تبنى مجلس الأمن الدولي أول أمس وبإجماع أعضائه قرارا دعا فيه إلى إرساء عالم خال من الأسلحة النووية. ودعا القرار رقم 1887 الذي أعدته الولاياتالمتحدة الدول التي وقعت معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية إلى الوفاء بالتزاماتها والبلدان الأخرى إلى الانضمام إليها في أسرع وقت بصفتها دولا لا تملك سلاحا نوويا بهدف تعميم ذلك في جميع أنحاء العالم. كما دعا القرار كل الدول إلى التفاوض بهدف تقليص الترسانات النووية والسعي إلى بلورة "معاهدة لنزع السلاح في شكل عام وكامل في ظل مراقبة دولية مشددة" . وتعد هذه المرة الخامسة التي يجتمع فيها مجلس الأمن الدولي على مستوى رؤساء الدول منذ إنشائه عام 1946 والمرة الأولى التي يرأس فيها رئيس أمريكي اجتماعا للمجلس المكون من 15 دولة. وفي هذا السياق، وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما القرار الذي يدعو لنزع وحظر الانتشار النووي ب"التاريخي". وقال إن "القرار التاريخي الذي اتخذناه الآن يؤكد التزامنا المشترك بهدف يرمي إلى وجود عالم بدون أسلحة نووية وهو يحقق اتفاق مجلس الأمن بشأن إطار عمل واسع من أجل خفض الأخطار النووية في الوقت الذي نعمل فيه للوصول إلى تلك الغاية" . وأضاف الرئيس الأمريكي أن "الجهد العالمي سوف يسعى إلى حظر جميع المواد النووية المعروفة في غضون أربع سنوات، مؤكدا أن القرار لم يستهدف بلدا بعينه" في إشارة واضحة إلى إيران وكوريا الجنوبية اللتان تصران على مواصلة برنامجهما النووي إلى غاية نهايته. من جانبه دعا الرئيس الصيني هيو جينتاو إلى تحقيق توازن واستقرار استراتجيين عالميين وتعزيز نزع السلاح النووي بفاعلية، مشددا على ضرورة التخلي عن سياسة الردع النووي التي تستند إلى استعمال الأسلحة النووية وأن يتخذ خطوات مقنعة للحد من تهديد هذه الأسلحة الخطيرة. ودعا الرئيس الصيني أيضا إلى دعم نظام عدم الانتشار النووي الدولي ومنع انتشار الأسلحة النووية كما ألح على ضرورة أن يحترم المجتمع الدولي حق جميع الدول في الاستعمال السلمي للطاقة النووية وتنفيذ تعاون دولي فعال واتخاذ خطوات قوية للحد من المخاطر النووية. ودعما لهذا القرار وقع وزراء خارجية 150 دولة في العالم أول أمس على إعلان يدعو إلى سرعة تطبيق معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. وجاء في الإعلان "التقينا نحن المصدقون على المعاهدة والدول الموقعة عليها في نيويورك لدعم التطبيق السريع لمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية في أقرب وقت ممكن". يذكر أن 181 دولة وقعت على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية من بينها 150 دولة صادقت عليها. كما يجب أن تصادق الدول الأربعون التي تتمتع بتكنولوجيا نووية على المعاهدة قبل دخولها حيز التنفيذ. ولم تصادق تسع من الدول الأربعين على المعاهدة حتى الآن ومن بينها الولاياتالمتحدة والصين وكوريا الشمالية وباكستان والهند.