تُعد فترة الدراسة من أكثر الفترات حساسية في حياة الفرد؛ حيث يسعى الطلاب لتحقيق النجاح والتفوق، لكن قد تواجه بعضَهم عقبات؛ مثل الرسوب الدراسي، وهو ما يشوّش على الأجواء العائلية، ويخلق مشاكل. وهو حدث يُشعر الطالب بالإحباط والاكتئاب. وعن طريقة التعامل مع الابن في هذه اللحظات الحرجة، أكّدت الأخصائية النفسانية نسرين أكسيل، أنّه يتعيّن على الأهل أن يكونوا مصدر دعم وقوّة، ليساعدوا أبناءهم على تجاوز هذه التحديات. أشارت المختصة النفسانية إلى أنّ التواصل المفتوح؛ أي تشجيع الحوار بين الأهل والطفل، يمكن أن يساعد في فهم الأسباب الكامنة وراء الرسوب، وفي تعزيز ثقة الطفل بنفسه، موضحة في السياق أنّه يستوجب تجنّب الانتقادات القاسية؛ تقول: "يجب أن يكون التواصل بنّاءً، مع تجنّب اللوم أو الانتقادات القاسية؛ إذ إنّ ذلك يمكن أن يزيد من الضغط النفسي على الطفل، مع ضرورة مساعدة الطفل على تحديد أهداف صغيرة وقابلة للتحقيق لتحسين أدائه الدراسي؛ ما يجعله يشعر بالتقدّم والإنجاز". وأشارت المختصة إلى أهمية تقديم الدعم الأكاديمي إذا كان ذلك ممكنا، مؤكدة أنّه يمكن الاستعانة بمعلمين، أو دروس خصوصية في الصيف؛ لرفع مستوى الفهم عند الطفل في المواد التي يواجه فيها صعوبة، مع تشجيع الأنشطة الإيجابية؛ أي تشجيع الطفل على المشاركة في أنشطة تعليمية أو رياضية، تحفّز عنده حبّ التعلّم، وتزيد من ثقته بنفسه، مع تعليم مهارات التأقلم؛ توضّح: "علّموا أطفالكم كيفية التعامل مع الضغط والإحباط من خلال تقنيات التنفس العميق، والتأمّل، أو ممارسة الرياضة؛ فهذه المهارات يمكن أن تساعدهم في التعامل مع تحديات الدراسة بشكل أفضل". تقدير الجهود يعزّز الثقة بالنفس قالت أكسيل: " ينبغي على الآباء تقدير جهود الأطفال وليس فقط النتائج؛ من خلال الثناء على الجهد المبذول الذي يمكن أن يعزّز الثقة بالنفس، ويحفّز الأطفال على تحسين أدائهم مع تقديم نموذج إيجابي "؛ أي أن يكون الآباء قدوة لأطفالهم. " يجب أن يوضّحوا لهم كيفية التعامل مع الفشل، والتعلّم منه، وهذا سيشجّعهم على استعادة الثقة، واستمرار المحاولة ". ونبّهت المختصة إلى ضرورة تحديد وقت للراحة؛ من خلال التأكّد من أن الأطفال يحصلون على فترات راحة كافية بين الدراسة، والتركيز على نشاطات مسلية أو رياضية. فالراحة تساعد في تجديد النشاط، والتركيز. وأوضحت أنّ لكل طفل ميزاته، وهذا يستدعي المرونة في الانتظارات؛ بمعنى يجب أن يدرك أولياء الأمور أنّ كلّ طفل فريد من نوعه، وقد يحتاج إلى وقت مختلف لتحقيق النجاح؛ فالتكيّف مع احتياجات الطفل يمكن أن يساعده على النمو بشكل أفضل. وتقول أكسيل إنّ تعزيز الشعور بالانتماء يساعد الطفل في العثور على مجموعة من الأصدقاء أو الأنشطة المدرسية التي تعزّز انتماءه؛ ما يمنحه شعوراً بالقبول والدعم الاجتماعي، مع وجوب إنشاء مساحة مريحة ومنظّمة للدراسة في المنزل، تساعد الطفل على التركيز، وتحسين ما يقوم به من واجبات، والعمل على توحيد الجهود بين الأسرة والمدرسة؛ من خلال التواصل مع المعلّمين أو المستشارين في المدرسة؛ لفهم كيفية دعم الطفل بشكل أفضل؛ إذ إن الدعم المتكامل من الأسرة والمدرسة أساسيٌّ لتطوير الأداء الدراسي. وقدّمت المختصة أساليب هامة لمساعدة الطفل على تطوير مهارات التنظيم؛ مثل إعداد جداول زمنية للدراسة، أو استخدام قوائم المهام؛ ما يسهّل له إدارة وقته وواجباته، وكذا تحفيز الشغف بالتعلّم من خلال استكشاف مجالات اهتمام الطفل أو شغفه؛ سواء كانت رياضية، أو فنية، أو علمية، ومنحه فرصة التعبير عن نفسه في تلك المجالات، مع تشجيع الطفل على تطوير شعور إيجابي عن نفسه؛ من خلال مساعدته في التعرّف على نقاط قوّته وضعفه، وخلق عادات دراسية فعّالة، تساعده في تطوير عادات دراسية جيدة؛ من خلال تحديد أوقات ثابتة للدراسة والاستراحة، وتجنّب الانشغالات الإلكترونية أثناء الدراسة.