سيودع العاصميون وبشكل تدريجي الهوائيات المقعرة التي شوهت الوجه الجمالي لواجهات العمارات بالعاصمة وكبرى المدن وسيتم تعويضها بالألياف البصرية التي ستعرض في شكل حلين ويتم توصيلها بالبيوت للاستفادة منها من 3 جوانب هي الهاتف، الانترنت والتلفاز وذلك بحسب الاختيار وستعمل هذه التقنية المتطورة والحديثة على سحب ما يزيد عن 20 مليون "قصعة" على امتداد سبع سنوات منها 12 مليون موزعة عبر واجهات وأسطح 5.2 ملايين بناية بكبرى المدن، وستسمح هذه الألياف بالتقاط 60 قناة ذات الانتشار الواسع بالإضافة إلى القنوات المشفرة. وقد دخلت عملية نزع الهوائيات المقعرة المنصبة بأسطح وشرفات العمارات على مستوى العاصمة مرحلة عملية بعد الشروع نهاية الأسبوع الماضي في تنصيب ألياف بصرية بكل من حي 800 مسكن بمختار زرهوني "حي الموز سابقا" وكذا حي 1000 مسكن بالمنظر الجميل بعين بنيان والتي يتم توصيلها بالمنازل وستعوض هذه التقنية التي سيتم تعميمها عبر اكبر المجمعات السكنية بكامل التراب الوطني ما يزيد عن 12 مليون هوائية منتشرة عبر 5.2 مليون بناية بكبرى المدن من مجمل 20 مليون هوائية مقعرة تم استيرادها وتنصيبها منذ بداية التسعينيات. وكان والي العاصمة قد اشرف رفقة وزير البريد وتكنولوجيات الاتصال نهاية الأسبوع الماضي على عملية نموذجية لتشغيل شبكات التوصيل بالألياف البصرية بكل من باب الزوار وعين بنيان، حيث حضر المسؤولان عملية توصيل 1008 مسكن موزعين عبر 69 بناية بحي مختار زرهوني وهو المشروع الذي كلف نحو 80 مليون دج مقسمة على عدد المشتركين الذين سيدفعون اشتراكا كل شهرين في حدود 4000 دج كأقصى تقدير وسيستفيد المشترك في هذه الحالة من خدمة ثلاثية هي الهاتف، الانترنت وكذا التلفاز. أما بحي المنظر الجميل بعين بنيان فقد استفاد1036 مسكن موزعين عبر 63 بناية من عملية التوصيل بشبكة الألياف البصرية وهي العملية التي تختلف عن تلك التي تم اقتراحها بحي مختار زرهوني، حيث أن هذا الحل لا يخص سوى الاستفادة من التلفاز كما ان تكلفته تعد الأقل مقارنة بالعملية الأولى علما أن العمليتين تشرف عليهما مؤسسة اتصالات الجزائر "بالشراكة" مع سفير بوكس وهي مؤسسة ايطالية كندية ستعمل على تعميم استعمال الألياف البصرية بالتعاون مع متعاملين محليين وهو المشروع الذي كان قد انطلق في شكله التجريبي منذ 2008 ببعض الأحياء العاصمية والوهرانية وسيستمر على مدى السبع سنوات القادمة ليشمل كامل التراب الوطني. ويعرض هذا المشروع في شكل اقتراحين أو حلين بحسب الفئات واحتياجات السكان أولهما يعنى بتوصيل الألياف ذات الخدمة الثلاثية نحو العمارات، أما الثاني فيعمل على توصيل مجموعة من البنايات بشبكة توصيل واحدة تضم عددا من القنوات بحسب الاختيار غير أن الاستفادة من القنوات المشفرة يتم عبر دفع اشتراك شهري، وكلاهما يعمل على تحسين المنظر الخارجي لواجهات العمارات كما انه يسهل من عمليات التقاط الفضائيات والتحكم فيها بعد أن كان الجزائريون يواجهون صعوبة في تحكيم مكان "البارابول "وتثبيته نحو القمر الصناعي المراد التقاطه أو القناة الفضائية المرغوب فيها، وستمكن هذه التقنيات التي تعتمد على وسائل جد متطورة على تعميم الاستفادة من الانترنت للراغبين فيها والتي يمكن توصيلها عبر الألياف إلى جانب الهاتف الثابت وبالتالي الاستفادة من ثلاث خدمات في خدمة واحدة وحث والي العاصمة على ضرورة احترام الواجهات الحضرية للعمارات من خلال تسهيل عملية تنصيب الهوائيات المقعرة والمكيفات الهوائية بالصيغة الجماعية عبر العمارات والبنايات، من خلال مشروع التوأمة بين وزارة السكن ووزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، داعيا في ذات السياق إلى تسليط عقوبات صارمة ومتابعات قضائية ضد المخالفين لمقاييس الجانب الجمالي للبنايات وفق ما ينص عليه دفتر الشروط، حسب القانون 15 - 08 الصادر في جويلية 2008 والمحدد لقواعد مطابقة البنايات من جهته أكد السيد بصالح وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال أن مشروع توحيد تنصيب الهوائيات المقعرة سيعمم على المشاريع السكنية التي لا تزال في طور الإنجاز على المستوى الوطني -وخص بالذكر مشروع المليون سكن -، وهو حال بعض الأحياء في باب الوادي وساحة الشهداء بالعاصمة، التي تم تجريب العملية بها، ولاقت استحسانا كبيرا من طرف المواطنين، الذين ساهموا في العملية من خلال احترامهم للتعليمات التي وجهت إليهم، وساعدوا الفرق التقنية التابعة لمديرية السكن والتعمير التابعة لولاية الجزائر، في العملية التي أثمرت نتائج إيجابية من الجانب الجمالي للعمران ولم يخف الوزير تخوفه من الصعوبات التي قد تواجهها عملية سحب الهوائيات المقعرة وإجبار ساكني العمارات والبنايات الجماعية على استعمال جهاز استقبال موحد لها ملمحا إلى أن الحكومة تعمل حسابا كبيرا للصعوبات الكبيرة التي يمكن أن تجدها في تطبيق قرار سحب الهوائيات وما يتطلبه ذلك من ''وقت وتكاليف وتجنيد لإمكانات مالية وبشرية كبيرة''، دون أن يسقط من اعتباره صعوبات أخرى تتعلق بذهنية ''الهوائي الفردي والخاص'' التي ألفها الجزائريون منذ أكثر من عشرين سنة. علما انه سيتم من الآن فصاعدا منع ''الاستعمال الفوضوي'' للهوائيات المقعرة في الأحياء السكنية الجديدة.