تزامن صدور العدد الجديد من مجلة "المصادر" التي يصدرها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر1954، مع احتفال الشعب الجزائري باندلاع ثورة التحرير الذي سيكون الأحد القادم، حيث تضمن العدد 19 للسداسي الأول من السنة الجارية كلمة لوزير المجاهدين، ثمن فيها دور المجلة في تدوين التاريخ ومسارات القادة "لتكون مادة دسمة للأجيال تنهل منها"، فضلا عن مواضيع تاريخية متنوعة. وشمل هذا العدد، دراسات وبحوثا هامة تتعلق بأوضاع التعليم في الجزائر في منتصف القرن التاسع عشر من خلال جريدة "المبشر"، حيث تطرق كاتب الموضوع إلى المنشآت التعليمية وكيفية تنظيمها في الحقبة الاستعمارية التي حرمت الأهالي من التعليم ومكنت من انتشار الأمية، مقابل فتح مدارس خاصة بالمعمرين. من جهته، تطرق الأستاذ بجامعة الجزائر محمد بن شوش، إلى المقاومة الثقافية في الجزائر وجهود بعض الجزائريين في هذا المجال، منهم الأمير عبد القادر الذي كان يساعد العلماء ويكرمهم ويحث الناس على طلب العلم لتمكينهم من مواجهة أعتى قوة استعمارية آنذاك، إلى جانب محمد أطفيش الذي جعل من منزله مركزا لدراسة تلاميذ مدن ميزاب، وتعليمهم القرآن الكريم واللغة العربية والشريعة الإسلامية، وكذا ابن زكري، الشيخ عبد القادر المجاوي، محمد بن أبي شنب ومحمد بن رحال.. وغيرهم. وفي السياق، حملت المجلة التطورات السياسية في الجزائر خلال الفترة الممتدة من 1926و1936، منها نشاط وتطور جمعية نجم شمال إفريقيا، الاحتفالات المئوية للاحتلال 1930 التي جعلتها السلطات الاستعمارية حربا نفسية وتحديا سافرا لمشاعر الجزائريين، مثلما كتب في هذا العدد الأستاذ بجامعة بسكرة ميسوم بلقاسم، كما ورد في المجلة موضوع حول الثورة الجزائرية وعلاقتها بالمقاومة التونسية 1954 1956وتطور المنظومة الصحية أثناء الثورة التحريرية الجزائرية "الولاية التاريخية الرابعة نموذجا"، بالإضافة إلى شهادات تاريخية هامة.