سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدولة تفرض على الجزائريين باقة القنوات الفرنسية دون العربية / 3 هوائيات في كل عمارة و6 آلاف دينار شهريا عن كل ربط بالألياف البصرية تجربة تعميم استعمال الألياف البصرية للحد من انتشار الهوائيات المقعرة
خيبت الخرجة الأخيرة لوزير البريد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال، أول أمس، آمال المواطنين الذين كانوا في انتظار حلوله في كل من عين البنيان والمحمدية لإعطاء إشارة تعميم استعمال الألياف البصرية باعتبارهما حيّين نموذجيين، حيث اصطدم السكان بواقع ما حملته عملية القضاء على الهوائيات المقعرة بتعميم استعمال الألياف البصرية، والمتمثل في إجبارهم على مشاهدة باقة من القنوات التلفزيونية متكونة من 60 قناة أوروبية، باستثناء قناتين عربيتين هما القناة الثانية المغربية و''كنال ألجيري''· تقاسم أول أمس كل من الوفد الإعلامي ومواطني الحيين اللذين اختيرا لبداية العملية النموذجية الخاصة بالقضاء على الهوائيات بتعميم استعمال الألياف البصرية، حيرة بشأن مستقبل مشروع القضاء على الهوائيات المقعرة، لا سيما وأن العملية في حد ذاتها تحمل طابع تدخل الدولة في أذواق المشاهدين· وما زاد من دهشة جميع من تابعوا عملية إعطاء وزير البريد انطلاق عملية القضاء على الهوائيات بالعاصمة أن الدولة ارتأت استعمال الألياف البصرية بغرض استفادة المواطن من ثلاث خدمات، تتمثل في الهاتف والأنترنت والتلفاز، لكن ما لم يكن في الحسبان أن قائمة باقة القنوات التلفزيونية الموزعة متكونة من 46 قناة مشفرة، جلها قنوات أوروبية، باستثناء قناتين إحداهما مغربية والثانية جزائرية، في حين لم تكشف ذات القائمة الموزعة على الصحفيين، والتي من المفروض أن تتكون من 60 قناة بدل ,46 عن بقية القنوات التلفزيونية التي ارتأت وزارة محمد بصالح إجبار المواطنين على مشاهدتها· وفي غضون ذلك تفادى وزير البريد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال الرد على المغزى من تفضيل تلك القوانين وتدخل الدولة في تقييد حرية المشاهد وتفضيلها القنوات الفرنسية المشفرة دون غيرها، مكتفيا بالتأكيد على أنه يعتزم تعميم استعمال الألياف البصرية للحد من ظاهرة الانتشار العشوائي للهوائيات المقعرة على العمارات· كما صرح خلال إعطائه إشارة انطلاق عملية الربط بالألياف البصرية بحي مختار زرهوني، ببلدية المحمدية في العاصمة، وحي 1000 مسكن بعين البنيان، اللذين اعتبرا موقعان لتلك التجربة النموذجية لتشغيل الليف البصري ''أف تي تي إكس''، أن وضع مثل هذا النظام يهدف إلى ''تحسين البيئة المعيشية للمواطنين من خلال التخلص من الهوائيات المقعرة الفردية التي تفسد بيئة مدننا وقرانا''· وأوضح الوزير أن الأمر يتعلق باستعمال الألياف البصرية ''أف تي تي إكس'' و''أف تي تي أش'' التي تتكيف بشكل كبير مع التجمعات السكنية الجديدة، والتي تسمح بتزويد الشقق بمآخذ تسمح بالتقاط القنوات التلفزيونية والاستفادة من الأنترنت والهاتف، كما أضاف أنه ''انطلاقا من هذه العمليات النموذجية سنقوم بتقييم نوع التنظيم الواجب وضعه والوسائل التقنية الواجب استعمالها وكذا التكلفة''· وبخصوص استبدال الهوائيات المقعرة الفردية بهوائيات جماعية، أكد الوزير أنه سيتم توفير ثلاثة هوائيات جماعية في كل عمارة، وسيتم توجيهها حسب اختيار المستعملين، مستطردا ''لقد سمحت لنا هذه العمليات بتحديد ما سنقوم به من حيث التنظيم ومعرفة ردود فعل المواطنين التي كانت إيجابية عموما، وسننتقل بالتالي إلى مرحلة تعميم هذا النظام وسنعرض ملفا على الحكومة في هذا الشأن''· وبشأن الخلاف القائم بين اتصالات الجزائر ومؤسسة التعليم عن بعد، أوضح بصالح أن ''الإشكال تجاري محض''، كما سجل في هذا الصدد أن اتصالات الجزائر قادرة على ضمان ربط 310 ألف خط أنترنت جديد· وتجدر الإشارة إلى أن وزارة البريد وتكنولوجيا الإعلام لم تتوصل بعد إلى تحديد تكلفة ربط المساكن بخدمات الألياف البصرية، حيث لم يستطع وزير القطاع تحديد سعر معين، في حين اقترح والي الجزائر أن تكون تكلفة الربط بالألياف البصرية محددة ب6000 دج شهريا، متحججا بأن السعر معقول ما دام السكان يغيرون في كل مناسبة بلاط منازلهم بأجود نوعية·