يتميز رمضان الجزائر عن رمضان في سائر البلدان العربية كونه يعد شهرا للتضامن والتآخي والتآزر الإسلامي ،حتى تزينت مختلف شوارع العاصمة بموائد يطلق عليها في مختلف الدول مسميات متنوعة ومختلفة، والغريب في الأمر أنها تنتشر في كافة أرجاء العاصمة ،إذ تستوعب الواحدة منها مايقارب المائتين،وتشتمل هذه الموائد الرمضانية على وجبات غذائية كاملة خاضعة لمعايير صحية ومراقبة طبية دائمة يقوم بالإشراف عليها شباب من مختلف الأعمار، "الأمة العربية" جالت بين هاته الموائد ونقلت هذه الصورة. تعتبر مائدة الهلال الأحمر من أبرز الموائد التي تنظم بدخول شهر رمضان من كل سنة لفائدة الفقراء وعابري السبيل ممن حالت الظروف الإجتماعية والمادية دون تمكنهم من تقضية رمضان بين أسرهم أو حتى في ظروف مريحة. مائدة الهلال الأحمر الجزائري والتقليد السنوي حسب المكلف بالإعلام على مستوى الهيئة فقد خصص الهلال برنامجا خاصا بالشهر المبارك باشر التحضير له منذ أشهر بتنصيب لجنة وطنية قصد ضبط قائمة المعوزين والفقراء وتفادي أي استغلال أو تلاعب يمكن أن يحدث في مثل هذه الظروف، وخلال جولتنا في أحياء العاصمة وجدنا مطعما للهلال يستوعب أكثر من مائة وخمسين فردا، كما كشف في ذات السياق بوشاقور لحسن رئيس الهلال الأحمر الجزائري عن إتمام التحضيرات لشهر رمضان الكريم، وأوضح بوشاقور أن الهلال الأحمر وضع خطة للعمل التطوعي لهذا العام بعد أن تحصل على المعلومات اللازمة من طرف رؤساء البلديات في شكل تقارير تتضمن عدد المطاعم التي سيتم اعتمادها لفتح موائد الرحمة والميزانيات التي رصدت لتوزيع قفة رمضان من موارد الهلال، وغيرها من معلومات يعتمد عليها الهلال في تحديد ورسم برنامجه النهائي لرمضان، كما أكد الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري أن الهلال قد أتم استعداداته لاستقبال شهر رمضان لهذا العام، وقد قام بكافة الخطوات اللازمة من أجل إنجاح العمليات التطوعية عبر كافة أرجاء الوطن وتدارك النقائص التي سجلت في العمليات السابقة عبر فتح العديد من مطاعم الرحمة في مختلف مناطق الوطن. وموازاة لموائد الهلال الأحمر الجزائري تأتي موائد المؤسسة الكشفية التي كانت ولاتزال إلى اليوم ترافق فئة المحتاجين خلال شهر رمضان ضمن عمل تقليدي تعودت القيام به كل سنة وذلك من خلال فتح مطاعم الرحمة في مختلف أنحاء الوطن، كما أنها تقوم بمساعدة فئات معينة من المجتمع وقد ازدانت شوارع العاصمة بمختلف المطاعم التي أقدمت على افتتاحها الأفواج الكشفية والتي من بينها مطعم الفوج الكشفي "الأمير عبد القادر" الذي زارته الأمة العربية ب"بلوزداد"، كما أن العمل الخيري لهذا الفوج الكشفي يتم بالتنسيق مع الجمعيات ولجان الأحياء وأئمة المساجد، إضافة إلى الشباب المتطوعين يوميا لخدمة المعوزين والفقراء وعابري السبيل، وحسب قائد الفوج فإن الفوج ألف تنظيم هذه المبادرة منذ سنوات بفضل مساهمة المحسنين والمتطوعين تكريسا لمبادىء التعاطف بين المواطنين في هذا الشهر الكريم . تأتي جمعية الارشاد والاصلاح في مقدمة الجمعيات ذات الطابع الإجتماعي التي تبادر في كل سنة إلى فتح عدد لابأس به من المطاعم في مختلف أنحاء الوطن ،كما أن موائدها تجمع العديد من العائلات التي لامأوى لها، وكذا عابري السبيل والأيتام والأرامل ،كما أنها تقوم في النصف الثاني من الشهر الفضيل بعمليات ختان جماعي ،وفي ذات السياق تنشط عدة جمعيات محلية في معظم المدن والقرى للتضامن مع الفئات المعوزة طيلة الشهر الكريم بالتنسيق مع السلطات المحلية ،كما أنها في هذه السنة أحصت عددا معتبرا من المطاعم على المستوى الوطني يفوق 200مطعم . وحرصت جريدة "الأمة العربية " على نقل مشاعر رواد "المطاعم الخيرية"، وتفسيرهم لإقبالهم عليها، فمن جانبه أعرب بوزيان "عامل بناء" عن شكره وامتنانه للجهات التي قامت بهذه المبادرة قائلا: "إن أهل الخير يسارعون إلى المزيد من الطاعات تقربا إلى الله تبارك وتعالى، فجزاهم الله عنا وعن كل صائم أفطروه كل خير"،وضم سمير"طالب جامعي"صوته إلى صوت رشيد، مشددا على أن "الجزائر ما زالت بخير ما دام هؤلاء المحسنون موجودون"،كما أنه لم يعد يقتصر ارتياد هذه المطاعم على المشردين والعمال الذين يعملون بعيدا عن مقر سكنهم، أو طلاب الجامعات المغتربين، بل إن عائلات فقيرة بكاملها وجدت نفسها مجبرة في هذا الشهر الفضيل على الذهاب إلى هذه المطاعم،فرارا من الجوع.