حل، أمس، مبعوث الرئيس الأمريكي، اموس هوكشتاين، بالعاصمة بيروت في إطار الجهود التي تقودها واشنطن من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين "حزب الله" والاحتلال الصهيوني على قاعدة مقترح التسوية التي قدمته مؤخرا الادارة الامريكية للسلطات اللبنانية. وصل المبعوث الأمريكي إلى بيروت وكله تفاؤل بإمكانية التوصل إلى تسوية يرى بأنها في "متناول اليد"، حيث قال بعد لقاءه رئيس البرلمان، نبيه بري، المعروف عنه قربه من "حزب الله"، بأنه عاد إلى بيروت لأن هناك فرصة حقيقية لوضع نهاية للصراع، لكنه رمى بالكرة في ملعب الاطراف المعنية بحجة انها هي من تملك قرار ذلك. وكان مصدر من الحكومة اللبنانية، أكد عشية وصول هوكشتاين، أن هذه الأخيرة تنظر بعين جد ايجابية لمقترح التسوية الامريكي، مشيرا الى أن بيروت بصدد وضع ملاحظاتها الاخيرة على هذا المقترح. وأضاف أن الجانب اللبناني لديه ملاحظات على بند في المسودة الأمركية بشأن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، موضا بأن البند مبهم ويحتاج إلى إعادة صياغة وإلى ربطه بالقرار 1701، في نفس الوقت الذي اكد فيه أن الجانب اللبناني لن يقبل بأي بند في مسودة وقف إطلاق النار قد يستدعي تغييرا في القرار المذكور. وصدر القرار رقم 1701 عن مجلس الأمن الدولي في اوت 2006 عقب حرب استمرت 33 يوما بين "حزب الله" والاحتلال. ويدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين الطرفين وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق، الفاصل بين لبنان وإسرائيل، ونهر الليطاني جنوبيلبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني و"اليونيفيل" الأممية. وكانت السفيرة الأمريكية في بيروت، ليزا جونسون، قدمت الأسبوع الماضي لكل من رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان، نبيه بري، مخطط تسوية من 13 نقطة يتضمن هدنة من 60 يوما ونشر لقوات الجيش اللبناني في جنوب البلاد. لكن المعني الرئيسي بهذا المقترح وهو "حزب الله" لم يبد إلى غاية أمس أي موقف، بل أنه أعلن عن تأجيل خطاب لأمينه العام، نعيم قاسم، كان مقررا أمس لموعد غير محدد. وهو ما يطرح التساؤل عن موقف الحزب الذي يزالا يضرب بقوة المواقع العسكرية الصهيونية والمستوطنات بشمال فلسطينالمحتلة ويلحق اضرارا بليغة بقوات الاحتلال ويتصدى لتوغلها البري في جنوبلبنان. كما أن "حزب الله" ورغم الخسائر التي لحقته على مستوى قيادته على إثر سلسلة الاغتيالات الصهيونية التي طالت أعلى هرم في سلطته، لا يزال متمسكا بموقفه ويربط وقف إطلاق النار مع الكيان الصهيوني بإنهاء هذا الاخير لعدوانه الهمجي على قطاع غزة. من جهته، هدد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بان الكيان الصهيوني سيشن عمليات عسكرية ضد "حزب الله" حتى في حال الاتفاق على وقف لإطلاق النار في لبنان. ضمن تصريح يشكل حجر عثرة أمام جهود الادارة الامريكية التي ترفض الاقرار بحقيقة العراقيل التي يضعها نتنياهو الذي يواصل تلكؤه فيها يتعلق بمفاوضات وقف العدوان على غزة ويبدو انه ينتهج نفس الاسلوب فيما يتعلق بلبنان. ودخل "حزب الله" على خط اسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من اليوم الموالي لعملية "طوفان الاقصى" في السابع اكتوبر من العام الماضي، قبل ان تصعد اسرائيل من وتيرة عدونها شهر سبتمبر الماضي وتوسعه ليشمل حتى العاصمة بيروت بما خلف سقوط الالاف ما بين قتلى وجرحى من ابناء الشعب اللبناني ونزوح ما لا يقل عن مليون آخرين. أكثر من 200 طفل قتلهم الاحتلال الصهيوني في ظرف شهرين وفي هذا السياق، حذرت منظمة الطفولة الأممية "يونسيف"، أمس، من أن أكثر من 200 طفل لقوا حتفهم في ظرف شهرين فقط في لبنان جراء العدوان الصهيوني المتصاعد على هذا البلد العربي، وذلك بمعدل ثلاثة أطفال تقتلهم آلة الدمار الاسرائيلية يوميا. وقال المتحدث باسم المنظمة، جيمس إلدر، في تصريح صحفي انه "رغم مقتل أكثر من 200 طفل في أقل من شهرين وما لا يقل عن 231 طفل في لبنان منذ بدء حرب الابادة على قطاع غزة في أكتوبر 2023، إلا أن اتجاها مقلقا يظهر أنه يجري التعامل بلا مبالاة مع هذه الوفيات من جانب هؤلاء القادرين على وقف هذا التصعيد". وأضاف انه "يجب أن نأمل ألا تشهد الإنسانية مرة أخرى مثل هذه المذبحة للأطفال كما حدث في قطاع غزة، لكن هناك أوجه تشابه مخيفة مع أطفال لبنان"، مشيرا الى انه "في لبنان، كما هو الحال في غزة، يتحول ما لا يمكن تقبله بهدوء إلى