❊ إقبال منقطع النظير ببئر توتة على اقتناء الأضاحي ❊ فتح نقاط إضافية بالشراقة وبابا علي ❊ الأسعار تتراوح ما بين 59 ألفا و90 ألف دينار جزائري ❊ حماية المستهلك تشدد على بيع المواشي من الموال إلى المواطن قررت مصالح ولاية الجزائر اعتماد طريقة البيع المنظم للأضاحي ككل سنة مع اقتراب العيد، الذي لم يتبقّ على موعده سوى بضعة أيام؛ حيث تم اعتماد 101 نقطة بيع تخضع للمراقبة البيطرية. كما تم منع بيع المواشي خارج هذه النقاط، وفقا لنفس القرار الصادر عن والي العاصمة محمد عبد النور رابحي. ورغم هذا ظهرت العديد من النقاط العشوائية لبيع الماشية. وبالمقابل، صنعت الشركة الوطنية للحوم الحمراء "لاتراكو" الحدث بعرضها المنافس لسماسرة المناسبات. ويبدو أن المتجول بالعاصمة خلال هذه الأيام، لن يواجه صعوبة في إيجاد نقاط بيع الماشية بمختلف البلديات؛ حيث لجأ بعض التجار والمربين إلى عرض ماشيتهم للبيع في عدد من الأماكن، أو حتى على قارعة الطرق، متحدين كل الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل ولاية الجزائر، في حين حددت السلطات الولائية عددا من نقاط البيع بكل البلديات. منظمة حماية المستهلك تقترح حلولا اقترح رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، في تصريح خص به " المساء"، تهيئة المساحات الخضراء، ووضعها في خدمة الموال؛ لتمكينه من بيع مواشيه، مباشرة، للمواطن، وتفادي استغلال "السماسرة" الذين يستغلون المناسبات الدينية لمضاعفة الأسعار. وقال زبدي إن أسعار المواشي هذه السنة باهظة جدا، وتعرف زيادة تقارب المليون ونصف المليون سنتيم مقارنة بالسنة الماضية. وهي الزيادة التي يراها غير معقولة، خصوصا أن أسعار اللحوم الحمراء منخفضة. وأوضح: " حان الوقت لتنظيم شعبة المواشي، وتشجيع الموال على القدوم إلى المدن الكبرى بما فيها العاصمة، لبيع ماشيته؛ من خلال توفير الجو المناسب للقضاء على الوسطاء ". حشود غفيرة أمام "لاتراكو" صنعت مؤسسة "لاتراكو" بحوش القازوز ببئر توتة، مطلع الأسبوع الجاري، الحدث، بعدما فتحت أبوابها أمام المواطن، وعرضت مواشيها للبيع؛ حيث لاحظت "المساء" إقبالا كبيرا هذه السنة، مقارنة بالسنوات الماضية. وحاصرت حشودُ المواطنين المكان منذ الساعات الأولى من النهار. وقد عرفت المؤسسة إقبالا كبيرا منذ افتتاحها، وهذا بالنظر إلى الأسعار المعقولة المطروحة، وكذا اعتماد البيع بالتقسيط للعمال والموظفين؛ الأمر الذي لاءم كثيرا أصحاب الدخل المحدود؛ حيث تشهد مؤسسة "لاتراكوا" طوابير طويلة بمداخلها الرئيسة، للظفر بكبش العيد، خاصة أنها مؤسسة عمومية، تضمن شروط البيع، وسلامة الأضاحي. كما إن انخفاض الأسعار التي تبدأ من 59 ألف دينار حتى 90 ألف دينار وما فوق حسب نوعية الأضحية المختارة، جلب المواطن مقارنة بالأسعار الملتهبة بالأسواق، وبمختلف نقاط البيع الأخرى. وقال أحد العمال بالمؤسسة ل "المساء"، إن "لاتراكو" تضمن أسعارا تخدم المواطنين. كما تتوفر في الأضاحي شروط السلامة. ويسهر بياطرة على مراقبتها داخل الإسطبلات. وتضمن المؤسسة الإبقاء على الأضاحي بحوزتها إلى غاية يوم العيد بالنسبة للمواطنين الراغبين في تركها هناك، خاصة ممن يقطنون بالعمارات؛ إذ يصعب عليهم إيجاد مكان لترك الكباش فيه، بالإضافة إلى اعتماد المؤسسة البيع بالتقسيط؛ كمنحة للعمال، تمكّنهم من شراء وأخذ أضاحيهم، ودفع مبلغها بالتقسيط باعتماد طريقة الصكوك. نقطتان إضافيتان للبيع ببابا علي والشراقة بعد الإقبال الواسع من المواطنين على مؤسسة "لاتراكو" ببئر توتة وإحداث الزبائن حركة مرور كبيرة وزحمة عطّلت مداخل العاصمة ومخارجها لاقتناء أضحية العيد بالنقطة الوحيدة، عمدت المؤسسة إلى فتح نقطتين إضافيتين للبيع؛ الأولى على مستوى الديوان الوطني المهني المشترك للخضر واللحوم الكائن بطريق الشراقة عين بنيان. والثانية على مستوى المعهد التقني لتربية الحيوانات. ولاحظت "المساء" ببابا علي ركنا كثيفا للسيارات بالحظيرة التابعة لنقطة البيع منذ الساعات الأولى من فتح النقطة. وأكد قاصدو المؤسسة أنهم يأملون اقتناء أضحية العيد في ظروف منظمة، عكس ما حدث ببئر توتة؛ حيث وقعت فوضى كبيرة بسبب قلة وعي المواطن. للإشارة، تُفتح الأسواق التابعة لمؤسسة "لاتراكو" من الساعة التاسعة صباحا إلى السابعة مساء حتى أمسية العيد. الوفرة موجودة ب "لاتراكو" زائر نقاط البيع لمؤسسة "لاتراكو" يلاحظ وفرة رؤوس الأغنام متوسطة وكبيرة الحجم؛ ما يوفر خيارات متعددة للمستهلكين؛ حيث توجد كميات كافية من الأضاحي لتلبية احتياجات المواطنين خلال فترة العيد. ووقفت "المساء" على عملية الشراء التي تتم بسهولة في المركز؛ حيث يقوم الزبون بزيارة الإسطبل، واختيار الأضحية المناسبة له بناء على الحجم واللون. ويتم ترقيم الأضاحي لتسهيل عملية الشراء بعد اختيار الأضحية. كما يقوم الزبون بدفع مبلغ الشراء على مستوى صناديق الدفع للشركة، وتسليم وصل الشراء كإثبات، يمكّنه بعد ذلك، من تسلّم الأضحية. ويلاحَظ في المركز أيضا تقديم الدعم والإرشاد للمستهلكين بخصوص كيفية الاقتناء، وكيفية الاحتفاظ بالماشية في المنزل بطريقة صحيحة وآمنة. أما عن الأسعار فتكون حسب الحجم. والنوع الأول باللون الأصفر، خرفان صغيرة، بسعر 59 ألف دينار. أما النوع الثاني باللون الأزرق، فخرفان متوسطة بسعر 79 دينار ألف دينار. والنوع الثالث باللون البني خرفان كبيرة الحجم بسعر 90 ألف دينار. نقاط البيع العشوائي تفرض منطقها المتجول بالعاصمة وضواحيها، خصوصا بالأحياء الشعبية، يلاحظ عدم التقيد بالتعليمة الصادرة عن مصالح ولاية الجزائر، التي أرسلتها إلى مصالح بلديات العاصمة، والتي تحث على ضرورة تحديد نقاط بيع أضاحي العيد؛ حيث اختلفت صورة شوارع العاصمة، خصوصا في الأحياء الشعبية هذه السنة؛ فرغم قلة مشاهد فوضى سوق الماشية التي كان يصنعها الموالون بكباشهم شهرا قبل عيد الأضحى، إلا أن الظاهرة مازالت سائدة في بعض الأحياء. وقبيل حلول عيد الأضحى المبارك بأقل من أسبوع، بدأ المواطنون يقبلون على مواقع بيع المواشي للاستفسار عن أسعار أضحية هذا العام قبل الشراء؛ حيث انتشرت نقاط البيع العشوائي بمختلف بلديات العاصمة؛ على غرار الحراش، وباش جراح، والكاليتوس، إلى جانب الرويبة وأماكن من برج الكيفان، وغيرها من النقاط. ورغم تخصيص ولاية الجزائر مواقع معيّنة لبيع الماشية على مستوى كل بلدية لمنع انتشار النفايات والروائح الكريهة في الأسواق العشوائية التي تعوّد المواطنون على ارتيادها ككل سنة في الساحات العمومية، إلا أن ظاهرة المواقع "غير الشرعية" لاتزال تطبع البلديات في كل سنة، لتزيد حدّتها في السنة الجارية؛ إذ لم يجد