يشهد جامع الجزائر تدفقا كبيرا للزوار من عدة ولايات، وحتى من خارج الوطن، فضلا عن الزيارات الرسمية للوفود الأجنبية من دبلوماسيين وسفراء وغيرهم. وقد أصبح هذا الصرح الديني والسياحي خلال هذا الصيف، مقصدا لأطفال المخيمات الصيفية، والمدارس القرآنية، والجمعيات الثقافية، حسبما لاحظت "المساء" ، التي وقفت على حجم العدد الكبير من الزوار، الذين يأتون من كل حدب وصوب لأداء الصلوات، وزيارة بعض مرافق الجامع، الذي ذاع صيته منذ افتتاحه في فيفري من السنة الجارية. المار بالطريق المقابل لبوابات جامع الجزائر بالمحمدية، يلمس حركة كبيرة للزوار، الذين يركنون مركباتهم على قارعة الطريق، وتمتلئ بها العديد من الأزقة والشوارع القريبة من المسجد. ويعمد أعوان شرطة المرور وشرطة المسجد إلى تنظيم حركة المرور، وضمان سيولتها عند أوقات الصلوات؛ حيث يفضل العديد من العاصميين التنقل إلى المحمدية لأداء الصلاة في هذا المسجد، الذي تميز عن غيره من المساجد، بخصوصيات عدة؛ سواء من حيث جمال البنيان وهيبة المكان، أو نظام التسيير المحكم من طرف المستخدمين، الذين يسهرون على منع أي تجاوزات تخلّ ببيت الله. توافد من كل الولايات والجالية الجزائرية في الصدارة المركبات المركونة يوميا على حواشي جامع الجزائر التي تحمل ترقيم العديد من ولايات الوطن، تؤكد أن هذا الصرح الديني والسياحي أصبح يستقطب آلاف الزوار، لا سيما من صلاة الظهر إلى المغرب؛ حيث ازداد عدد الزوار بشكل كبير بعد انتهاء الموسم الدراسي؛ ما سمح للجمعيات على اختلافها ومن كل ولايات الوطن، بتنظيم رحلات خاصة صوب هذا الصرح، حسبما لاحظت "المساء" . وأصبح الطريق المحاذي للبوابات يغصّ بالمركبات، خاصة حافلات النقل الجماعي، من عدة ولايات. ويستمر هذا التدفق إلى حد الآن ولو بانخفاض طفيف؛ لكون العطلة الصيفية توشك على الانتهاء، معلنة عن قرب حلول الموسم الدراسي الجديد. كما صار الجامع محجا لجاليتنا في الخارج، الذين رصدناهم، مرارا، يتلهفون لزيارة المكان، والتقاط صور تذكارية من داخل قاعة الصلاة، وصحن الفضاء المسجدي، وأروقة الدخول. ويوثقون لأنفسهم الدقائق والسويعات التي قضوها في رحاب بيت الله، ويحملونها لتبليغها للأهل والأقارب والأصدقاء من الجزائريين والأجانب. تسهيلات الدخول محلُّ استحسان المصلين والزوار ولأن التدفق صار كبيرا في هذا الصيف الحار، فإن عمادة جامع الجزائر لجأت إلى تغيير مواعيد الدخول منذ 22 جويلية الفارط، حسبما أكد نائب مدير الإعلام والاتصال بالعمادة، بلقاسم عجاج، الذي أوضح ل"المساء" أن العمادة أقرت مواقيت جديدة لفتح أبواب الجامع؛ ما يسمح بدخول المصلين والزوار قبل مواعيد صلاة الظهر ب 45 دقيقة، والمغادرة بعد الصلاة بنصف ساعة؛ لفسح المجال للعمال للقيام بالتنظيف وترتيب الأمور، مضيفا أن التسهيلات تمثلت أيضا في كون أبواب الفضاء المسجدي يبقى مفتوحا قبيل صلاة العصر، ب 45 دقيقة إلى ما بعد صلاة العشاء بنصف ساعة؛ ما استحسنه ضيوف بيت الله، ومكنهم من الجلوس بقاعة الصلاة لأداء النوافل أو قراءة القرآن، أو التفسح في صحن المسجد، وهي الفترة التي صارت تستقطب عددا هائلا من الزوار، يذكر المحدث. توافد كبير على أداء صلاة الجمعة ويسجل جامع الجزائر توافدا قياسيا خلال صلاة الجمعة، وقبلها صلاة التراويح في شهر رضمان. وأكد المصدر أنه تم إحصاء 50 ألف مصل في أول صلاة تراويح، و38 ألف مصل في أول جمعة، فضلا عن تسجيل 42 ألف مصل في أول جمعة من رمضان الفارط، ليستقر هذا التوافد في صلاة الجمعة بين 21 ألفا و26 ألف مصل؛ إذ يتوافد المصلون من العديد من بلديات العاصمة والولايات المجاورة، فضلا عن الزوار المقيمين مؤقتا في العاصمة.