أبرز وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أمس أهمية تنسيق الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني من أجل نصرة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان الصهيوني الغاشم ضد الأبرياء في غزة، مؤكدا المتابعة الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لكل العمليات التضامنية التي تقوم بها الحركة الجمعوية الجزائرية وحرصه على وضع كل إمكانيات الدولة تحت تصرفها. وأوضح السيد مدلسي خلال اللقاء التنسيقي الذي جمع ممثلين عن الحكومة وممثلين عن المنظمات الوطنية وجمعيات المجتمع المدني بإقامة الميثاق بالعاصمة، أن الجزائر تعتبر القرار الأممي الصادر عن مجلس الأمن خطوة غير كافية، لا سيما وأنه يتهم الطرف الفلسطيني بالإرهاب ولا يشمل نداء صريحا وملزما لوقف العدوان، ولاحظ المتحدث في المقابل أن "العدوان الاسرائيلي الذي تم التخطيط له منذ مدة طويلة، ازداد شراسة وعنفا وهمجية وعشوائية" مذكرا بالموقف الجزائري المعبر عنه من خلال عدة بيانات رسمية، والداعي الى الوقف الفوري للعدوان وإلى ضرورة رفع الحصار ودعم المساعدات الإنسانية، "التي تبقى أكثر من أي وقت مضى مطالب أساسية". وشدد السيد مدلسي على ضرورة مواصلة جهود التعبئة وتكثيفها في اتجاه إخطار الهيئات المكلفة بتحديد الوقائع وتدوينها ومحاكمة المسؤولين عنها، خاصة وأن مسؤولية إسرائيل في الجرائم المرتكبة في حق الأطفال والنساء بغزة أصبحت مؤكدة، مشيرا الى أن الجزائر من جهتها تبذل في هذا السياق مساعي حثيثة على مستوى مجلس حقوق الإنسان الأممي، الذي عقد أمس دورة استثنائية له بجنيف. كما تعمل الجزائر في إطار الدعم الإنساني لأشقائنا في غزة على تعزيز الجسر الجوي مع غزة، يوما بعد يوم، حيث انطلقت صباح أمس طائرتان إضافيتان محملتان بالمساعدات الأساسية بالرغم من الصعوبات التي لازالت تعترض وصول هذه الأخيرة إلى أصحابها. وذكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية في الإطار بالعدد الكبير من المنظمات الوطنية التي تقوم منذ بداية العدوان الاسرائيلي على غزة، بمجهودات معتبرة لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني، وإصرارها على مواصلة هذا العمل بالتنسيق مع جهات وطنية، ودولية، معربا عن التزام الحكومة بدعم ومساندة كل هذه الجهود، ولا سيما وزارة الشؤون الخارجية التي قررت من جهتها القيام بالاتصالات وتقديم الدعم الإعلامي والإنساني، كما أمرت الجهاز الدبلوماسي والقنصلي بالخارج بالإصغاء للمنظمات الداعمة للقضية الفلسطينية ومرافقتها في كل عملياتها التضامنية. وقد خصص لقاء الأمس لتقييم كل العمليات التي قامت بها المنظمات وجمعيات المجتمع المدني، على غرار الاتصالات التي يجريها الاتحاد العام للعمال الجزائريين لتحقيق إجماع دولي يدين جرائم إسرائيل وكذا حملة الثلاثة ملايين رسالة التي وجهها أطفال الجزائر الى المنظمة الأممية. وكذا عمل إطارات الكشافة الإسلامية الجزائرية في اطار البرلمانات الكشفية، للتعبئة والتجنيد من أجل تجريم اسرائيل وإدانتها. وللإشارة فقد حضر اللقاء التنسيقي ممثلون عن منظمات مهنية وطنية وجمعيات المجتمع المدني، وأعضاء من الحكومة يتقدمهم وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل، وكذا الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال السيد عز الدين ميهوبي الذي أشاد في كلمته بدور الإعلام الوطني في دعم صمود الشعب الفلسطيني في غزة وفي تهيئة الجماهير الوطنية من أجل نصرة إخوانهم في غزة.