بعض الموالين من وسيلة لعرض ماشيتهم، سوى كراء بعض المستودعات والمحلات الشاغرة، وهي الطريقة الوحيدة للتحايل على تعليمة ولاية الجزائر، بالقضاء على البيع العشوائي للماشية والعلف، مثلما هي الحال بحي الجبل، وبوروبة، وحي البدر، والتنس بباش جراح، وكوريفة بالحراش. موالون يلتزمون بتعليمة الولاية أكد ل"المساء" بعض الموالين أنهم كانوا يبيعون مواشيهم بالساحات العمومية قبل أن تكون هناك رقابة، لكن في هذه السنة والسنة الماضية عمدوا إلى كراء مستودعات لبيع الماشية التي تم جلبها من ولايات مختلفة؛ منها الجلفة، والمسيلة، والأغواط وسطيف، في حين لم يعبأ بعض الموالين البائعين بقرار منع مواقع البيع العشوائي، واحتلوا بعض المساحات العمومية. وعن كراء المستودعات أعرب أحد المواطنين ل"المساء"، عن استحسانه تفهّم واحترام الموالين والبائعين تعليمة الولاية؛ لكون الفكرة تقضي على الفوضى وانعدام النظافة. وأيّده آخر، مشيرا إلى أن المواطنين كانوا يعانون كثيرا من ظاهرة البيع العشوائي وسط الضوضاء والفوضى، إضافة إلى عمليات السرقة المتكررة في كل سنة، لكن في المقابل، أوضح آخر أن الموالين سيضطرون لزيادة أسعار الخرفان؛ بسبب كراء مستودعات بيع الماشية. وسيتحمل المواطن البسيط انعكاسات ذلك.. باعة الأعلاف.. مشاهد تعود مع كل عيد ومن جهتهم، صنع باعة العلف الحدث باستغلال الطرقات السريعة لعرض سلعهم؛ ما يتسبب في حركة المرور، لا سيما على مستوى محور الدوران الرابط بين بابا علي والعاصمة؛ فمع اقتراب عيد الأضحى يقوم العديد من الشباب ببيع العلف والتبن، ومنهم من يقوم أيضا بفتح محلات لهذا الشأن بالكثير من المواقع؛ على غرار سوق ذبيح الشريف، وساحة الشهداء، وبالقرب من جامع كتشاوة. وهناك من يغير طبيعة نشاطه التجاري، ويحوله إلى بيع العلف، بالإضافة إلى استغلال حواف الطريق السريع، مستغلين الفرصة لكسب الربح في هذه الأيام. حملات "الفايسبوك" لا تتوقف يواصل النشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، إطلاق حملات الامتعاض من ارتفاع أسعار المواشي هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية؛ حيث أبدع رواد مواقع التواصل في وصف ما تعيشه سوق المواشي بعبارات مضحكة ومحزنة في آن؛ منها: "أسعار المواشي تنافس أسعار السيارات". وقال أحدهم معلقا على أحد الفيديوهات لسوق المواشي: "الخرفان تباع بضمان أو بدونه؟"، " أريد أن أشتري خروفا أوتوماتيكيا لو تدلّنا على أحدهم"، فيما قال آخر: "لا يهمّ حجم الخروف بقدر ما تهمّ أفكاره؛ الأسعار لها علاقة بذكاء المواشي". وتواصلت عملية إلقاء النكت حول الأسعار؛ حيث قال أحدهم : "التقيت أحد مربي الأغنام، قال لي إنه لا يبيع لحوم الكباش، ولكن الأرواح الموجودة فيها". ويبقى الشد والمد بين مربي الأغنام والمستهلك متواصلا؛ حيث يتهم الثاني الأول بالتسبب في رفع أسعار الأضاحي، في حين يرجئ مربو الأغنام الأمر إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، خاصة مع التغيرات المناخية، والجفاف الذي يضرب المناطق الداخلية، فيما أرجع آخرون الأمر إلى كثرة الوسطاء، الذين يرفعون الأسعار عند تنقّلهم لبيعها في الولايات والمناطق الساحلية. وقفزت أسعار الأغنام خلال الأيام الأخيرة، لتسجل زيادة تفوق مليونا ونصف مليون سنتيم في كثير من المناطق.