أجواء روحانية وعاطفية كبيرة ومميزة عاشتها، ليلة أمس الأول من رمضان، كل المساجد المتوزعة عبر الوطن، بعد أن احتضنت جمهور المصلين الذين تدفقوا من كل جدب وصوب لأداء صلاة التراويح التي حرموا منها كرها العام الماضي بسبب جائحة كورونا، وقرار السلطات آنذاك بفرض الحجر المنزلي الشامل وإغلاق كل المساجد في إطار إجراءات الوقاية من زحف فيروس كورونا. وشعر السواد الأعظم من الجزائريين، ليلة أمس، بسعادة غامرة، وهم يسمعون حناجر الأئمة وهي تصدح من مكبرات الصوت المثبتة في أغلب المساجد بتلاوة القرآن أثناء أداء شعيرة التراويح، صانعة أجواء رمضانية بامتياز، لدرجة أن بعض العائلات خرج أفرادها إلى شرفات المنازل وأسطحها لتمتيع أسماعهم بهذا المشهد الروحاني الذي غاب عنهم سنة كاملة، كانت استثنائية بفعل الأزمة الصحية غير المسبوقة التي ضربت الجزائر، على غرار كل دول المعمورة، وفرضت منطقا كان يعد إلى وقت قريب دربا من دروب الخيال.
احترام كبير للبروتوكول الصحي وفي ولاية وهران، فتحت كل المساجد أبوابها أمام المصلين، خاصة المساجد الكبيرة على غرار المسجد القطب عبد الحميد بن باديس، ومسجد الأمير عبد القادر بحي فلاوسن (البركي سابقا)، ومسجد زين العابدين بحي سان بيار الشعبي، وغيرها من المساجد التي تزينت بمصليها الذين لبسوا عباءاتهم، وتعطروا بأحسن الطيب في أجواء من الفرحة والغبطة امتزجت لدى البعض بالدموع التي انهمرت من أعينهم، بعد أن تمكنوا من بلوغ الشهر الفضيل وأداء سنّة التراويح التي روّحوا بها عن أنفسهم، بعد غم الحجر والمنع والحرمان من ولوج بيوت الله وأداء الصلاة فيها رمضان المنصرم. وتميزت أغلب المساجد بانضباط كبير للمصلين بالبروتوكول الصحي، خاصة في المساجد الكبيرة التي تجنّد فيها مجموعة من المتطوعين كعادتهم للحرص على راحة المصلين وضمان التباعد الجسدي فيما بينهم، فضلا عن قياس درجة حرارة أجسامهم عند دخول بوابات المسجد وتفقد حملهم لسجادات شخصية، مع تمكينهم من السائل الكحولي لتعقيم أيديهم، وتسليمهم قارورات من المياه لاستعمالها في حال العطش أثناء أداء الصلاة. وقد عبر العديد من المصلين ل"الخبر"، عن سعادتهم الغامرة بالأجواء الرمضانية التي استعادوها رغم قرار السلطات بتقليص مدة الصلاة إلى نصف ساعة، وقراءة حزب واحد بدل حزبين، مسجلين تذمرهم من استمرار غلق قاعات الوضوء، باعتبار أن الكثير من المصلين لاسيما المرضى منهم والمسنين يحتاجون لهذا المرفق الأساسي أثناء تواجدهم في المسجد لأداء الصلوات.
فرحة عارمة في الليلة الأولى من رمضان وفي تلمسان جدد سكان الولاية العهد مع صلاة التراويح، بعد أن حرموا منها السنة الماضية بسبب جائحة كورونا. وكم كانت فرحة المواطنين كبيرة بعد السماح لهم بأداء صلاة التراويح لهذه السنة. ومباشرة بعد الإعلان عن بداية أول يوم من الصيام، حتى شرع الكثير من عمار المساجد في عملية التنظيم والاستعداد للصيام والقيام خاصة المسجد الأعظم وسط مدينة تلمسان. وفي هذا الصدد يقول أحد المواطنين المدعو جمال "الحمد لله نحن نعيش فرحة لا مثيل لها، حيث نعود إلى صلاة التراويح بعد أن اشتقنا لها لما غابت عنا السنة الماضية، كما نستعيد تبادل الزيارات العائلية والسمر دون قيود". وعلى صعيد آخر، ظلت المقاهي مفتوحة إلى ساعة متأخرة من الليل، في حين أن المحلات التجارية تأخرت في الغلق في أجواء أولية لليلة الأولى من الشهر الفضيل.
أجواء إيمانية وبهجة لدى المصلين وفي ڨالمة استأنف المصلون صلاة التراويح بعد عام من توقفها للشهر الفضيل العام الماضي، وسط أجواء إيمانية وإقبال كبير، حسب ما وقفنا عليه بمسجد الإمام ابن باديس بمدينة ڤالمة وبمسجد عمار بن ياسر بحمام دباغ، الذي يعد أحد أكبر وأعظم مساجد ولاية ڤالمة. وقد انطلقت صلاة التراويح داخل 164 مسجد المعنية بصلاة التراويح عبر تراب الولاية. وصرّح لنا مصلون قبل وبعد صلاة التراويح بأنّهم يعيشون واحدة من كبرى النعم، بعدما حرمتهم الجائحة العام الماضي من أداء صلاة التراويح وأرغمتهم على أدائها فرادى ومع عائلاتهم داخل بيوتهم. وقال القارئ الشاب محمد الذي أمّ المصلين بمسجد عمار بن ياسر ببلدية حمام دباغ ل"الخبر"، إنّه يشعر بنعمة كبيرة وهو يصلي بالمسلمين تراويح رمضان هذا العام. وأكد لنا السيد محمد سلمان، أحد أكبر المواظبين على صلاة العشاء والتراويح بمسجد ابن باديس بمدينة ڤالمة، أنّ المسجد شهد في أول ليلة لصلاة التراويح، إقبالا كبيرا للمصلين، خاصة فئة الشباب. واعتبر محدثنا استئناف صلاة التراويح لرمضان هذا العام "نعمة النعم"، داعيا الله عز وجل تقبل صيام وقيام المسلمين في الجزائر وفي شتى ربوع المعمورة.