يحيي قطاع الثقافة والفنون لولاية قسنطينة، ككل سنة، فعاليات شهر التراث الثقافي الذي يمتد إلى غاية 18 ماي المقبل، حيث تعمل هذه التظاهرة التي جاءت هذه السنة تحت شعار "التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي"، على تسليط الضوء على الرصيد التراثي الجزائري، في ظل التطور التكنولوجي الذي تشهده الجزائر على غرار باقي دول العالم. حرصت مديرية الثقافة والفنون على ضبط برنامج ثقافي خاص بشهر التراث، من خلال تسليط الضوء على التحديات المعاصرة التي تواجه عملية حماية هذا التراث، حيث أكدت خلية الإعلام أن البرنامج المسطر سيكون متنوّعا بين معارض وقعدات تراثية مختلفة، تضاف إليها الأيام الدراسية التي تتخللها ورشات تساهم في توجيه الحرفيين إلى استثمار طاقة التكنولوجيا والرقمنة في الحفاظ على الموروث الثقافي. مديرية الثقافة بولاية قسنطينة أكدت تنظيم جلسات حوارية مع خبراء وعلماء التراث والذكاء الاصطناعي، في خطوة لإبراز المشاريع التي تساهم في توثيق وحفظ التراث الثقافي بطريقة حديثة وعصرية، تتماشى مع المتغيّرات الواقعة في المجتمع والتطوّر الكبير الذي شهدته البشرية في السنوات الأخيرة؛ من انتشار للمنصات الاجتماعية، إلى ظهور ثورة الذكاء الاصطناعي. ويضمّ البرنامج المسطر خرجات علمية سياحية لمواقع ومعالم أثرية، مع تكثيف نشاط الحقيبة المتحفية باتّجاه المؤسّسات التربوية، يضاف إليها لقاءات شعرية وعروض فلكلورية ومعارض عبر بلديات الولاية. كما ستعرف الفاعلية إطلاق تظاهرة تقطير الورد والزهر. هذه العادة التي أوغلت جذورها داخل المجتمع القسنطيني. كما كشفت خلية الإعلام بمديرية الثقافة عن إطلاق مبادرة لإعادة تصور الممتلكات الثقافية العقارية بالذكاء الاصطناعي، وعرضه على المؤسسات الناشئة المعتمدة من طرف الحاضنة الجامعية والشباب الناشطين في هذا المجال، مع إطلاق مسابقة ثقافية لأحسن مشروع إبداعي يجمع بين التراث الثقافي والذكاء الاصطناعي، يتخلله تنظيم يوم دراسي حول الذكاء الاصطناعي، ودوره في حفظ وتوثيق التراث الثقافي. شهر التراث بقسنطينة يعرف تنظيم فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي في طبعته 14، الذي بات تقليدا ثقافيا بعاصمة الشرق، والذي جاء هذه السنة تحت شعار "ألآ هبي بشعرك"، حيث تم برمجة هذه التظاهرة بين 17 و21 أفريل الجاري بدار الثقافة "مالك حداد"، حيث تشهد الفعالية مشاركة 40 شاعرة من مختلف ولايات الوطن. برنامج تظاهرة المهرجان الثقافي للشعر النسوي تضمّن عدة محاور فنية وأكاديمية إلى جانب خرجات سياحية، وعرض فني بعنوان "حيزية قصيدة من ذهب"، بمشاركة فنانين مسرحيين، وشاعرات، وموسيقيين، بالإضافة إلى قراءات شعرية طيلة أيام المهرجان الذي يعرف تنظيم محاضرات وندوات أكاديمية حول دور الشعر والقصيدة بأنواعها في الحفاظ على الموروث الثقافي الوطني، وكذا توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجي في صياغة مرجعية شعرية وطنية.