أمر مقبول". وهو ما جعله يندد بما اعتبره "تطبيع صامت مع الرعب". من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن 13 في المئة من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها بما أدى إلى الحد من الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية بشكل كبير. وأكدت وقوع 136 هجوما على المرافق الصحية منذ أكتوبر الماضي بما أسفر عن استشهاد 212 شخصا من العاملين في مجال الصحة مع استشهاد 70 شخصا الأسبوع الماضي. وسط تحديات كبيرة تواجه إيصال المساعدات إلى جنوب ووسط غزة تحذير من انهيار منظومة العمل الإنساني حذّرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمس، من انهيار منظومة العمل الإنساني في قطاع غزة جراء تشديد الاحتلال الصهيوني القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى هذا الجزء المنكوب من الأراضي المحتلة. ق. د وأشارت الشبكة، في بيان لها، إلى توقف عشرات المخابز والمطابخ عن العمل جراء قيود الاحتلال على دخول الإمدادات الغذائية، حيث يعتمد معظم سكان قطاع غزة عليها في غذائهم اليومي بعد أن فقدوا مصادر دخلهم. كما حذّرت من التداعيات الخطيرة لهذا التدهور المتسارع على الأوضاع الإنسانية وتأثيرات ذلك على واقع حياة السكان الذين يعاني معظمهم من النزوح المتكرر ويمكثون في خيام مهترئة لا تستطيع أن تصمد في وجه المطر والبرد والرياح. وجدّدت مطالبتها للأمم المتحدة بإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة وتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية تجاه هذا التدهور الحاصل على كافة المستويات وانقاذ حياة السكان وتوفير الحماية لهم بكل مستوياتها. وقالت في بيانها "إننا أمام مرحلة هي الأخطر والأسوأ من العدوان على الشعب الفلسطيني وبخاصة في شمال قطاع غزة، ما يتطلب تدخلا جادا من كل الأطراف الدولية لوقف العدوان ودخول المساعدات وحماية المدنيين وإنصاف الضحايا". وهو ما حذر منه أيضا المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، الذي أكد أن إيصال المساعدات إلى جنوب ووسط غزة لا يزال يواجه تحديات كبيرة رغم الجهود المستمرة لتجاوزها، مثل إصلاح طريق بديل واستخدام معبر "كيسوفيم" كنقطة حدودية جديدة. وكشف المسؤول الأممي، خلال مؤتمره الصحفي اليومي، بأن قافلة مساعدات مكوّنة من 109 شاحنة تحمل إمدادات غذائية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي ووكالة "الأونروا"، أجبرت على سلك طريق بديل غير مألوف بناء على تعليمات جيش الاحتلال الصهيوني وهو ما يفاقم من أزمة الإغاثة الإنسانية. وأكد أن الطرق والمعابر بما فيها معبري "كيسوفيم" و«كرم أبو سالم" غير قادرة على ضمان التدفق المستمر للإمدادات الإنسانية بسبب الوضع الأمني المتدهور. كما أشار إلى أن الإمدادات الحالية تكفي فقط ليومين آخرين بينما لم يتلق نحو مليون شخص طرودا غذائية منذ شهر جويلية الماضي أو قبل ذلك. ووصلت الطرود الغذائية إلى ما بين 150 ألف و200 ألف شخص فقط في مدينة غزة خلال النصف الأول من الشهر، فيما يظل ملايين الفلسطينيين بحاجة ماسة للدعم الغذائي. لازاريني يدعو لتدخل سياسي لوقف المجاعة بغزة دعا مفوض عام وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، لتدخل سياسي لوقف المجاعة المتفاقمة بقطاع غزة جراء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني منذ أكثر من عام. وفي سياق حديثه عن الوضع بغزة، وصف لازاريني المجاعة المتفاقمة هناك بأنها "صناعة بشرية"، داعيا المشاركين في قمة مجموعة العشرين بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، لمنح الأولوية لبحث الوضع الإنساني في القطاع. وحذر لازاريني، مجددا، من تداعيات القرار الصهيوني بإنهاء أنشطة الأونروا في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، داعيا المجتمع الدولي إلى معارضة هذا التشريع والعمل على منع تنفيذه. وأكد أن "الأونروا ليس لها بديل". وبينما شدّد على ضرورة تصدي الدول لهذا القرار الذي "يهدّد حقوق اللاجئين الفلسطينيين"، أوضح لازاريني بأن "الهدف السياسي" وراء محاولة إنهاء أنشطة "الأونروا" في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، يتمثل في "إلغاء وضع اللاجئين الفلسطينيين" بما يقوض تطلعاتهم لتقرير المصير ويضعف جهود المجتمع الدولي لتحقيق حل الدولتين. وتواصل قوات الاحتلال ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ أكثر من عام عبر شنّ عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار. وهو ما تسبب في ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان إلى قرابة 44 ألف شهيد وما لا يقل عن 104 ألف جريح، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإنقاذ الوصول إليهم وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار. في إطار استهداف المنظومة الصحية في قطاع غزة الاحتلال يدمّر مستشفى "أبو يوسف النجار" برفح أكد مدير عام المستشفيات الميدانية في الوزارة الصحة، مروان الهمص، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف المنظومة الصحية بشكل كامل في جميع محافظات قطاع غزة من خلال تدميره عشرات المستشفيات والمراكز الطبية واخراجها عن الخدمة بشكل كامل. وقال الهمص، في تصريح صحافي، أمس، أن الاحتلال يتعمد استهداف الطواقم الطبية، وقد أعدم حتى الآن أكثر من 1000 طبيب وممرض وكادراً من الكوادر الصحية في قطاع غزة. وأوضح أنه أقدم أول أمس، على استهداف وتدمير مستشفى الشهيد "محمد يوسف النجار" بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة، عبر إرسال روبوتات تحمل أطناناً من المتفجرات دمرت المستشفى الحكومي الوحيد في المحافظة. وكان هذا المستشفى يقدم الخدمة الصحية والطبية لما لا يقل عن 300 ألف شخص وقام بتقديم الخدمة الصحية خلال حرب الإبادة الجماعية لمليون ونصف مليون إنسان من النازحين والمواطنين قبل اجتياح محافظة رفح. وهو ما جعل المسؤول الصحي الفلسطيني يندّد بهذه الجريمة التي شدّد على إنها تحتاج إلى وقفة جادة من المجتمع الدولي بجميع أطيافه في إطار حماية وترميم القطاع الصحي وإعادته إلى الحياة بعد استهدافه وتدميره من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي النازي المجرم. كما تحدث عن استهداف جيش الاحتلال خلال الساعات الماضية مستشفى "كمال عدوان" شمال قطاع غزة، وتحديدا استهداف إدارة المستشفى بشكل مباشر ومن دون أي سبب يذكر. وأطلق النيران الثقيلة تجاه مكتب مدير المستشفى وعائلات الطواقم الطبية، حيث استقبل اثنان من الأطباء في المستشفى عائلاتهم وقد تمت إبادة كل افرادها بشكل كامل في جريمة يندى لها جبين البشرية. وأدان الهمص بأشد العبارات استهداف القطاع الصحي وإسقاط الاحتلال للمنظومة الصحية في قطاع غزة من خلال تدمير المستشفيات واستهداف الطواقم الطبية قتلاً وإصابةً واعتقالاً، مطالبا المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية بإيقاف هذه الحرب والإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني. كما طالب بحماية المستشفيات وتأمين الطواقم الطبية والعمل على إعادة تشغيل وترميم المستشفيات قبل فوات الأوان، محذرا بأن قطاع غزة يعيش مرحلة كارثية لم تمر على أي دولة من دول العالم، وناشد كل العالم بالعمل الفعلي والجاد لإنقاذ الواقع الإنساني والصحي في غزة قبل فوات الأوان. قواته اقتحمت عددا من البلدات بالضفة الغربية استشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص الاحتلال استشهد ثلاثة فلسطينيين، أمس، إثر عملية عسكرية صهيونية استهدفت محيط مدينة جنين في الضفة الغربيةالمحتلة التي لا تزال تعيش على وقع تصعيد صهيوني يسفر في كل مرة عن سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني العزل. وأكد محافظ جنين، كمال ابو الروب، أن قوات الاحتلال التي لم تكتف ككل مرة بتنفيذ اقتحامات واطلاق الرصاص الحي على المدنيين، احتجزت جثامين الشهداء الثلاثة. وشهدت عديد المدن الفلسطينية، أمس، مواجهات عنيفة إثر اقتحام جيش الاحتلال الصهيوني عدة قرى بالضفة الغربيةالمحتلة تخللها إطلاق الجيش الصهيوني قنابل غاز أدت إلى حالات اختناق. واقتحمت قوات الاحتلال بلدة الخضر جنوب بيت لحم الواقعة جنوب الضفة وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام صوب المنازل والمحال التجارية بما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق. كما انتشرت قوات ببلدة إذنا بمحافظة الخليل واعتدت على منازل الفلسطينيين. واقتحمت الاحتلال الصهيوني قرية كفر نعمة الواقعة غرب رام الله بما تسبب في اندلاع مواجهات مع المواطنين، أطلقت خلالها الرصاص وقنابل الصوت دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وواصلت اقتحاماتها لمدن وقرى أخرى على غرار قرية مراح رباح جنوب بيت لحم وداهمت وفتشت عددا من المنازل في مشهد متوتر شهدته ايضا مدينة قلقيلية، حيث اعتقلت شابا فلسطينيا بعد أن داهمت منزله وفتشته.