يحاول وكلاء السيارات إيجاد حلول مادية وفعالة للخروج من الأزمة التي يتخبطون فيها جراء وقف التعامل بالقروض الاستهلاكية مما سبب لهم تراجع المبيعات ولعل اللجوء إلى التمويل الايجاري أو ما يسمى "الليزينغ" هو الحل الوحيد في الوقت الحالي لتدارك الوضع، غير أن فهم القوانين والشروط التي يحتكم إليها هذا النظام تتطلب وقتا قبل الانطلاق فيه. فقد غابت كل البنوك عن الصالون الدولي الثالث عشر للسيارات باستثناء بنك سوسيتي جنرال الذي وعد بمفاجآت سيتم الكشف عنها خلال الصالون، غير أنه شد انتباه الزوار من الجمهور وخاصة المهنيين الذين اكتشفوا طرقا تمويلية أخرى قد تعمل على سد الفراغ -ولو بشكل جزئي- الذي خلفه قرار الحكومة الأخير بوقف التعامل بالقروض الاستهلاكية الموجهة خاصة لشراء السيارات. ويعد القرض الايجاري إحدى الطرق التمويلية الرائدة في الدول المتقدمة غير أن التعامل بها في الجزائر لا يزال محتشما بسبب تردد الشركات الكبرى في الاقبال عليه نظرا لبعض الاحكام والقوانين المحيطة به والمتعلقة خصوصا بالضرائب والسجلات التجارية. ويخص التمويل الايجاري الشركات الكبرى والتجار من أصحاب السجلات التجارية، بحيث يمكنهم الاستفادة من تمويل ذاتي عن طريق الايجار المالي دون مرور الزبون على البنك بما أنه ممنوع، ويقوم المقرض وهو البنك بشراء تجهيزات بغرض كرائها للزبون "شركة" الذي يستفيد وبشكل مؤقت من إمكانية امتلاك تلك التجهيزات عند انتهاء آجال العقد الايجاري وبسعر معقول يتم الاتفاق عليه مسبقا. ويمكن للبنك أن يمول التجهيزات بنسبة 100 بالمائة غير أنها تبقى ملكا له كما أن التجهيزات أو المشروع يستفيد من امتيازات على مستوى الضرائب كالاعفاء الكلي أو الجزئي وعند انتهاء آجال القرض الايجاري أو " الليزينغ" يمكن للمستفيد شراء التجهيزات بسعر رمزي وغالبا مالا تتعدى قيمته 1 بالمائة من السعر الأصلي وفي هذه الحالة تكون عبارة عن مجموعة من السيارات أو الآلات الصناعية. واعتمد عدد من وكلاء كبرى العلامات نظام الايجار المالي لتسويق سياراتهم ومحاولة رفع مبيعاتهم التي انهارت بفعل عدة ظروف ومنها الازمة المالية والعالمية والإجراءات التي جاء بها قانون المالية والذي مس عدة جوانب من الاقتصاد الوطني والتي شكلت ضربة لامتيازات الوكلاء وحتى المواطنين، لكنها وبلا شك في صالح الاقتصاد الوطني. وكانت شركة "بوجو الجزائر" السباقة إلى الترويج الى قروض الايجار قبل أن تلحق بها كل من "رونو" و"سيتروان" خلال هذا الصالون فيما تفكر علامات أخرى في اعتماد هذه الطريقة التمويلية كحل لإعادة بعث مبيعاتها كشركة "كيا الجزائر" في حين عزفت باقي الشركات والوكلاء عن هذه التقنية لعدم تسجيلهم لزبائن من "العيار الثقيل" أي الشركات وهو حال الوكلاء الذين دخلوا حديثا إلى السوق والذين يفضلون جلب زبائن من الجمهور العادي مع التركيز على السعر.