أكد وزير الخارجية السيد مراد مدلسي أمس على أهمية الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز وتكملة الدبلوماسية الرسمية بالنظر إلى أهميتها في التأثير على مراكز صناعة الرأي والقرار بحكم استقلالية النواب كونهم يمثلون المجتمع المدني الذي انتخبهم وأبرز السيد مدلسي في كلمة ألقاها لدى مشاركته في افتتاح الأيام الدراسية حول موضوع "الدبلوماسية البرلمانية سلم، ديمقراطية وتعاون" بإقامة الميثاق بالعاصمة أن الدبلوماسية البرلمانية تعد مكملة للدبلوماسية الرسمية التي يحددها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كون المادة 77 من الدستور تنص على أن السياسة الخارجية "تعد من صلاحيات رئيس الجمهورية"· وقال أن أهمية الدبلوماسية البرلمانية تكمن في قدرتها على التأثير على مراكز بلورة الرأي واتخاذ القرار بحكم استقلالية النواب وتوفرهم على مناسبات اللقاء المختلفة التي تتيح لهم الاتصال السهل والتعارف العفوي· وأضاف أن البرلمان الجزائري عرف كيف يساهم في تعزيز الدبلوماسية الوطنية واستطاع أن ينسج علاقات مع العديد من برلمانات العالم وان يساهم في ابراز صورة الجزائر في المحافل البرلمانية الدولية، كما ان البرلمان الجزائري بغرفتيه يهتم بمسائل السياسة الخارجية على الصعيد التشريعي من خلال إجراءات المصادقة على القوانين والاتفاقيات التي تلزم البلاد على المستوى الدولي· ومن جهة أخرى دعا وزير الخارجية جميع ممثلي السياسات الخارجية سواء البلدان أو الهيئات الدولية الى العمل معا لرفع التحديات المتزايدة والخطيرة المتصلة بالأوضاع المتأزمة التي تعرفها بعض مناطق العالم، وأشار في هذا السياق إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه برلمانات العالم في إنجاح هذا المسعى· ويذكر أن أشغال الأيام الدراسية حول موضوع "الدبلوماسية البرلمانية، سلم، ديمقراطية وتعاون" التي تدوم يومين انطلقت أمس بإقامة الميثاق بالعاصمة بحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري إلى جانب برلمانيين ودبلوماسيين جزائريين وأجانب وكذا أساتذة جامعيين· وفي كلمته الافتتاحية، أكد السيد زياري أن الدبلوماسية البرلمانية تعتبر وسيلة يعبر من خلالها عن انشغالات الشعوب في العالم" كونها الإطار المناسب الذي يتم عبره تشاور ونقاش منتخبي الشعوب في القضايا والشؤون التي تخص عالم اليوم"، مضيفا أنها تمثل الإطار الذي توضع فيه قواعد للديمقراطية التمثيلية الخاصة بسير البرلمانات من حيث إجراءات النقاش واتخاذ القرارات· وأوضح أن الهدف المنشود من هذه الأيام التي بادرت إلى تنظيمها لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني هو "تعميق المعارف حول الدبلوماسية البرلمانية ومهامها الأساسية ودورها في توثيق روابط التفاهم والتبادل ما بين الهيئات التشريعية وتعميق المعارف بين الشعوب والحضارات والثقافات· وأبرز أن صناع الدبلوماسية البرلمانية "يتوجب عليهم تقديم ما يمكن من إسهامات قيمة وجادة كلما تربص الخطر بمثل السلم والعدل والحرية والكرامة والديمقراطية"، خاصة وأنه "بإمكانهم إشهاد وتعبئة الشعوب من حيث أنهم مفوضوها وممثلوها باعتبارهم المعبرين عن انشغالاتها وتطلعاتها لبناء عالم يسوده السلم والعدل والمساواة والرخاء"· وشدد السيد زياري على أن التعبئة من أجل إحلال السلم في العالم والإسهام في نشر القيم الديمقراطية وترقية التعاون بين الشعوب "لا يمكن أن تكون إلا باعتماد فضائل الحوار التي تشارك بها البرلمانات لدعم الجهود والتوجهات التي تبذل من السلطات والهيئات الدولية"· وعلى صعيد آخر أكد أن النشاط الدولي للبرلمان الجزائري "يندرج في سياق مواقف بلدنا الملتزمة بالوقوف إلى جانب القضايا العادلة في العالم والمتمسكة بحق الشعوب في تقرير مصيرها وذلك في إطار السياسة الخارجية للدولة الجزائرية التي تقوم بالدرجة الأولى على ترقية آليات التعاون أو الشراكة أو الاندماج في التكتلات الجهوية والإقليمية والقارية والدولية"· وضم السيد زياري صوته الى صوت وزير الخارجية فيما يخص من يقود السياسة الخارجية الوطنية واعتبر أن هناك دبلوماسية رسمية واحدة وهي تلك التي يجسدها رئيس الجمهورية الذي "يحدد السياسة الخارجية للأمة ويقودها"· وفي هذا المنحى، أشار الى أن البرلمان عمل خلال السنوات الأخيرة على تعزيز نشاطه على الصعيد الدولي من خلال "مشاركة نشطة" في أشغال كبريات المؤتمرات بتكثيف حضوره في فضاءات الحوار البرلماني الثنائي والمتعدد الأطراف· وتعرف هذه الايام الدراسية مشاركة العديد من ممثلي البرلمانات من بينهم رئيس ديوان الاتحاد البرلماني الدولي السيد جيمس جينينغ وأمين عام برلمان عموم جنوب إفريقيا السيد مرومبا وورونغا والسيد نور الدين بوشكوج الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي· وسيناقش المشاركون خلال اليومين من الأشغال موضوع تعزيز العلاقات الدولية والتعاون بين الشعوب والتقدم الديمقراطي وترقية السلم في العالم ودور الدبلوماسية البرلمانية ومكانتها. *