أعلنت شركة "القرين" الكويتية لصناعة الكيماويات البترولية استعدادها التام لمباشرة مشروعها الاستثماري المتضمن إنجاز مصنع الميثانول عالي الجودة بالجزائر والذي تبلغ تكلفته الإجمالية 1 مليار دولار، تقدر حصة الشركة الكويتية فيه ب25 بالمائة. وقال رئيس مجلس الشركة الشيخ مبارك عبد الله المبارك الصباح في حوار نشرته صحيفة "الوطن" الكويتية أمس أن "القرين" جهزت جميع العقود والاتفاقيات المطلوبة لمباشرة تنفيذ مشروع "ميثانول الجزائر"، الذي تساهم فيه بحصة 25 بالمائة وتبلغ تكلفته مليار دولار، موضحا بأن هذا المشروع الاستثماري عبارة عن إنشاء وإدارة مجمع الميثانول بالجزائر، بطاقة إنتاجية تعادل مليون طن سنويا من مادة الميثانول وذلك بالمشاركة مع شركة النفط الجزائرية "سوناطراك" وتحالف مكون من شركة القرين ونخبة من الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال. وأشار المتحدث في نفس السياق إلى أن العقود والاتفاقيات الخاصة بالمشروع سيتم التوقيع عليها حال اعتمادها من قبل المجلس الأعلى للاستثمار في الجزائر، متوقعا أن يحقق المشروع عائدات معتبرة. وعن فترة تأخر تجسيد هذا المشروع الذي تم الإعلان عنه العام الماضي أوضح الشيخ مبارك أنه يرجع إلى أن المساهمين فضلوا عدم الاستعجال وإعادة تقييم المشروع للتأكد من جدواه في ظل المستجدات التي فرضتها التداعيات السلبية للازمة المالية العالمية، مشيرا إلى أن مشروع "ميثانول الجزائر" يعتبر من المشاريع الكبرى التي تساهم فيها "القرين" بالشراكة مع شركة "سوناطراك" ومجمع يضم نخبة من الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال. وحسب نفس المسؤول فإن الهدف الأساسي للمشروع الذي يتوقع البدء في عملياته التشغيلية التجارية بحلول عام 2012 يرتكز على الاستفادة من الأسواق الإقليمية وخاصة الأوروبية لقربها من الجزائر، كما ينتظر أن يحقق المشروع حسبه عوائد قياسية في ظل توافر الغاز ومشتقاته بأسعار منخفضة بالجزائر "الأمر الذي سيمكن تصدير إنتاج المشروع بأسعار مغرية للدول المستهلكة وخاصة الأوروبية". وخلص رئيس مجلس إدارة "القرين" إلى أن جميع هذه العوامل المشجعة ستعزز من الجدوى الاقتصادية للمشروع الذي ينتظر تحقيق عوائده الإيجابية على المدى المتوسط على غرار كافة المشاريع الصناعية. وتجدر الإشارة إلى أن مادة الميثانول التي تنتج من الغاز الطبيعي تستخدم كمادة مضافة للوقود وتدخل في صناعة عدة أنواع من البتروكيماويات، وستعمل شركة "القرين" الكويتية التي تقود مجمعا يضم شركات "ميتسوي" اليابانية، "لورجي" الألمانية، و"بي بي أس أل" من ترينداد وتوباغو، في إطار مشروع "ميثانول الجزائر" على إنتاج وإدارة وتسويق وصيانة مليون طن متري سنويا من مادة الميثانول النقي درجة "أأ"، وذلك فور استكمالها بناء المصنع الذي كان مقررا الانطلاق فيه في جوان الماضي، غير أنه تأجل إلى حين الانتهاء من الاتفاقيات والعقود المطلوبة وأخذ الرخص والمستندات اللازمة واختيار المقاولين. للتذكير فإن العلاقات الجزائرية الكويتية عرفت انتعاشا محسوسا في الفترة الأخيرة، ولا سيما بعد زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى الكويت في شهر أفريل 2008، وتلتها في نوفمبر الماضي الدورة الخامسة للجنة المشتركة الجزائرية الكويتية التي أعيد بعثها بعد 21 سنة من الانقطاع، وتوجت بالتوقيع على مذكرة تفاهم حول التعاون في مجالات الشؤون الدينية والشباب والرياضة والأرشيف وعلى بروتوكول اتفاق بين الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة وغرفة التجارة الكويتية. كما مكنت أشغال اللجنة البلدين من إعداد ورقة عمل مشتركة تشمل فرص الاستثمار المتاحة، وسبل تجسيد عدة المشاريع قيد الدراسة، تخص قطاعات النقل والطاقة والعدالة والشؤون الدينية والشبيبة والرياضة، وإنشاء مجلس أعمال بين البلدين ومؤسسة مالية لتقييم وتسيير الاستثمارات وإبرام اتفاق بين غرفتي الصناعة والتجارة للبلدين. ولتفعيل ورقة العمل التي تم ضبطها اتفق البلدان على فتح خط جوي بين الجزائر والكويت بمعدل 7 رحلات أسبوعيا.