جددت جبهة البوليزاريو تمسكها بخيار المفاوضات لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية من خلال التوصل إلى حل عادل ونهائي يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وأعربت السلطات الصحراوية في بيان أصدرته بعد اجتماع أمانتها الوطنية أول أمس برئاسة الرئيس محمد عبد العزيز عن استعدادها لمواصلة التعاون مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس. وقالت أنها تعتبر خيار التفاوض "كسبيل لتحقيق طموحات الشعب الصحراوي المشروعة في الحرية والانعتاق" واعتبرت أن خيار الشعب الصحراوي للحل السلمي "ينبني على ممارسة حقه الثابت وغير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال والتطبيق الجاد لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة". ويأتي موقف جبهة البوليزاريو بعد أكثر من أسبوع من مشاركتها في أول لقاء غير رسمي مع الطرف المغربي في العاصمة النمساوية فيينا تحت إشراف الموفد الأممي الذي يسعى إلى تذليل العقبات وتوفير الضمانات اللازمة لإنجاح جولة جديدة من المفاوضات المباشرة في حال انعقادها. وهو اللقاء الذي يأتي بعد أكثر من عام من تعطل مسار العملية التفاوضية التي كان طرفا النزاع قد باشراها في منتجع منهاست الأمريكي منذ عام 2007 حيث تم عقد أربع جولات انتهت كلها بالفشل بسبب الموقف المغربي المتعنت والمتمسك بمخطط الحكم الذاتي كحل وحيد لنزاع اتفق الجميع على أنه يشكل آخر قضية تصفية استعمار في إفريقيا. وقصد الاستمرار في عقد مثل هذه اللقاءات غير الرسمية طالبت جبهة البوليزاريو الطرف المغربي ب"الانخراط الحقيقي في مسار تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية" وأكدت أن "احترام الشرعية الدولية وتطبيق القانون الدولي يجب أن يكون مصدر إلهام لكل الإرادات الصادقة بما يكفل عودة السلم والاستقرار إلى المنطقة". كما وجهت نداء ملحا إلى إسبانيا وفرنسا من أجل"لعب دور إيجابي في دعم الجهود الأممية الرامية إلى إيجاد حل سلمي عادل ودائم يفتح آفاقا واعدة لبناء مغرب عربي متكامل ومزدهر". تزامنا مع ذلك دعا الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز الأمين العام الأممي بان كي مون إلى التدخل العاجل من أجل إطلاق سراح الناشط الحقوقي الصحراوي أسفاري نعمة الذي اعتقل في مدينة طنطان في جنوب المغرب من دون توجيه تهمة محددة له إضافة إلى إطلاق سراح باقي سجناء الرأي الصحراويين القابعين في المعتقلات المغربية. وقال الرئيس عبد العزيز في رسالته التي وجهها إلى الأمين العام الأممي "إننا نكتب لكم مرة أخرى لنعبر لكم عن استيائنا وانشغالنا أمام استمرار الحكومة المغربية في الممارسات التعسفية ضد المواطنين الصحراويين في المناطق المحتلة للصحراء الغربية وفي جنوب المغرب وفي الجامعات المغربية". وتم توقيف المناضل الصحراوي لحقوق الإنسان النعامة أسفاري نهاية الأسبوع الماضي في مدينة طنطان المغربية بسبب حمله لحاملة مفاتيح بها علم الجمهورية الصحراوية. وفي نفس السياق ذكر الرئيس الصحراوي الأمين العام الأممي بان الصحراء الغربيةإقليم يخضع لمسؤولية منظمة الأممالمتحدة في انتظار تصفية الاستعمار"وهو ما يتطلب تدخل هذه المنظمة من أجل حماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة والتي ازدادت تدهورا بسبب تواصل الانتهاكات الجسيمة والممارسات اللااخلاقية التي تنتهجها قوات الاحتلال المغربية ضد المواطنين الصحراويين العزل. وحذر في هذا الشأن من أن السياسة التي تنتهجها الحكومة المغربية تجاه المواطنين الصحراويين في الأراضي المحتلة للصحراء الغربية وفي جنوب المغرب "لا تساهم في خلق مناخ ملائم لاستئناف المفاوضات تحت وصاية المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة كريستوفر روس من أجل حل النزاع".