لاتزال عملية تهيئة أحياء مدينة مفتاح (البليدة) تتسبب في إتلاف قنوات صرف المياه جراء عمليات الحفر بسبب قدمها من جهة، وعدم مراعاتها من طرف الجهات القائمة على الأشغال من جهة أخرى. الأمر الذي أضحى يهدد صحة السكان الذين طالبوا عدة مرات الجهات الوصية بوضع حد لهذا المشكل. ولم تتوقف الظاهرة عند هذا الحد، بل تواصلت عمليات الحفر العشوائى لتجديد أرصفة هذه الأحياء لتطال قنوات المياه الصالحة للشرب، هذه الأخيرة التي أتلفت عدة مرات بسبب عمليات الحفر غير المدروسة، والجهل بمكان تواجد هذه القنوات حسب ما أكده مواطنو هذه الأحياء، ومازاد الوضع تأزما هو اختلاط مياه الصرف المستعملة بقنوات المياه الصالحة للشرب، مما أثر على صحة السكان بسبب إقبالهم على شرب هذه المياه التي لم يتفطن لها إلا مؤخرا حسب شهادات السكان، بعد تغير لون وطعم المياه واحتوائها على الأتربة، وقد تسبب ذلك في تسجيل عدة إصابات نقلت إلى مستشفى القطار. وأضاف أحدهم أن الأمر كان يعد في البداية طبيعيا باعتبار أن تغير لون الماء جراء عمليات التعقيم على مستوى الخزانات لتفادي التلوث، لكن الأمر تعدى ذلك ليتأكد اختلاط مياه القناتين الذي انعكس سلبا على صحة المواطنين الذين أصيب بعضهم بمضاعفات استدعت نقلهم إلى مصالح الاستعجالات للنظر في حالاتهم. وأفادت مصادر طبية أنه تم استقبال حالات مرضية جراء تلوث المياه الصالحة للشرب في وقت سابق تم على إثرها توجيه المصابين الى مختلف مستشفيات العاصمة. وتعود أسباب هذه الظاهرة حسب ما أكده سكان حي النصر »أش،أل،أم سابقا« إلى شهور مضت بعد استفادة الحي على غرار الأحياء الأخرى من مشروع إعادة التهيئة العمومية من خلال إعادة تبليط الأرصفة وتزفيت الطرقات داخل الحي. وحسب المواطنين فقد سبق للمقاول المسؤول على هذا المشروع أن طلب من البلدية إيفاد أعوان الصيانة والتطهير لتجديد شبكة صرف المياه المستعملة قبل البدء في أشغال التهيئة وذلك لتفادي أي طارئ قد ينعكس على صحة السكان. كما أوضح المتحدثون أن السبب في تخريب هذه القنوات راجع إلى قربها من سطح الأرض، حيث أشار إلى ضرورة تواجدها في عمق لا يسمح بالوصول إليها خلال عمليات الحفر. وخلال المعاينة التي قامت بها مصالح البلدية والدائرة للمشروع، طالبت هذه الأخيرة المقاول بإعادة أشغال التهيئة وفق المعايير المتفق عليها في مثل هذه المشارع التي تحددها دفاتر الشروط خاصة فيما يتعلق بالبلاط. ورجعت أوساط من البلدية أن يكون سبب تغير مياه الشرب في بعض الأحياء السكنية مرده الى الاختلاط الحاصل بين مياه القناتين بحكم قربهما من بعضهما، وتضيف المصادر في السياق، أنه سيتم معالجة هذا الأمر من خلال تجديد كافة شبكات المياه القذرة بأحياء المدينة، لاسيما القديمة منها. وسبق لحي النصر، أن عرف إختلاط المياه القذرة بقنوات مياه الشرب في السنوات الماضية، التي تسببت في إصابة العديد من سكان الحي.