فند مدير المؤسسة الاستشفائية المتخصصة الأم والطفل «مريم بوعتورة» بباتنة، السيد مكي شوشان، أن تكون مصالحه الطبية قد سجلت أية حالة لفيروس يهدد حياة الأطفال الرضع حديثي الولادة ويشكل خطورة على الصحة العمومية، متسائلا في السياق عن الغاية من الإشاعات التي روجت مؤخرا عن وجود حالات لوفيات الأطفال لا تقل عن 20 حالة. كما أوضح في حديث خص به «المساء»، أن الإشاعات التي راجت في الأيام القليلة الماضية حول إمكانية انتشار الفيروس في المؤسسة، انتقل من رعية إفريقية من جنسية مالية كانت قد وضعت حملها بالعيادة منذ سنة 2012، لا أساس له من الصحة، وأن الأرقام المتداولة بخصوص تزايد الوفيات لدى الأطفال حديثي الولادة واهية ولا تعتمد على أي أساس. مضيفا أن عدد الوفيات لم يتعد المعدل الوطني بالنسبة لحديثي الولادة بسبب تشوهات خلقية ومضاعفات طبية أخرى بمعدل 1300 ولادة شهريا، أي ما يقابل 0.85 وفاة. وطمأن مدير العيادة الأمهات بوجود الإمكانيات اللازمة لمواجهة أي ظرف طارئ من شأنه التأثير على الجهود المبذولة لتكفل أنجع بالأمهات والأطفال حديثي الولادة، مضيفا أن المؤسسة استقبلت 08 حالات خلال سنة 2016 لأجنبيات وضعن حملهن بالمؤسسة في أحسن الظروف، ووفق القوانين المعمول في إطار منظمة الصحة العالمية للتكفل بالحالات الإنسانية، منهن 03 نيجيريات و05 حالات أخرى موزعة بين مالي، تونس ولبنان. قيم السيد شوشان نشاط المؤسسة سنة 2016 بالإيجابي، حيث استقبلت العيادة ما لا يقل عن 16000 حالة، منها تلك التي خضعت لفحوصات استعجالية، الاستشفاء والوضع والعمليات الجراحية إضافة إلى عدد من الأطفال يضاهي ما تستقبله العيادة يوميا ل 200 امرأة حامل. وشملت الفحوصات الطبية للأطفال إلى غاية 31 /11 / 2016 ال25561 حالة. أحصت نفس المصالح 45 ولادة تتم يوميا في الأربعة والعشرين ساعة خلال السنة المنقضية، من ضمنها عمليات قيصرية، إذ تتم يوميا عملية قيصرية بمعدل وصف بالمرتفع، بالنظر إلى توافد النساء الحوامل على هذه العيادة من ولايات مجاورة. كما أحصت مصلحة الطفولة والأمومة 37273 فحصا طبيا خلال سنة 2016 بالنسبة للحوامل، مقابل 5167 حالة لحديثي الولادة بنسبة قبول تمثل 1825 حالة. للإشارة فإن المواطنين استحسنوا نوعية الخدمة الصحية التي يضمنها هذا المرفق الصحي للتكفل بالحوامل حتى من بعض الولايات المجاورة؛ بسكرة، الوادي، خنشلة وأم البواقي. وقد تجلت بوضوح في المدة الأخير جهود الطاقمين الطبي وشبه الطبي في تحسين نوعية الخدمة الطبية من خلال الأرقام المسجلة التي تعكس طبيعة هذا النشاط الإنساني. ويسهر على ضمان الخدمة الطبية اللازمة للحوامل والأطفال 58 قابلة من مجموع مستخدمي المؤسسة 409 موظفين، 09 أخصائيين في أمراض النساء والتوليد، أستاذ في الطب، 09 أطباء أمراض الأطفال، 05 أطباء في الإنعاش و189 من سلك شبه الطبي من ممرضين وأعوان التمريض. تكوين القابلات لسد العجز ذكّر السيد شوشان بجهود الدولة في سبيل تطوير القطاع الذي عزز نشاط المؤسسة الاستشفائية المتخصصة (الأم والطفل) «مريم بوعتورة» بباتنة، بخدمات 120 قابلة تم تكونهن مؤخرا، مضيفا أن هذا العدد المهم من القابلات من شأنه سد العجز المسجل على مستوى عيادات التوليد بعد ما ارتفع عدد الراغبات في التقاعد. مؤكدا أن حصة القطاع من فرص التكوين تمثل ثلث ما خصص على المستوى الوطني. ويمثل برنامج التكوين الذي اعتمدته مديرية الصحة بالولاية، تبعا للمنجزات التي عززت القطاع بفضل برامج الخماسيين المنقضيين، دعما آخر للجهود المبذولة من أجل تحسين الخدمة الطبية للمرضى، إذ استفاد القطاع من ثماني عمليات في إطار برنامج الخماسي 2010 /2014 رصد لها مبلغ 136 مليار سنتيم، وشملت هذه العمليات مشروع إنجاز مدرسة للتكوين في شبه الطبي بسعة 500 مقعد بيداغوجي، بغلاف مالي قدره مليار سنتيم، وعيادة متعددة الخدمات بغسيرة بقيمة 11 مليار سنتيم. إضافة إلى عيادة حضرية للتوليد في بريكة بسعة 80 سريرا بملياري سنتيم، وبرامج أخرى تعكس حقيقة جهود الدولة للنهوض بهذا القطاع، تتمثل حسب مصلحة الهياكل بمديرية الصحة في الولاية، إعادة الاعتبار لمركز التكوين في شبه الطبي بباتنة بمليار سنتيم، فضلا عن اقتناء تجهيزات طبية وجراحية خاصة بجناح الاستعجالات لمدينة باتنة وآريس، مع مؤسسات أوروبية لتطوير البحث وتمكين الطلبة من كسب مهارات تزامنا مع انقضاء مدة عقد التعاون مع البعثة الصينية. تعد المؤسسة الاستشفائية المتخصصة (الأم والطفل) «مريم بوعتورة» بباتنة من المرافق الصحية التي استفادت من دعم البرامج المذكورة، حيث استفادت خلال سنة 2013 بمجمع لطب الأطفال رصد له مبلغ قيمته 70 مليون دج، بما فيه عمليتي البناء والتجهيز، ويتضمن أيضا مصلحة لجراحة الأطفال، كما استفادت من عمليات ترميم وإعادة التهيئة سنة 2010 بمبلغ إجمالي قيمته 440 مليون دج، مكّن من توسيع طاقة استقبال مبنى أمراض النساء والتوليد من 120 إلى 240 سريرا، إلى جانب تحسين ظروف الاستقبال.