لقد كانت القضية الفلسطينية في صلب أهم التظاهرات الثقافية والفنية التي نُظّمت في الجزائر سنة 2024، عقب تأجيل جميع المهرجانات الثقافية الكبرى التي كانت مبرمجة خلال الصائفة الماضية، تضامنا مع الشعب الفلسطيني، الذي يرتكب الكيان الصهيوني في حقّه، مجازر شنيعة في قطاع غزّة. في إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصَر منذ "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، خصّص مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في طبعته 12 (4- 10 أكتوبر)، برنامجا بعنوان "المسافة صفر.. من غزة إلى وهران" ؛ حيث تم عرض 22 عملا، تم تصويرها، وإنتاجها وإخراجها في قطاع غزة. وفي مارس من السنة نفسها، احتضن متحف السينما الجزائرية عروض أفلام قصيرة لمخرجات فلسطينيات؛ تكريما للراحلة ولاء سعادة، مخرجة فيلم "خيوط من حرير" التي استشهدت في القطاع. وفي مجال المسرح تم دعم القضية الفلسطينية خلال الأيام المسرحية العربية الثانية "الشهيد حسان بلكيرد"، التي نُظمت من 14 إلى 18 فبراير بمدينة سطيف، عبر عرض مسرحية "صمود حنظلة" المهداة إلى فلسطين التي كانت ضيف شرف هذه الطبعة. وتم كذلك تسليط الضوء على القضية الفلسطينية خلال الطبعة 27 للصالون الدولي للكتاب (سيلا، 6-16 نوفمبر)، أهم حدث ثقافي سنوي؛ من خلال العديد من الأنشطة واللقاءات التي تناولت النضال الفكري والأدبي للشعب الفلسطيني. كما تم التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني خلال الطبعة 16 لمهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم (فيبدا، 1-5 أكتوبر)، عبر تنظيم مسابقة للشريط المرسوم تحت عنوان "كلّنا غزّة" ، وُجّهت للمبدعين الجزائريين؛ من أجل تسليط الضوء على معاناة سكان غزة. أما الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة (9-17 ماي)، فقد خصصت هي الأخرى، فضاء للتراث الفلسطيني، عرضت فيه أزياء تقليدية نسائية ورجالية من مختلف مدن هذا البلد الشقيق. وشكلت الطبعة الثامنة للمهرجان الدولي للفن المعاصر (26 نوفمبر-7 ديسمبر) موعدا ثقافيا، تم خلاله تأكيد دعم وتضامن الجزائر مع فلسطين ضيف شرف هذه الطبعة التي برمجت لقاء حول "فن المقاومة الفلسطينية". وقامت وزارة الثقافة والفنون بهذه المناسبة، بتكريم فنانين فلسطينيين بارزين حضروا التظاهرة، من بينهم تيسير بركات، ورأفت أسد، وساهر نصار، وبشار الحروب. وأبدى اتحاد الكتّاب الجزائريين هو الآخر، دعمه للقضية الفلسطينية؛ من خلال تنظيم لقاء تضامني في أكتوبر المنصرم بالجزائر العاصمة، بمناسبة افتتاح موسمه الأدبي 2024- 2025، وهو اللقاء الذي أعرب خلاله الاتحاد مجددا، عن مساندته للشعب الفلسطيني الذي يواجه العدوان الصهيوني. وفي إطار تضامن الدولة الجزائرية مع القضية الفلسطينية، أجّلت وزارة الثقافة والفنون كل المهرجانات الفنية الكبرى التي كانت مبرمجة خلال الصائفة الماضية، بالإضافة إلى تكييف التظاهرات الفنية والفكرية الأخرى؛ دعماً للقضية الفلسطينية. وفي هذا الإطار، تم تأجيل المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية، الذي كان من المقرر تنظيمه في أكتوبر 2023؛ تضامنا مع الشعب الفلسطيني في صموده أمام العدوان الصهيوني الهمجي والوحشي في قطاع غزة والضفة الغربية. وكان المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية الذي نُظم بأوبرا الجزائر في الفترة الممتدة من 16 إلى 22 ماي، فرصة لتسليط الضوء على المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني. كما جرت فعاليات الطبعة السابعة للمهرجان الثقافي الدولي "الصيف الموسيقي" بالجزائر العاصمة من 15 إلى 20 أكتوبر 2024 بدلا من شهر جويلية من نفس السنة، والتي تم تأجيلها نصرة لفلسطين. أما الطبعة التاسعة للجائزة الكبرى "الهاشمي قروابي" التي كان من المزمع تنظيمها من 17 إلى 20 يوليو، فقد جرت فعالياتها في أواخر أكتوبر.