أثارت مشاركة الأردن في التصدي لما قالت عنه الأجسام الطائرة في سمائها، انتقادات واسعة وردود فعل غاضبة، وسط تساؤلات حول لماذا لم يلتزم الأردن الصمت حيال الهجوم الإيراني على الكيان الصهيوني. ونقلا عن شبكة "قدس" الفلسطينية، أن الأردن أكد أنه سيتصدى "لكل ما من شأنه تعريض أمن وسلامة الوطن ومواطنيه وحرمة أجوائه وأراضيه لأي خطر أو تجاوز من أي جهة كانت". وأول ثمار التصدي الأردني للهجوم الإيراني وفتحه مجاله الجوي للصهاينة أن الكيان يفكر بشكل فعلي بتمديد اتفاقية المياه بين الطرفين "في ظل التعاون الذي أبدته عمّان في التصدي للهجمات الإيرانية على الصهاينة" السبت الماضي. وأشارت مواقع عبرية، إلى أن الاحتلال كان مترددا للغاية بشأن تمديد الاتفاق من عدمه، في ضوء التصريحات المؤيدة للفلسطينيين من قبل مسؤولين أردنيين كبار فيما يتعلق بالعدوان على غزة لكن التعاون الأردني قلب الموازين. وفي السياق، وصف نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي في إيران، شهريار حيدري، قيام الحكومة الأردنية بفتح مجالها الجوي أمام الصهاينة لمواجهة الهجوم الإيراني ب الخطأ الاستراتيجي. ولفت حيدري إلى دور الأردن "المخرب" في العملية العقابية التي شنتها إيران ضد الكيان المحتل بفتح سمائها للاحتلال، من أجل مواجهة المسيرات والصواريخ الإيرانية. وقال، إنه من المتوقع أن تساند الدول الإسلامية في المنطقة الشعب المظلوم في فلسطينوغزة، على الرغم من أن شعب الأردن يدعم فلسطين قلبا وقالبا، إلا أن السيادة الأردنية تختلف عن شعبها وقلما تتخذ إجراءات لدعم فلسطين، وإن تعاون الأردن مع الاحتلال ضد عملية إيران تأتي في هذا السياق. وتابع: على الأقل كان بإمكان الأردن أن تلتزم الصمت أو حتى تدعم دفاع إيران المشروع ضد الكيان الصهيوني، ولكنها واكبت الكيان في خطوة تثير الاستغراب وتبعث على الأسف. ويمكن القول إنها فعلت ذلك تحت تأثير أمريكا والكيان الصهيوني. وأكد حيدري أنه "وعلى الرغم من أن الإجراء الأردني ضد إيران لم يكن فعالاً، إلا أن روح هذا الإجراء مهمة جداً، لقد ارتكب الأردن خطأً استراتيجياً بمساندته للكيان الصهيوني، وبالطبع فإن رد فعل هذا الإجراء الأردني تبين بين شعب هذا البلد حيث أدان الشعب الأردني مساندة بلادهم للاحتلال ضد إيران، وحتى دول مثل لبنان وسوريا والعراق أدانت إجراء الأردن في التعاون مع الصهاينة. وبحسب حيدري، فإن "الأردن فعل ذلك إرضاءً للكيان وأمريكا، وفي الواقع، يمكن القول إن السيادة الأردنية تعاونت مع الاحتلال غالبا لحماية نفسها وليس من أجل شعبها". وشدد، على أنه على الدول الإسلامية أن تتوقف عن التجاهل والسكوت إزاء جرائم الصهاينة، كما أن تحركها الداعم لفلسطين وضد الاحتلال يجب ألا يقتصر على الشعارات، وعليها أن تقف في وجه هذا الكيان قولا وفعلا.