❊ غوتيريش.. حان وقف الحرب على غزّة ولبنان تواصلت أمس، تداعيات الهجوم الإيراني على اسرائيل والذي نفذه الحرس الثوري الإيراني مساء أول أمس، بإطلاق 200 صاروخ باليستي استهدف مواقع وقواعد عسكرية بعمق الكيان المحتل في رد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية والأمين العام ل"حزب الله" حسن نصر الله. وأقر رئيس أركان جيش الاحتلال أمس، بأن إيران أطلقت 200 صاروخ على اسرائيل، متوعدا مجددا بالرد في الوقت الذي تحدده اسرائيل قائلا "لدينا القدرة على الوصول وضرب كل موقع في الشرق الأوسط.. ويمكننا ضربهم بدقة وقوة. من جانبها حذّرت إيران على لسان رئيسها مسعود بزشكيان، الذي أكد بأن بلاده لا تريد الحرب، من أن أي رد صهيوني على هجومها سيقابله هذه المرة رد آخر أشد قوة بعدما اكتفت بضرب حسب ما أعلنت طهران ثلاث قواعد عسكرية وأخرى للاستخبارات الاسرائيلية. وعلى وقع تبادل التهديدات بين طهران والكيان الصهيوني، أدان العالم الغربي بشدة الهجوم الإيراني على اسرائيل الذي قللت الولاياتالمتحدةالأمريكية من أهميته بعد أن وصفه رئيسها، جو بايدن، بأنه كان فاشلا، مجددا دعم واشنطن الكامل للكيان الصهيوني والوقوف إلى جانبه ولكنه أيضا أعرب عن رفضه لاستهداف اسرائيل للمنشآت النّووية الإيرانية. واستعدت ألمانيا السفير الإيراني لتنقل له إدانتها الشديدة لهجوم بلاده الذي ترى برلين أنه لا مبرر له ودعته إلى حث بلاده على الامتناع عن أي هجمات جديدة بما فيها تلك التي يقوم بها وكلائها في المنطقة، في إشارة واضحة إلى الحوثيين في اليمن والجماعات المسلّحة في العراق وسوريا. ونفس موقف الإدانة عبّر عنه الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، ورئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيف بوريل، وباقي المسؤولين الغربيين في بريطانيا وكندا.. الخ الذين سارعوا جميعهم لإدانة هجوم إيران، لكنهم جميعهم يغضون الطرف عن الإبادة الجماعية المروّعة التي يواصل جيش الاحتلال اقترافها في قطاع غزّة، وراح ضحيتها ما لا يقل عن 42 ألف شهيد غالبتهم أطفال ونساء. أما روسيا فقد دعت كل الأطراف في الشرق الأوسط إلى ضبط النفس مكن أجل تفادي سقوط مزيد من الضحايا المدنيين. وقال المتحدث باسم الرئاسة الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن موسكو على اتصال مع كل الأطراف، محملا مسؤولية التصعيد الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط للفشل الذريع لإدارة بايدن. وراحت الصين تدعو القوى العظمى في العالم لمنع انزلاق الوضع أكثر في الشرق الأوسط، حيث عبّرت وزارة خارجيتها عن قلق بيكين العميق للأحداث التي تشهدها المنطقة. وقالت إنها "تناهض كل عمل ينتهك سيادة وأمن والوحدة الترابية للبنان وتعارض توسيع الصراع". من جانبه شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، على أن الوقت قد حان لوقف الحرب على قطاع غزّة ولبنان ووقف التصعيد الذي يقود شعوب الشرق الأوسط إلى كارثة. وأكد غوتيريش، في إحاطته بمجلس الأمن الدولي، أن الأحداث الجارية توضح أنه حان الوقت ل"الوقف الفوري" لإطلاق النار في قطاع غزّة، وتسليم المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين وإحراز تقدم نحو حل الدولتين، إضافة إلى وقف الأعمال العدائية في لبنان، والعمل نحو التنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن 1559 و1701 وتمهيد الطريق للجهود الدبلوماسية من أجل السلام المستدام. ولفت المسؤول الأممي، النظر إلى أنه منذ أكتوبر من العام الماضي، استشهد أكثر من 1700 شخص في لبنان، بما في ذلك أكثر من 100 طفل و194 امرأة إضافة إلى نزوح ما يتجاوز 346 ألف شخص من منازلهم، مذكرا بأن تقديرات الحكومة اللبنانية تبرز أن هذا العدد يصل إلى مليون شخص. وحذّر من أن استمرار تدهور الوضع في الضفة الغربية بما في ذلك القدس المحتلتين، مع تواصل العدوان العسكري وبناء المستوطنات وعمليات الإخلاء والاستيلاء على الأراضي وتكثيف هجمات المستوطنين يقوض تدريجيا أي احتمال لحل الدولتين". وعلى نقيض مواقف الغرب المدينة، باركت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الهجوم الإيراني على اسرائيل على لسان المتحدة باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، الذي قال "نبارك الردّ الإيراني الذي طال كامل جغرافيا فلسطين المحتلّة ووجه ضربةً قويةً للاحتلال المجرم الذي ظن أن عربدته في المنطقة وعدوانه على شعوبها يمكن أن يمر دون عقاب". وأضاف "هذا يومٌ استثنائي في تاريخ الصراع تقاطعت فيه نيران مقاومي الأمة في سماء فلسطين، وتعرضت فيه (تل أبيب) لضربات المجاهدين من اليمن ولبنانوفلسطينوإيران، وهذه دعوة لكل أحرار الأمة بأن يجعلوا لهم سهماً في تحرير فلسطين". وفي سياق التوترات المستمرة في هذه المنطقة المستعلة، أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن عملية "يافا" البطولية التي نفذها المجاهدان القساميان محمد راشد مسك وأحمد عبد الفتاح الهيموني من مدينة الخليل، والتي أدت وفق اعتراف الاحتلال إلى مقتل 7 صهاينةٍ وإصابة 16 آخرين بعضهم جراحه خطرة". وقالت إن هذه العملية تزامنت مع ضرباتٍ موجعةٍ تعرض لها قلب الكيان الثلاثاء.