حالت عدة مشاكل ومعوقات دون التكفل الحقيقي بمرضى باتنة رغم المشاريع والجهود المتواصلة لتدارك النقائص، وتحسين الخدمات. وما زاد من معاناتهم التنقل بين المستشفى الجامعي والهياكل الصحية، الأمر الذي انعكس، في السنوات الماضية، على نوعية الخدمة الطبية العمومية المقدمة للمواطنين، الذين ناشدوا المسؤولين لتوفير تغطية صحية شاملة، وهو ما تحقق في الميدان بالكمّ الهائل من المشاريع التي حظي بها القطاع عبر 61 بلدية. وتم مؤخرا، إبراز الجهود المبذولة للنهوض بقطاع الصحة بولاية باتنة، وتحسين الخدمة بهدف التكفل الأمثل بالمرضى؛ حيث شرح، في هذا السياق، مدير الصحة واقع القطاع. وأبرز الإنجازات التي تحققت في الميدان خلال السنوات الأخيرة . وقُدمت، في هذا السياق، مداخلة علمية نشطها عدد من الأطباء المختصين، تناولوا خلالها، أهمية تطور القطاع الصحي في زيادة عدد السكان، وتحسين المستوى المعيشي للمواطن في ضوء الجهود التي تبذلها الدولة في هذا المجال. وأشاد والي باتنة محمد بن مالك، بالجهود المبذولة من قبل كافة العاملين في قطاع الصحة، مؤكداً على أهمية مواصلة العمل لتطوير وتحديث هذا القطاع الحيوي، الذي يُساهم بشكل كبير، في تحسين جودة حياة المواطنين. ونوّه، من جهة أخرى، بالتعاون المثمر بين القطاعين العام والخاص، والذي كان له، حسبه، بالغ الأثر في تحقيق هذه النتائج الإيجابية. وفي السياق أكد على مواصلة دعم الدولة لمشاريع التطوير والتحديث في قطاع الصحة، ومنها مشروع المستشفى الجامعي الجديد بسعة 500 سرير، ومشاريع أخرى في عين التوتة، إضافة إلى اقتناء 35 مركبة طبية حديثة ومجهزة لتلبية احتياجات مختلف مناطق الولاية. وأشار مدير الصحة إلى الزيادة المُطّردة في عدد سكان ولاية باتنة، الذين يبلغ عددهم حوالي مليون و500 ألف نسمة موزعين على 21 دائرة و61 بلدية، ما استوجب توسيع وتطوير البنية التحتية لقطاع الصحة لتلبية الاحتياجات المتزايدة. وأوضح أن الولاية تضم 28 مؤسسة صحية إلى جانب 3 مشاريع جديدة (مستشفى جامعي، ومؤسسة استشفائية متخصصة، ومؤسسة عمومية استشفائية)، ليصل العدد الإجمالي للمؤسسات الصحية إلى 31 مؤسسة. كما تضم الولاية 12 مؤسسة عمومية استشفائية، ومعهدا وطنيا عاليا للتكوين في شبه الطبي، و63 عيادة متعددة الخدمات موزعة على مختلف البلديات. وعن مختلف المؤشرات الصحية خلال عام 2024، كشف المسؤول عن الجهود المبذولة التي مكنت من التكفل بحوالي مليون و750 ألف مواطن في أقسام الاستعجالات، بمعدل 4300 مواطن يوميا. كما خضع 370 ألف مواطن للمراقبة الطبية في نفس الأقسام. وأشار إلى إجراء مليونين و250 ألف فحص طبي على مستوى المؤسسات الصحية العمومية، بواقع 6900 فحص يومياً، إلى جانب 580 ألف فحص طبي متخصص، بمعدل 1600 فحص يومياً. أما في مجال التحاليل المخبرية فقد تم إجراء 3 ملايين و150 ألف تحليل، بمعدل 8700 تحليل يومياً، في حين استقبلت مصالح الأشعة، حوالي 570 ألف شخص، بمعدل 1600 شخص يومياً. كما سمحت المناسبة بالكشف عن المكانة المرموقة التي أدركتها الولاية على الصعيد الإفريقي، في مجال زراعة الكلى. وتفيد تقارير طبية بأنه تمّ إجراء حوالي 800 عملية زرع كلى ناجحة في إطار اتفاقية التعاون الصحي بين الجزائر وجمهورية موريتانيا الإسلامية. كما تمّ إجراء أكثر من 160 عملية زرع ذاتي، و82 عملية زرع قرنية. وعرف المركز الجهوي لمكافحة السرطان الدكتور "بلقاسم حمديكن"، نشاطا مميزا يندرج في إطار تحسين الخدمة الطبية والتكفل بمرضى السرطان، حيث سجلت الولاية في هذا الخصوص، 41 ألف حصة علاج كيميائي سنوياً، بمعدل 115 مريض يومياً، واستقبال 42 ألف مريض في مصلحة علاج الأشعة. وبلغ عدد العمليات الجراحية التي تمّ إجراؤها 29150 عملية، بمعدل 80 عملية يومياً، إلى جانب 1500 عملية ختان خلال شهر رمضان. وفي مجال الأمومة والطفولة، سُجلت 21 ألف ولادة في القطاع العام، في حين بلغ مجموع الولادات في الولاية 33 ألف ولادة، بمعدل 91 ولادة يومياً.