يشرع الهلال الأحمر الجزائري بداية الأسبوع المقبل الذي يتزامن مع أول يوم من شهر رمضان في تحضير مائدة رمضان للمعوزين وعابري السبيل عبر مختلف ولايات الوطن كما سيساهم في قفة رمضان وختان الأطفال وذلك في إطار العملية التضامنية الخاصة بهذا الشهر الفضيل الذي تتجسد فيه أسمى مظاهر التآزر والتآخي التي تعكس مدى ارتباط الشعب الجزائري ببعضه البعض. وحسب مصدر من الهلال الأحمر الجزائري فإن التحضيرات التي تقوم بها اللجان الولائية في إطار العملية التضامنية، توشك على نهايتها حيث كثفت هذه الأخيرة من عملها لوضع آخر الروتوشات الخاصة بمائدة وقفة رمضان ومختلف النشاطات التي يقوم بها الهلال الذي اعتاد على تحضير موائد تغطي كافة القطر لفائدة الفقراء وعابري السبيل ممن حالت الظروف الاجتماعية والمادية دون قضائهم رمضان في أجواء عائلية مريحة وذلك بفضل المتطوعين الذين بدؤوا يتوافدون على الهلال لتقديم خدماتهم، منهم بعض الذين فضلوا تخصيص عطلتهم السنوية لتحضير وجبة رمضان في مطاعم "الهلال" التي تكمل مختلف الأعمال التضامنية التي تقوم بها الدولة. وينظم الهلال الأحمر برنامجا خاصا بكل ولاية حسب الإمكانيات المتاحة حيث ستشهد عدة ولايات فتح مطاعم لاستيعاب العدد الكبير من روادها منها العاصمة التي سيتم بها فتح حوالي13مطعما منها مقرات للهلال الأحمر تمت تهيئتها لاحتضان العملية التضامنية في عدد من الأحياء وأخرى تطوع بها ذوو البر والإحسان ووضعوها تحت تصرف الهلال الأحمر الذي يشترط توفر النظافة والظروف المناسبة لتحضير الوجبة وتقديمها في أحسن الظروف، ومن بين المطاعم التي ستفتح واحد في شارع أول نوفمبر بالعاصمة الذي أعيدت تهيئته من قبل مالكه لوضعه تحت تصرف الهلال الأحمر الجزائري بالإضافة إلى مطاعم أخرى التي تحول شوارع وأزقة العاصمة إلى فسيفساء تعكس مدى التآلف وعمل الخير والتضامن بين الجزائريين والذي يضمنه الشباب المتطوع الذي بلغ عددهم السنة الماضية 1200متطوع وهو رقم مرشح للارتفاع هذا العام خاصة أن الكثير منهم اظهروا استعدادهم لمباشرة العمل مع حلول رمضان هذه الأيام. ومن المنتظر أن يوزع الهلال الأحمر الجزائري ملايين الوجبات الساخنة هذه السنة من خلال موائد إفطار رمضان التي تستوعب الواحدة منها أكثر من مائتي شخص يسعى المساهمون في تحضيرها قصد إرضاء الصائمين وزرع قيم التضامن التي يتميز بها هذا الشهر، حيث تكون الوجبة التي يشرف عليها الهلال الأحمر كاملة خاضعة لمعايير صحية ومراقبة طبية دائمة ويشرف عليها عدد من الشباب. ولا يقتصر العمل التضامني لهذه الهيئة على مائدة الإفطار وتقديم الوجبات، بل يشمل أيضا توزيع قفة رمضان التي يتبرع بها المحسنون ويتعدى ذلك إلى التكفل التام بختان أطفال العائلات الفقيرة واليتامى الذين تحصيهم البلديات وذلك في ليلة السابع والعشرين من رمضان حيث تكفل الهلال الأحمر السنة الماضية بختان ستة آلاف طفل عبر مختلف ولايات الوطن، فضلا عن توزيع بدلة الختان وتنظيم حفل لإدخال البهجة والفرحة على الأطفال وعائلاتهم كما سينظم زيارات للمرضى في المستشفيات وتوزيع ألعاب على الأطفال الذين يقضون هذه المناسبة في المستشفى. من جهة أخرى؛ وفي إطار نشاطاته سيقوم الهلال الأحمر الجزائري بعد رمضان بتكوين ورسكلة فرق التدخل وتدعيم قدراتها، حيث لا يقتصر نشاط هذه الهيئة على هذا الشهر بل يمتد إلى مختلف أيام السنة.