دعا أستاذ التاريخ بجامعة البويرة، الدكتور نسيم حسبلاوي، لإنشاء لجنة متابعة وإعادة تهيئة للمواقع الثقافية والتاريخية لمنطقة بومرداس، واقترح أن تكون اللجنة متعدّدة القطاعات هدفها الأساسي نفض الغبار عن تاريخ المنطقة بإجراء دراسات بالبحث والتنقيب والتحليل تُثمن في إصدارات تبقى ذاكرة للأجيال. اعتبر الدكتور حسبلاوي أنّ من الأهمية بمكان، وضع لجنة متخصّصة تضمّ أساتذة وباحثين في الشأن الثقافي والأثري والتاريخ إلى جانب عدد من المديريات التنفيذية وعلى رأسها مديرية الثقافة والفنون كجهة وصية وكذا مديريتي المجاهدين والمالية، ويعهد للجنة مهمة النزول إلى المواقع الأثرية والتاريخية عبر الولاية للجرد والإحصاء، ثم تخصّص لها فرق للبحث والتنقيب، لتتدخّل بعدها كلّ جهة، حسب المهمة الموكلة لها، بهدف إجراء دراسات متخصّصة حتى لا يندثر التاريخ المحلي. وأضاف الأستاذ في تصريح ل«المساء" أنّ التاريخ الثقافي لمنطقة بومرداس يحتاجل نفض الغبار عنه، مبديا أسفه للإهمال الذي طال بعض المواقع التاريخية ومنه برج سباو وحصن برج منايل، الذي قال إنّه تهدّم بفعل عوامل الزمن والطبيعة، دون أن يجد من يهتم به، وبالمثل برج سباو وكذا قلعة فرموس ببلدية الثنية و«فندق" ببلدية خميس الخشنة، وحتى قصبة دلس التي قال إنّها تدهورت بشكل كبير حتى بوجود برنامج خاص بترميمها. كما تحدث الأستاذ في نفس السياق عن زاوية أولاد بومرداس، حيث يوجد الزاوية الفوقانية الكائنة بأعالي جبال بلدية تيجلابين، التي شهدت عمليات إعادة تهيئة مُهمة أعادت لها الحياة، وهناك الزاوية السفلية أو التحتانية، مثلما تعرف محليا، وهي الأصل، وتوجد حسب الروايات بمنطقة الكرمة ببلدية بومرداس، "لكن اندثرت معالمها حتى لا يكاد يعرف لها مكان محدد بعينه"، يقول محدّثنا الذي لفت في هذا الصدد لأهمية وجود دراسات تاريخية من أبناء المنطقة للبحث والتنقيب عن المعالم التاريخية والثقافية للمنطقة. وهو ما سبق ذكره في الملتقيات المنظمة بين الفينة والأخرى، من خلال التوصية بفتح قسم التاريخ بجامعة بومرداس، لكن للأسف، يضيف الأستاذ حسبلاوي، لم نتلق بعد تأييد أيّ جهة لهذا المقترح، مناشدا في هذا الصدد وزارتي التعليم العالي والمجاهدين للتنسيق المشترك والفعلي واقتراح تأسيس هذا القسم بالجامعة. من جهة أخرى، لفت محدّثنا لاحتواء منطقة بومرداس لعدد هام من المعالم التاريخية مثل مراكز التعذيب، حيث ذكر على سبيل المثال مركز التعذيب "غوتيي" ببلدية سوق الأحد، ومركز "لاصاص" ببلدية بني عمران وغيرها الكثير، معتبرا هذه المعالم هي الأخرى بحاجة لإجراء دراسات معمّقة حولها، لإثراء المكتبات المحلية والوطنية بكتب حولها كشاهد على حقبة تاريخية مهمة ببومرداس، واقترح أن يعهد هذا الأمر لنفس اللجنة المقترح إنشاؤها، لتقف على هذا الأمر، خاصة بوجود إحصاء مسبق لهذه المراكز والمعالم من إعداد مديرية المجاهدين، "وأكيد بعد كلّ عمليات البحث والتنقيب سيتم كشف النقاب لا محالة على كنوز أثرية وثقافية مهمة ممكن جدا وضعها بمتحف المجاهد المزمع انجازه قريبا بالولاية" يقول المتحدث.