أعدت هيئات محلية وجمعيات مهتمة بالثقافة والتراث الأمازيغي بولايات جنوب البلاد، أنشطة ثرية بمناسبة إحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة "يناير 2975" ؛ لتثمين ما تتضمنه هذه المناسبة من خلفية تاريخية واجتماعية أصيلة ، حسب المنظمين. وانطلقت من ولاية تيميمون مساء الخميس، فعاليات الاحتفالات الوطنية الرسمية برأس السنة الأمازيغية الجديدة يناير، والطبعة الخامسة لجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ومن تنظيم المحافظة السامية للأمازيغية (10- 12 يناير) تحت شعار "يناير... أصالة الجزائر المنتصرة تنسجها قصور قورارة". ومن ضمن الأنشطة العلمية المبرمجة بهذه المناسبة، تنظيم ملتقى أكاديمي ببلدية تيط (شرق عاصمة ولاية أدرار) اليوم السبت، حول الموروث الثقافي الأمازيغي بأقاليم توات، وتيديكلت، وقورارة. ويهدف اللقاء الذي ينظم بالتنسيق مع مخبر المخطوطات الجزائرية في إفريقيا بجامعة أدرار، إلى تسليط الضوء على الثقافة الأمازيغية التي تُعد من مقومات الهوية الوطنية؛ من خلال تثمين الدراسات والأبحاث الأكاديمية المنجزة في هذا الجانب، مثلما صرح بذلك رئيس اللجنة العلمية للملتقى الأستاذ حامد لمين إبراهيم. وسيعكف المشاركون من باحثين وأساتذة وطلبة على إثراء فضاء النقاش العلمي حول التراث الأمازيغي، وبعده الحضاري بالمنطقة، وروافده اللغوية؛ من خلال التطرق للمتغيرات اللسانية الأمازيغية، ممثلة في الزناتية والتارقية التي يتم تداولها في هذه الأقاليم. كما سيتم استعراض نماذج دالة على ارتباط الثقافة الأمازيغية بالحياة اليومية للسكان؛ من خلال تناول القصائد الشعرية، والأمثال الشعبية، والعادات والتقاليد، والمصطلحات المتعلقة بالمواسم الفلاحية، والتي تحمل خلفية تاريخية أمازيغية راسخة. وسيتم معالجة تلك المحاور؛ من خلال تناول التاريخ الأمازيغي للقصور، والتعريف بالقبائل الأمازيغية، وتاريخ استقرارها بالمنطقة إلى جانب الموروث الثقافي الأدبي الأمازيغي، وكذا التطرق لعلاقة يناير بالتقويم الأمازيغي، والمواسم الفلاحية، والاحتفالات المتعلقة بها، واللغة الأمازيغية بالمتغير اللساني الزناتي والتارقي، حسب ذات المصدر. وبولاية غرداية برمجت مديرية الثقافة والفنون احتفالا بالسنة الأمازيغية الجديدة، برنامجا ثقافيا متنوعا، من بين فقراته ندوة إذاعية حول ''مجال البحث في أدب الثقافة الأمازيغية '' بحضور المتوَّجين في الطبعات السابقة بجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، وتنظيم معرض ولائي للصناعات التقليدية، وورشات في النسيج التقليدي، ومسابقة في إعداد بعض المشروبات والأجبان والأطباق التقليدية، إلى جانب ورشات للأطفال حول كتابة التيفيناغ، وحول النحت على خشب النخيل، وتنميط حفلات في التراث الفني، وعروض فولكلورية متنوعة. كما أعدت جمعيات محلية مهتمة بالتراث بقصور ولاية غرداية، تظاهرات متنوعة بعنوان "تفاسكا ن يناير" (عيد يناير)، تتضمن محاضرات وندوات حول يناير والثقافة الأمازيغية، ومعارض للكتاب والتراث الأمازيغي، حسب المنظمين. ومن جهته، أعد قطاع الثقافة والفنون لولاية تمنراست برنامجا ثريا من ضمن فقراته معارض تقليدية وفنية وأمسيات في قصائد الشعر الأمازيغي، وحكايات تراثية، ومسابقات في الأكلات التقليدية التي تشتهر بها منطقة الأهقار، وسهرات في الأغنية الأمازيغية المحلية، إلى جانب تنظيم أيام تكوينية حول خياطة الخيمة التقليدية، بالإضافة إلى أنشطة رياضية. ونفس الأجواء الاحتفالية بالسنة الأمازيغية الجديدة، ستشهدها ولاية ورقلة؛ من خلال برنامج متنوع أعدته مديرية القطاع، من ضمن فقراته تنظيم أمسيات أدبية حول الشعر الأمازيغي، فضلا عن سرد حكايات شعبية مستمَدة من التراث الأمازيغي، وتقديم عروض سينمائية حول التراث والثقافة الأمازيغية، وتقديم مداخلة بعنوان "يناير في عادات القصر العتيق بورقلة '' ، ومعرض للكتاب الأمازيغي، وعرض أزياء للباس التقليدي بالمنطقة. كما سيكون الجمهور الورقلي على موعد مع سهرات فنية، تقدَّم خلالها أغانٍ بالمتغير الأمازيغي. وستشهد، من جهتها، ولاية جانت ضمن هذه الفعاليات بحلول السنة الأمازيغية الجديدة، تنظيم ورشات حول مختلف الحرف التقليدية، وعرض للأزياء التقليدية، ومعارض للأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة، حسب المنظمين.