تتجه أسعار السكنات والأراضي نحو الارتفاع وهو ما لمسناه لدى اطلاعنا على الأسعار المعروضة لدى بعض الوكالات العقارية بالعاصمة، والتي تتهافت على العارضين الذين اغتنموا فرصة الطلب المتزايد في الآونة الأخيرة خاصة في ظل الإجراءات التحفيزية التي أعلنت عنها الحكومة مؤخرا والتي شجعت على زيادة الطلب أمام عروض متواضعة فقد أخذت أسعار السكنات والأراضي منحى تصاعديا غداة الإعلان عن الإجراءات الجديدة التي تدعم طالبي السكنات لا سيما ما تعلق بالتحفيزات البنكية والتي تمول شراء السكنات، مقابل فوائد شبه رمزية. وبحسب عدد من الوكالات العقارية بشارع حسيبة بن بوعلي والجزائر الوسطى، فإن أسعار السكنات وحتى الإيجار بدأت في الارتفاع بمجرد تسرب أولى المعلومات عبر الصحف عن دعم الدولة للمواطنين الراغبين في شراء سكنات عبر إجراءات ترمي من خلالها الحكومة إلى تشجيع شركاء القطاع على تقليص أسعار السكنات، وقد قيم بعضهم هذا الارتفاع بنحو 25 بالمائة، فيما توقع آخرون أن ترتفع الأسعار إلى أزيد من 50 بالمائة حتى قبل ان تدخل الإجراءات الجديدة حيز التطبيق أي قبل حلول السنة المقبلة 2010. وإن كان طمع الباعة وراء الارتفاع الحاصل في السكنات، فإن جشع الوكالات العقارية هو السبب الرئيسي بحسب المختصين الذين أكدوا ان الوكالات تريد أن تضرب ضربتها خلال هذه الفترة التي تتميز بتساو في العرض والطلب قبل أن تطال الندرة سوق العقار بداية السنة القادمة، خاصة في السكنات الجاهزة حسب الملاحظين الذين أوضحوا انه وبما أن البنوك هي التي تدفع ثمن العقار نقدا فإن المواطن لا يتضرر من السعر المعروض، لا سيما وقد تم تقليص فوائد القروض إلى 1 أو 3 بالمائة. وإن لم يفهم الكثيرون ما هو السبب في هذا الغلاء الكبير -حسب بعض أصحاب الوكالات- فإن البعض الآخر هم من يقومون بهذه المزايدات، يقول عز الدين صاحب وكالة شارع حسيبة بن بوعلي، والذي يذكر أنه في أغلب الأحيان تقوم العديد من الوكالات التي أعرف أصحابها برفع قيمة الإيجار أو البيع وغالبا ما يكون ذلك نكاية في السماسرة الذين استحوذوا على سوق العقار. وقد حاولنا أن نتقرب أكثر من المهنيين في سوق الوكالات العقارية ليتأكد لنا أن الأسباب الرئيسية لهذا الغلاء في سعر الإيجار يعود أساسا إلى أن: "سوق العقار في الجزائر لا تتحكم فيه أية ضوابط، وليست هناك احترافية، كون السوق الموازية هي التي تتحكم فيه وهي التي تمثل 50 ? منه "يقول صاحب إحدى الوكالات بحسين داي. مؤكدا أن هناك فوضى في هذا العقار، مذكرا بالأسباب التي لها علاقة مباشرة مع هذا الغلاء والتي يفسرها بطلب الجزائريين للسكن بشكل لا متناه، وأنه لما كان الطلب كبيرا زاد من الارتفاع الفاحش للأسعار.