تشهد ولاية قسنطينة جهوداً متواصلة لتطوير القطاع الصحي؛ بهدف تحسين جودة الرعاية الصحية، وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف مناطق الولاية، بما في ذلك المناطق النائية. أكدت مديرة الصحة بالولاية ليندة بوبقيرة، أن قطاعها حظي بالأولوية في برنامج الوزارة الوصية؛ حيث تَجسد ذلك من خلال الحرص على ضمان تقديم خدمات صحية راقية للمواطن عبر مختلف بلديات الولاية، لا سيما في المناطق النائية التي تفتقد إلى إمكانيات العلاج الضرورية، بالإضافة إلى تخصيص ميزانية كبيرة لتوفير حاجيات المستشفيات عبر تزويدها بالوسائل والتجهيزات الطبية اللازمة؛ من أجل الاستجابة لانشغالات المواطنين، وضمان التكفل الجيد بالمرضى. وأضافت المتحدثة أن القطاع تَدعم بتجهيزات طبية تم تسخيرها لفائدة المراكز الاستشفائية، والهياكل الصحية الجوارية؛ حيث تم اقتناء عشر سيارات إسعاف طبية مجهزة بالكامل؛ لتلبية الاحتياجات الملحّة في الحالات الطارئة، إلى جانب 11 سيارة نفعية لتوفير الدعم اللوجستي للمؤسسات الصحية. كما تم تجهيز القطاع الصحي بأجهزة طبية متقدمة، شملت مسرعَين لمعالجة السرطان، وعازلا للعلاج الكيميائي، مما يشكل دعماً كبيراً في مواجهة أمراض السرطان. وعلى صعيد التشخيص والعلاج، تم تزويد المؤسسات الصحية في الولاية، بأجهزة متطورة؛ مثل جهازَي سكانير، و11 طاولة للأشعة، ووحدات تنظير متخصصة، وهي المعدات، حسب مسؤولة القطاع، التي ستساهم، بشكل كبير، في تحسين خدمات التشخيص الطبي، وتعزيز قدرات المؤسسات الصحية في التعامل مع الحالات المرضية المعقّدة. وفي إطار تحسين قدرات الجراحة، تم تجهيز المستشفيات بنظام تعقيم حديث لغرف العمليات، إلى جانب جهازي جراحة بالمنظار؛ ما يتيح إجراء العمليات الجراحية الدقيقة بأحدث التقنيات المتاحة. وأوضحت مديرة الصحة أن جهود السلطات المعنية لم تقتصر على تعزيز المعدات، بل شملت أيضاً توسيع نطاق الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، خاصة في المناطق النائية؛ حيث تم التكفل ب65 منطقة ظل، من خلال إجراء 2751 فحص طبي عام ومتخصص في المرحلة الأولى، و53 منطقة أخرى في المرحلة الثانية، مع تحويل العديد من الحالات المستعجلة، إلى المراكز الصحية المتخصصة؛ لتلقي الرعاية اللازمة. خطوة نوعية في التكفل بالمرضى وفي خطوة نوعية، تم استئناف نشاط زرع الكلى بعد توقف دام أكثر من سنتين، وذلك بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للأعضاء، حسب بوبقيرة؛ بفضل اقتناء المعدات الطبية اللازمة، واستئناف العمليات الجراحية؛ ما يساهم في تحسين جودة حياة المرضى، الذين كانوا بحاجة ماسة إلى هذه الخدمة. كما تم استحداث نقاط مناوبة تعمل على مدار الساعة، في عدة عيادات متعددة الخدمات؛ منها عيادات عبان رمضان، وفضالي الشريف، وزواغي سليمان؛ لضمان توفير الرعاية الصحية الطارئة في كل الأوقات. من جهة أخرى، تحدثت المسؤولة عن الهبات المقدمة من قبل المحسنين والمجتمع المحلي، والرامية إلى تحسين الخدمات الصحية في ولاية قسنطينة؛ حيث كشفت مديرة قطاع الصحة عن تجهيز وحدات تصفية الكلى في بلديات زيغود يوسف، وديدوش مراد، وعلي منجلي؛ ب35 جهازاً لتصفية الكلى، وأربع وحدات لمعالجة المياه؛ ما يعزز من قدرات المؤسسات الصحية على تقديم خدمات متميزة لمرضى الفشل الكلوي. وكذلك الحال بالنسبة لتزويد المستشفى العمومي الاستشفائي عبد القادر بن شريف في علي منجلي، بخزان أكسجين بسعة 6000 لتر، إلى جانب 75 مكثف أكسجين؛ لتلبية الاحتياجات المتزايدة لهذه المادة الحيوية. تهيئة شاملة للمؤسسات الصحية أما عن مشاريع رد الاعتبار للمؤسسات الصحية، فأكدت بوبقيرة أن عدة مؤسسات صحية في الولاية، تشهد منذ السنة الماضية، عمليات تهيئة وإعادة تأهيل شاملة، تهدف إلى تحسين جودة الخدمات الصحية. ومن بين هذه المشاريع تهيئة وإعادة تأهيل مستشفى الخروب، والمستشفى المتخصص في الأمراض العقلية بجبل الوحش، إلى جانب مستشفى دقسي المتخصص، والعيادات متعددة الخدمات في فيلالي وزواغي وأولاد رحمون. كما شملت جهود التأهيل المركز الاستشفائي الجامعي ابن باديس؛ حيث يتم إعادة تأهيل أقسام الأمراض السرطانية، والجراحة، والغدد، والاستعجالات الجراحية. هذه العمليات تهدف إلى تزويد هذه المراكز الصحية ببيئة عمل أكثر حداثة وتطوراً؛ ما يعزز من قدرتها على تقديم خدمات صحية عالية الجودة. جدير بالذكر أن الوالي خلال استعراضه وضعية القطاع شهر جوان الماضي، كان تحدّث عن أبرز المشاريع التي استفاد منها قطاع الصحة بالولاية السنة الجارية. وفي مقدمتها مشروع إنجاز مستشفى جامعي جديد بطاقة استيعاب تقدر ب500 سرير في المرحلة الأولى، وتعيين مكتب الدراسات، ومستشفى الاستعجالات الطبية 120 سرير، والذي رُفع التجميد عنه، وقد تم الانتهاء من الدراسات. كما تحدّث الوالي عن إعادة بعث مشروع مركّب الطفولة والأمومة بطاقة استيعاب 120 سرير بعلي منجلي، وإعادة بعث مشروع توسعة مصلحة طب النساء والتوليد بطاقة 75 سريرا بسيدي مبروك، مع رفع التجميد عن عدة عمليات، وإعادة بعثها بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن باديس، حيث استفاد من مجموع 23 عملية قُدرت ب460 مليار سنتيم، عمليات تهيئة بنية المستشفى، ورد الاعتبار لمختلف المصالح، واقتناء الأجهزة الطبية لتحسين الخدمة. وتحدّث عن مشاريع أخرى بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، التي يرتفع بها عدد السكن من سنة إلى أخرى، أبرزها بعث العيادة الطبية متعددة الخدمات بالوحدة الجوارية 18 ، والتي التي دخلت خير الخدمة، والانتهاء من إعادة تأهيل مشروع مركز مكافحة السرطان، الذي كان متوقفا منذ سنوات، واقتراح تحويل 262 محل تجاري بالوحدة الجوارية 17 إلى مستشفى بسعة 200 سرير، واقتراح تحويل مقرّ سابق للمعهد العالي لإطارات الشبيبة والرياضة، لاحتضان عدة مصالح تابعة للمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة.