دعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، رؤساء الندوات الجهوية إلى تقديم تسهيلات لحاملي بكالوريا فنون قصد التسجيل في مؤسسات التعليم العالي التابعة لقطاع الثقافة، لاسيما وأن هؤلاء لم يكونوا معنيين بالتوجيه الجامعي خلال التسجيلات الجامعية. وجهت وزارة التعليم العالي مراسلة إلى رؤساء الندوات الجهوية ومن خلالهم إلى مديري مؤسسات التعليم بالعالي، بخصوص تسجيل حاملي شهادة بكالوريا فنون. في مراسلة تحوز "المساء" نسخة منها، أمرت الوزارة رؤساء الندوات الجهوية، بتسهيل التحويلات لحاملي بكالوريا فنون، المسجلين على مستوى الجامعات المنضوية تحت وصايتهم، حيث يتعلق الأمر بالراغبين في التسجيل بمؤسسات التكوين العالي التابعة لوزارة الثقافة والفنون، التي تضمن هذا التخصص. وجاء في المراسلة بأن "حاملي بكالوريا فنون، لم يكونوا معنيين بإجراءات التوجيه الجامعي، على مستوى المدرسة الوطنية للإعلام الآلي، ما حال دون تسجيلهم مباشرة بالمؤسسات والهيئات التابعة لقطاع الثقافة". وسيتمكن الفائز من دخول معهد متخصص حسب توجهاته العلمية، لمواصلة الشغف الفني، كما سيحظى الناجحون لأول مرة في هذه الشعبة من اختيار المعهد العالي للسينما "محمد لخضر حمينة" في القليعة ولاية تيبازة، فضلا عن المعهد العالي لمهن فنون العرض، والمدرسة الوطنية للفنون الجميلة، والمعهد العالي للموسيقى "محمد فوزي"، المتواجدة كلها في العاصمة. ومن المتوقع أن يكون المعهد الوطني للسينما "محمد لخضر حمينة"، جاهزا لاستقبال الطلبة بداية من الموسم الجامعي القادم 2024- 2025، حسب تصريحات سابقة لصورية مولوجي وزيرة الثقافة والفنون، ومن المقرر أن يمنح الأخير 50 مقعدا بيداغوجيا، كمرحلة أولى. بالمقابل، فإن المعهد الذي سيستقبل 50 طالبا في مختلف التخصصات التي يقترحها، يمنح 30 مقعدا بيداغوجيا لأصحاب بكالوريا فنون، و20 مقعدا للطلبة الذين ستختارهم مسابقة وطنية، لم يعلن عنها بعد. وبلغت نسبة النجاح في الثانوية الوطنية للفنون "علي معاشي" في الجزائر العاصمة في الدورة الأولى لها، دورة 2024، 79,45 ٪ حيث حققت شعبة المسرح أعلى نسبة نجاح ب94,29 ٪. تليها شعبة الفنون التشكيلية بنسبة 82,50 ٪، ثم شعبة السينما بنسبة قُدّرت ب81,25 ٪، وأخيرا شعبة الموسيقى بنسبة 61,54 بالمائة. وجاء استحداث ثانوية الفنون تنفيذا لقرارات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، القاضية بوجوب استحداث بكالوريا فنية، ولأجل ذلك تم إدراج سنة 2022 شعبة الفنون لتضاف إلى الشعب الست الأخرى في التعليم الثانوي. وتعد ثانوية الفنون التي استحدثت سنة 2022، مكسبا للجزائر ومنظومتها التربوية، خصوصا مع البرنامج التكويني والبيداغوجي المسطر من قبل وزارتي التربية والثقافة، والذي يرقى إلى مصف مدرسة نخبوية في الفنون من خلال الجانب التنظيري وأيضا التطبيقي الذي يشرف على تأطيره أساتذة مختصون تابعين لمؤسسات تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون، والذي يهدف إلى تنمية وصقل مواهب التلاميذ الفنية وتطويرها وإكسابهم ثقافة تمكنهم من فهم الأبعاد الثقافية التاريخية والجمالية للإبداعات الفنية وترقية البعد الفني وإعطائه مكانة في النظام التربوي الجزائري.
