لا تزال تعليمة وزارة التربية الخاصة بتوحيد المآزر المدرسية ابتداء من الدخول المدرسي القادم تثير العديد من ردود الأفعال خاصة الرافضة منها ليس للتعليمة نفسها وإنما لاتخاذ مثل هذا القرار والمطالبة بتنفيذه في فترة قصيرة للغاية، ما يجعل من إمكانية توفير الكمية اللازمة من المآزر وبالألوان المطلوبة أمرا مستحيلا. وتتوقع مصادر مطلعة من قطاع التربية عدم تطبيق هذه التعليمة بصرامة خلال الدخول المدرسي المقبل لتجد مكانها فيما بعد تدريجيا خلال السنوات المقبلة. وترى الأوساط التربوية الوطنية أنه لا يعقل أن تتخذ الوزارة المعنية هذا القرار قبل أقل من أربعة أشهر من الدخول المدرسي لتطالب بتوفير 8 ملايين مئزر على الأقل وهو عدد التلاميذ المنتمين لقطاع التربية الوطنية بمختلف أطواره في الوقت الذي يحتاج فيه التلاميذ إلى مئزرين وذهب البعض منهم إلى التأكيد بأن التعليمة ستوقعهم في مأزق مع أولياء التلاميذ لاستحالة العثور على مآزر بهذه الألوان بالنسبة لملايين التلاميذ. من جهتها أثارت الألوان المختارة اندهاش فيدرالية أولياء التلاميذ التي أكد رئيسها أن هذه الأخيرة هي صاحبة مبادرة توحيد ألوان المآزر في المؤسسات التربوية غير أنه جرى الاتفاق في مختلف اللقاءات التي جمعت مكتب الفيدرالية مع إطارات الوزارة على وضع لونين للمآزر وردي للإناث وأبيض للذكور معمم على جميع الأطوار بناء على مقترحات الفيدرالية. وأما اللونين الأزرق والأسود الذي يستحيل أن تتوفر المادة الملائمة لتجسيدها وعلى الخصوص القماش فهو اجتهاد من الوزارة. واقترحت الفيدرالية لمواجهة هذا الوضع على مسؤولي القطاع اللجوء إلى ورشات مراكز التكوين المهني من أجل تفصيل المآزر لتوفير مآزر بأسعار معقولة وفي نفس الوقت الحصول على ''زي رسمي'' لأزيد من 8 ملايين متمدرس مثلما هو الحال في باقي دول العالم. من جهة أخرى توقع بعض العالمين بشؤون التربية استحالة نجاح العملية من الأساس في حال التمسك بتلك الألوان بحكم عدم توفرها في السوق الوطنية، لا سيما الأسود الذي لا يتماشى إطلاقا مع صورة المدرسة أو أعمار التلاميذ الذين يرغبون في مثل هذا السن ارتداء الألوان الفاتحة.
فيدرالية النسيج و الجلود تطالب بصفقة انجاز المآزر المطلوبة
و كان العديد المهتمين بقطاع التربية وعلى رأسهم جمعيات أولياء التلاميذ قد حذّروا فور صدور تعليمة وزارة التربية من الشروع في تطبيق محتوى الاتفاقية في الموسم الدراسي2009 -20010 قبل إبرام اتفاقية مع ممون يؤمّن جلب أو صناعة العدد الهائل من المآزر وبالألوان المطلوبة وفقا لنوعية خياطة موحدة. وفي هذا الشأن وفي الوقت الذي دعت فيه بعض الجهات إلى تأجيل إلزام التلاميذ بالمآزر الجديدة إلى الفصل الثاني أو السنة الدراسية المقبلة طالبت فدرالية النسيج والجلود بمنح صفقة إنجاز ال8 ملايين مئزر إلى مؤسسات النسيج العمومية بصفتها الجهة الوحيدة التي يمكنها تحقيق المشروع وفق شروطه الشكلية والنوعية والذي يتطلب استهلاك أكثر من 20 مليون متر طولي من القماش، وتزويد أكثر من 8 ملايين تلميذ بمئزرين لكل تلميذ وبذلك يتحقق في نفس الوقت حلم الآلاف من العمال الذين أحيلوا على البطالة بعد أن سجلت مؤسساتهم عجزا كبيرا. ومن جهة أخرى يبدو أن التخوف والقلق من عدم توفر الكمية اللازمة للمآزر لم يكن مبالغا فيه، حيث لا تزال المآزر وبالألوان المطلوبة غائبة عن المحلات بالعاصمة باستثناء البعض منها التي شرعت الأسبوع الثاني من الشهر الجاري في عرض بعض المآزر الوردية والزرقاء وحتى السوداء ولكن بأعداد قليلة. في حين سجلت العديد من المحلات تأخرا في استلام طلبياتها جراء تأخر تجهيزها على مستوى ورشات الخياطة حيث أكد لنا أحد الباعة بوسط العاصمة أن طلبات أصحاب محلات الألبسة والتجار كانت متأخرة بسبب صدور تعليمة في وقت غير ملائم، الأمر الذي سيؤدي حتما -حسب المتحدث- إلى تأخر وصول العدد الكافي من المآزر إلى المحلات في الموعد. بينما لاحظنا من جهة الأولياء أن العديد منهم ممن التقيناهم بمحلات بيع الملابس لم تصلهم تماما التعليمة حتى أن الكثير منهم اقتنوا مآزر بألوان غير تلك المتضمنة في قرار الوزارة مما يوحي بظهور مشاكل عند الدخول المدرسي. علما أن التعليمة تلزم تلاميذ الطورين الابتدائي والمتوسط بمآزر وردية بالنسبة للإناث والأزرق للذكور وبالنسبة للطور الثانوي بالأبيض للإناث والأسود للذكور.