النفعية التي عادت إلى السوق الجزائرية في شهر مارس 2024، بينما تستمر شركات أخرى في التفكير في الاستثمارات»، وكذا «شركة «سامسونغ إلكترونيكس» للأجهزة الإلكترونية، التي أنشأت نظام إنتاج محليا، بالتعاون مع الشركة الجزائرية «سينوفا»». من جهة أخرى، شدد السيد يوكي جون، على استمرار تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين. مذكرا في هذا الصدد بزيارة رئيس الجمعية الوطنية الكورية إلى الجزائر في جانفي الماضي، ولقاءاته مع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ورئيس مجلس الأمة وكذا رئيس المجلس الشعبي الوطني. لدى تطرقه إلى مشاركة عطاف في قمة كوريا- إفريقيا كرئيس للوفد الجزائري، أكد الدبلوماسي أن «الجهود ستستمر من أجل تطوير تبادل الزيارات رفيعة المستوى». كما تطرق السفير إلى إعادة تفعيل اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين قصد «تسريع التعاون الاقتصادي ودعم أنشطة الشركات والمؤسسات الكورية مثل «كويكا» و«كوترا» في الجزائر». 14 مليار دولار لدفع التجارة والاستثمارات مع إفريقيا بخصوص قمة إفريقيا- كوريا، أوضح يوكي جون أن الحدث يمثل أول قمة متعددة الأطراف تنظمها كوريا بمشاركة قادة وممثلي 48 دولة، بما في ذلك 33 رئيس دولة ورئيس حكومة، بالإضافة إلى أربع منظمات دولية ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي. وأوضح، أن القمة اعتمدت «البيان المشترك الكوري- الإفريقي 2024»، الذي من شأنه توجيه التعاون الكوري- الإفريقي. مضيفا، أنه سيتم إنشاء هيئات تعاون قطاعية رفيعة المستوى لضمان حسن سير مشاريع التعاون. كما كشف السفير الكوري، أنه سيتم عقد اجتماع لوزراء خارجية كوريا وإفريقيا في عام 2026 لدراسة نتائج هذه القمة ومناقشة برامج القمة القادمة. وأكد السفير يوكي- جون، أن بلاده واجهت وتغلبت على تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية مماثلة لتلك التي تواجهها الدول الإفريقية، مبرزا أن سيول تتطلع من خلال البيان المشترك الكوري- الإفريقي 2024 إلى «نمو متقاسم»، من خلال تعزيز الأسس المؤسساتية للتبادلات والتعاون. وبالإضافة إلى اتفاقيات الشراكة الاقتصادية وأطر ترقية التجارة والاستثمار مع إفريقيا، التي تعتزم بلاده إبرامها معها، قال الدبلوماسي إن كوريا ستخصص 14 مليار دولار لتمويل الصادرات قصد تحفيز التجارة والاستثمارات مع إفريقيا، كما تتوقع زيادة مساعدتها الإنمائية الرسمية لإفريقيا إلى حوالي 10 ملايير دولار بحلول عام 2030. وقال، إن كوريا ستساهم بنشاط في جهود التكامل الاقتصادي في إفريقيا من خلال منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية. كما أكد السفير الكوري، على أن التحديات العالمية، على غرار تغير المناخ والأمن الغذائي والصحة وقضايا سلسلة التوريد العالمية، يمكن معالجتها من خلال تضافر جهود شباب إفريقيا وديناميكيتها ومواردها مع التكنولوجيا المتقدمة والخبرة الكورية. وعرفت جلسة العمل الثنائية تقديم عدة عروض، يضيف البيان، الذي أشار الى أن وزير الصناعة أبرز خلال اللقاء ذاته المكانة التي يحتلها القطاع الصناعي في هيكل الاقتصاد الوطني. بالمناسبة، ناقش الطرفان «العديد من القضايا الاقتصادية، خاصة بعد تزايد عدد بعثات رؤساء الشركات الروسية إلى الجزائر بشكل كبير، حيث أعرب جميع العملاء الروس عن رضاهم خلال إقامتهم في الجزائر والتبادلات التي أجروها مع العملاء الاقتصاديين الجزائريين».