❊ الجزائر تسعى إلى بلوغ التحوّل الرقمي الشامل وتنويع الاقتصاد ❊ إرادة سياسية قوية لدعم الشفافية والشركات الكبرى وقّعت لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها "كوصوب"، أمس، بالعاصمة، ثلاث اتفاقيات لتطوير بيئة السوق المالية، في إطار سعيها لترقية آليات التمويل البديلة، تماشيا مع توجّهات الدولة في مجال الرقمنة. أعلن رئيس "كوصوب" يوسف بوزنادة، أمس، عن إطلاق مجموعة من المبادرات لإضفاء ديناميكية على السوق المالية، تتعلق في المقام الأول بإنشاء "النافذة الموحّدة للسوق المالية"، التي ستجمع الأطراف الفاعلة في هذه السوق "تحت مظلة واحدة"، حيث تم توقيع اتفاقية بين هذه الأطراف بمناسبة تنظيم المؤتمر السنوي الثاني للسوق المالية. وأوضح بوزنادة في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن الاتفاقية ستسمح بتبسيط الإجراءات للشركات الراغبة في الإدراج بالبورصة وتحقيق التكامل بين مختلف الفاعلين، مما يساهم في تعزيز عمق السوق وتحسين جاذبيتها. وبخصوص الاتفاقية الثانية التي أبرمت بين كوصوب والغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة "كاسي"، قال بوزنادة إنها تهدف إلى توجيه المؤسّسات الصغيرة والمتوسطة نحو النافذة الموحّدة وتعريفها بآليات التمويل البديلة عبر السوق المالية، بما يساهم في توسيع نطاق استفادتها من فرص التمويل المتاحة. ووقّعت الاتفاقية الثالثة بين كوصوب وهيئة السوق المالية التونسية لتعزيز التعاون بين الهيئتين، من خلال تنظيم دورة تدريبية متخصّصة على مستوى هيئات السوق المالية التونسية لتنمية مهارات المتعاملين في السوق المالية الوطنية، وستكون تتويجا لبرنامج "شهادة محترفي السوق المالية" الذي تنظمه كوصوب سنويا. وبمناسبة انعقاد المؤتمر الذي حمل شعار" آفاق جديدة لتمويل الاقتصاد الوطني من خلال السوق المالية"، أعلن رئيس كوصوب عن إطلاق البوابة الإلكترونية للسوق المالية، تماشيا مع توجّهات الدولة الرامية إلى تجسيد التحوّل الرقمي الشامل، لافتا إلى أن هذه البوابة ستتيح للراغبين في ممارسة مهن السوق من جهة والشركات الراغبة في الإدراج بالبورصة، تقديم طلباتهم بشكل رقمي، مما يسهم – كما أضاف- في تسهيل الإجراءات وتحسين مستوى الخدمات المقدمة من قبل لجنة عمليات البورصة ومراقبتها. كما ستتيح المنصة للمستثمرين الاطلاع على كافة البيانات والمعلومات المتعلقة بنشاط السوق المالية بفضل التعاون المستقبلي مع شركة تسيير بورصة القيم.على صعيد آخر، شهد المؤتمر تنصيب المجلس العلمي ل"كوصوب" الذي سيضم 12 خبيرا تم اختيارهم استنادا إلى كفاءاتهم العلمية، وخبراتهم المهنية في مجالات المالية والاقتصاد، حسبما أوضحه بوزنادة، الذي قال بأن المجلس العلمي سيقوم بمساعدة اللجنة في صياغة الرؤية الاستراتيجية للسوق المالية الجزائرية وتقديم المقترحات والحلول المبتكرة لتعزيز أدائها وتنافسيتها، كما سيتبادل الأفكار والمعارف مع مختلف الأطراف المعنية بهدف تطوير بيئة سوق مالية تتسم بالفعالية والديناميكية.مؤشرات إيجابية تؤكّد النمو المستمر للاقتصاد الوطني. وأبرز بوزنادة أن المؤتمر يأتي في ظرف اقتصادي واعد، حيث يشهد الاقتصاد الجزائري مؤشرات إيجابية تدل على نموّه المستمر، بفضل السياسة الطموحة التي يقودها السيد رئيس الجمهورية، معتبرا أن هذه النتائج المشجعة تفتح آفاقا جديدة، وتستدعي بذل المزيد من الجهود لتعزيز مصادر التمويل وتطوير أدوات السوق المالية. وذكر في السياق بالديناميكية التي عرفتها السوق المالية منذ بداية العام الجاري، والتي تميزت بإدراج أول بنك في البورصة، إضافة إلى الخطط المستقبلية التي تضمن دخول مؤسسات مالية وشركات كبرى. وقال المسؤول إن هذا التوجّه يعكس إرادة السلطات العمومية في تعزيز الشفافية ودعم الشركات الوطنية الكبرى والمؤسّسات الصغيرة والمتوسطة لتنويع مصادر تمويل مشاريعها، سواء من خلال سوق رأس المال وسوق سندات الدين، وعبر الرأسمال الاستثماري، وهي آليات بديلة تمثل ركيزة أساسية لتوفير التمويل اللازم للتنمية الاقتصادية. وفي مداخلة ألقاها في أشغال المؤتمر، دعا الأستاذ علي بن الضب مدير قسم البحوث الرائدة بالنيابة في صندوق النقد العربي، إلى إضفاء عمق واتساع أكبر في بورصة الجزائر من حيث الشركات المدرجة والمشاركين فيها، كما تحدث عن ضرورة التكيف مع تطوّرات التكنولوجيا المالية، مقترحا إنشاء "بورصة افتراضية" للشباب من أجل تحضير الأجيال المقبلة للتعامل مع السوق المالية.