قال وزير التجارة، السيد الهاشمي جعبوب، ان القوانين الجزائرية جزء من السيادة الوطنية وليست قابلة للتعديل أو الإلغاء، مشيرا إلى ان أسباب فشل بعض الدول في إقامة علاقات اقتصادية متميزة مع الجزائر هو تعاليها في التعامل أو محاولة التدخل في الشأن الداخلي من خلال المطالبة بإلغاء أو تعديل قانون لا يتماشى ومصالح متعامليها. وكشف وزير التجارة، السيد الهاشمي جعبوب، أمس، لدى تدخله في الدورة ال12 لمجلس الأعمال الجزائري-التركي بالجزائر العاصمة موقف الجزائر الثابت من وجوب احترام قوانينها والتعامل معها في إطار إقامة علاقات شراكة وترقية المبادلات الاقتصادية والتجارية مع الدول الأخرى، موضحا ان الإجراءات المتخذة في مجال التجارة الخارجية لم تكن تهدف لعرقلة النشاط التجاري بل تسعى إلى تأطيره وإضفاء الشفافية عليه وتطهيره من عمليات التهريب وتبييض الأموال. ودعا الوزير رجال الأعمال الأتراك إلى عدم النظر إلى الجزائر كسوق فقط وإنما كمتعامل يسعى إلى إقامة علاقات تكاملية مع المتعاملين الذين يقبلون تقاسم الخسارة والربح معها، مبرزا ضرورة رفع حجم الاستثمارات التركية في الجزائر. من جهته، أعرب وزير الدولة التركي المكلف بالتجارة الخارجية السيد زافر كغليان عن استعداد بلاده لإقامة علاقات شراكة متميزة وإستراتيجية مع الجزائر ورفع حجم الاستثمارات التركية، مبرزا في السياق أهمية الإبرام العاجل لاتفاق التبادل الحر بين البلدين، وأكد ان مثل هذا الاتفاق من شأنه تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما والرفع من حجم الاستثمارات من 350 مليون دولار حاليا إلى ملايير الدولارات مستقبلا. وقد استقبل وزير التهيئة العمرانية والبيئة والسياحة، السيد شريف رحماني، من جهته أمس بالجزائر، وزير الدولة التركي المكلف بالتجارة الخارجية السيد زافر كغليان حسبما أفاد بيان للوزارة، وتمحور اللقاء حول الوسائل "الكفيلة بترقية التعاون وتعميقه بين الجزائر وتركيا في مجالي السياحة والبيئة. وكان وزير الدولة التركي المكلف بالتجارة الخارجية قد أكد أول أمس، بالجزائر ان تركيا تسعى إلى تطوير "أكبر" لتعاونها الاقتصادي مع الجزائر. وأوضح السيد كغليان "أننا أعربنا عن إرادتنا في تطوير تعاوننا الاقتصادي مع الجزائر خلال المحادثات التي أجريناها مع وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي"، معتبرا هذه المحادثات "بالمثمرة"، وأضاف "أننا تطرقنا إلى العلاقات الاقتصادية والسياسية بين بلدينا فضلا عن المعاهدة الجديدة للصداقة الموقعة بين الجزائر وتركيا كما أكدنا على أهمية الاستثمارات التركية في الجزائر". وخلص السيد كاغليان الذي يرأس وفدا هاما من رجال الأعمال الأتراك في إطار هذه الزيارة إلى ان الجزائر تعد بلدا "شقيقا وصديقا"، مؤكدا على ضرورة تطوير الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع البلدين. وتجدر الإشارة إلى ان تركيا تعد من أكبر الشركاء التجاريين للجزائر، حيث صنفت سادس مصدر للجزائر بأزيد من 5.1 مليار دولار خلال ال9 أشهر الأولى ل2009، وسابع زبون لها بنحو 3.1 مليار دولار، وقد صدرت الجزائر إلى تركيا في 2008 ما قيمته 9.3 ملايير دولار أغلبها في مجال المحروقات، في حين صدرت تركيا نحو الجزائر 2.1 مليار دولار.