لم يمر قرار وزارة التربية بتوحيد لون المآزر المدرسية عبر مختلف الأطوار التعليمية مرور الكرام، وقد احدثت هذه التعليمة نوعا من الارتباك وسط العائلات التي بدأت رحلتها الماراطونية مبكرا بحثا عن المآزر المدرسية التي حددت ألوانها بالوردي بالنسبة لتلميذات الطور الابتدائي والمتوسط والأبيض للتلميذات الثانوي أما الأزرق فكان اللون الموحد لمآزر التلاميذ عبر مختلف المراحل التعليمية . حمل قرار وزارة التربية بتوحيد لون المآزر عبر مختلف المراحل التعليمية الأولياء عناء البحث عن مآزر باللون المطلوب وقد شهدت مختلف الأسواق الشعبية ونقاط بيع الأدوات المدرسية إقبالا كبيرا من قبل الأولياء الباحثين عن مآزر باللون المطلوب وفي أول يوم للدخول المدرسي قمنا بجولة لبعض مدراس الجزائر العاصمة ففي مدرسة الموحدين الابتدائية بشارع العربي بن مهيدي كان الوردي والأزرق اللون الغالب على ملابس تلاميذ هذه المدرسة تقول السيدة حميدة وهي أم لتلميذين بالمدرسة أنها لم تفهم لماذا قررت وزارة التربية توحيد المآزر هذا العام خاصة وانه لم يعلن عنه مبكرا فأغلبية الأولياء وجدوا أنفسهم مجبرين على اقتناء مآزر جديدة لهذه السنة والكثير منهم من ترك الأمر للحظات الأخيرة وجد نفسه مضطرا الى البحث مطولا عن المآزر أمام نفاذها السريع من السوق خاصة وان الكثير منهم اعتقد ان الوزارة هي التي ستتكفل بتوزيع المآزر على التلاميذ ٪. على الوزارة أن توفر المآزر أولا ثم تصدر القرار'' يرى السيد محمد انه كان الأجدر بوزارة التربية أن توفر أولا المآزر المطلوبة داخل السوق ثم تصدر قرار بتوحيدها وان كان توفير مآزر لتلاميذ الابتدائي لم يعرف مشاكل كبيرة بحكم تواجد اللونين الأزرق والوردي لدى هذه الفئة بشكل كبير إلا أن المشكل الذي طرح نفسه بقوة هو الندرة، وأحيانا الانعدام التام لمازر الطور المتوسط والثانوي بشكل خاص خاصة بالنسبة لمآزر الذكور، فقد اعتاد تلاميذ هذه الطورين على ارتداء مآزر بيضاء سواء بالنسبة للذكور أو الإناث، وفي الجولة التي قادتنا الى متوسطة باستور بالعاصمة لاحظنا الاستياء البادي على وجوه أولياء التلاميذ مع عدم تمكنهم من إيجاد مآزر لأبنائهم باللونين الوردي والأزرق، وقد تحدثنا الى إحدى السيدات التي أكدت أنها قصدت العديد من محلات بيع المآزر ولم تعثر على مئزر واحد بالون الازرق لابنها البالغ'' ريان '' من العمر أربعة عشر سنه هذا الأخير الذي بدا مستاء جدا خلال حيث معنا هو الآخر حيث ذكر ان اللون الأبيض كان أفضل بكثير من اللون الازرق الذي حددته الوزارة هذا العام ويتساءل ريان مع العديد من زملائه عن السبب الذي جعل وزارة التربية تصدر هذا القرار وتعلن تطبيقه في وقت قصير انعدام شبه تام لمازر تلاميذ الطور الثانوي رفض تلاميذ الثانوي فكرة ارتداء مآزر باللون الازرق ففي ثانوية بربروس بالعاصمة تعامل التلاميذ بنوع من السخرية مع قرار وزارة التربية ،فان كان الأمر لم يثر استياء التلميذات بحكم أنهم حافظوا على لون المئزر الأبيض الذي اعتادوا ارتداءه، إلا ان القرار لم يمر مرور الكرام على الذكور منهم الذين لم يستسغ الكثير منهم فكرة ارتداء مئزر باللون الازرق، والملاحظ من خلال حديثنا مع مجموعة من التلاميذ أمام باب الثانوية ان نسبة كبيرة منهم لم تعثر على مئزر باللون الازرق، وهي الحجة التي وجدوها مقنعة للإفلات من سؤال مراقبي الثانوية وكسبوا تسامحهم في اليوم الأول حول عدم ارتداء المئزر يقول أنيس عبد الرحمان تلميذ في ثانوية بربروس انه لم يعثر منذ أيام خلال بحثه عن مئزر باللون الازرق، سواء كان فاتحا أم داكنا وقد يضطر الى اتخاذ رأي والدته بشراء قطعة من القماش الازرق وخياطة مئزر على مقاس أنيس ولم يخف أنيس امتعاضه الشديد من هذا القرار الذي أربك الكثير من العائلات وادخلها في دوامة البحث عن مئزر لأطفالها المتمدرسين. أصحاب الورشات يبذلون جهدا لتوفيرها لم يفلح بحث أصحاب محلات بيع الألبسة والأدوات المدرسية في العثور على كميات من المآزر ذات اللون الازرق والوردي لتغطية الطلب المتزايد عليها هذه الأيام، مع بدء العام الدراسي، وقد خلف قرار وزارة التربية خسائر كبيرة للتجار الذين لا يزالون يحتفظون بمآزر بألوان مختلفة من العام الماضي ولم يعرفوا لحد الآن كيفية التصرف فيها أما غيرهم فقد وجدوا أنفسهم يقاسمون العائلات الجزائرية نفس المشاكل نتيجة عدم قدرتهم على تغطية العجز المسجل في السوق وانم لجأت بعض الأسر الى الخياطات فضلت أخرى انتظار وعود التجار بتوفير المآزر خلال الفترة المقبلة مع بدء بعض ورشات الخياطة توفير المآزر في خطوة لتغطية العجز المسجل في السوق، خاصة بالنسبة لمازر الطورين المتوسط والثانوي.