سيشهد الموقعان الأثريان "عين الصفا" و"عين تكرية" بولاية تيسمسيلت عمليات هامة من أجل تثمينهما وحمايتهما وكذا لتعميق التنقيب عما يكتنزه هذان المعلمان. وفي هذا الصدد يتم وضع برامج لفائدة هذين الموقعين اللذين تم تصنيفهما سنة 2010 من طرف الوزارة الوصية ضمن الممتلكات الثقافية والمواقع الأثرية ويشمل إطلاق عمليات واسعة للتنقيب والبحث الأثري والتي من الممكن أن تجسد بالتعاون مع الفريق العلمي لمعهد الآثار بجامعة الجزائر 2 الذي سبق له تجسيد حفريات بالموقع الأثري لحصن "تازا" ببرج الأمير عبد القادر. وذكر مدير الثقافة محمد داهل في هذا الصدد أن أهل الإختصاص مدعوون إلى الإطلاع على الموقعين ونفض الغبار عنهما من عمليات للتنقيب والبحث التي من شأنها الكشف عن كنوز أثرية تعود لحضارات تواجدت بالمنطقة في العصور السابقة. وسيتم ضمن نفس البرنامج وضع لوحات توجيهية وتعريفية تسمح بإبراز المراحل التاريخية التي شهدها الموقعان مع برمجة زيارات بيداغوجية لفائدة التلاميذ والطلبة يؤطرها مختصون في علم الآثار. كما تطمح مديرية الثقافة إلى إنجاز سور ومراكز للحراسة إلى جانب التفكير في توفير مرشد أو دليل مختص في علم الآثار لفائدة الزوار. ويعتبر موقع "عين الصفا" المتواجد على بعد 7 كلم عن مدينة تيسمسيلت مخبأ صخريا يحتوي على نقوش جدارية متعددة سواء كانت لصور آدمية أو حيوانية (النعامة وسمكة وجمل) وأخرى هندسية وكتابية تتشكل من كتابات ليبية وتيفيناغية مما يعني أن النقوش ترجع إلى فترة متأخرة من العصر الحجري الحديث (النيوليتيك) وهي مؤرخة بين 3500 و1000 سنة قبل الميلاد استنادا إلى أستاذ الآثار بجامعة تيارت الحاج لبيب. ويوجد موقع "عين تكرية" ببلدية خميستي. وهو عبارة عن معسكر روماني أنشأ ضمن منظومة دفاعية في فترة حكم الإمبراطور "سيبتيم سيفاز" (195-223 ميلادي) ومزود بمجموعة من الحصون والقلاع على جميع الجهات. وكان هذا الموقع يحتوي على مجموعة من المباني إندثرت هياكلها بمرور السنين وتم نقل حجارتها وإعادة استعمالها في بناء مدينة خميستي الحالية. وما تبقى من الموقع عبارة عن مجموعة من القبور البالغ عددها أربعين قبرا وهي منحوتة في الصخر بأشكال ومقاسات مختلفة.