دعا خبراء ومختصون في مجال التكنولوجيات الحديثة والمعلوماتية أمس إلى ضرورة تبني نظام مركزي لتبادل الاتصالات ومراقبتها عبر الأنترنيت تسمح بتأمين المعلومات وحمايتها من القرصنة، فضلا عن التطبيق الصارم للإجراءات الردعية لمحاربة الجريمة المعلوماتية، وذلك تحسبا لمشروع الحكومة الإلكترونية 2013. وأكد المشاركون في المائدة المستديرة التي نظمها أمس منتدى "المجاهد" حول "رهانات الأنترنيت" بحضور مختصين ومعنيين بتكنولوجيات الإعلام والاتصال أن وضع مركز خاص لتبادل الاتصالات ومراقبتها عبر "الواب" من شأنه توفير الحماية للزبائن والمعلومات من الاستعمال السلبي لخدمات الأنترنيت. وضمان خدمات نوعية ذات تدفق عال. ودعا السيد مزياني مسؤول الإعلام بمؤسسة "اتصالات الجزائر" إلى إمكانية فرض عقوبات تتراوح بين الإنذار، وقطع الخدمة، والإحالة على القضاء وفق ما هو معمول به في الدول الأوربية ،موضحا أن تحقيق هذا المشروع الذي بادرت به المؤسسة مرتبط بإيجاد كل اللوازم التقنية لمعالجة هذه الظاهرة. معتبرا أن الجزائر تملك من الإمكانيات والحلول ما يجعلها تخفف من الاستعمال غير السليم للشبكة العنكبوتية. كما أشار المتحدث إلى ضرورة تطبيق المناهج الخاصة بالحماية ومراقبة المعلومات على المتعاملين في ميدان الانترنيت، والفضاءات التي توفر هذه الخدمة على غرار المقاهي والنوادي. وفي السياق، دعا مدير التكوين بوزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد حاتم حسيني إلى احترام دفتر الشروط من قبل الزبائن ومموني خدمات الأنترنيت فيما يخص حجب بعض المواقع كالإباحية، والداعية للعنف والإرهاب. كما أكد أن الوزارة تسعى لتحقيق ذلك من خلال تنظيم عدة ندوات ومحاضرات تحسيسية حول "الطفل والأنترنيت"، بالإضافة إلى إبراز دور الأسرة والمدرسة، في مرافقة الأبناء عند إبحارهم في شبكة الأنترنيت لا سيما في المجتمعات الريفية. ومن جهة أخرى، أبرزت مديرة العلاقات العامة باتصالات الجزائر السيدة حميدة جنان الأهمية البالغة التي تلعبها خدمات الأنترنيت في تطوير الإدارات والشركات الاقتصادية من خلال عصرنة تقنيات الإنتاج، ربح الوقت، مضاعفة الإنتاج، خلق التنافسية، مؤكدة أن قطاع اتصالات الجزائر يعمل جاهدا لتطوير هذه الخدمة في إطار مشروع الجزائر الإلكترونية 2013، فيما يخص "الادياسال"، الويفي، الواي ماكس... وركزت المتحدثة على نوعية الخدمة والمحتوى بالنظر للطلبات المتزايدة على الأنترنيت من طرف الإدارات والشركات، وقالت إن "اتصالات الجزائر" قد سطرت ثلاثة أهداف لمضاعفة عدد الاشتراكات إلى 70 ألف مشترك جديد وتحسين النوعية بتدفق عال، والتحضير الجيد للخدمات والتقنيات الجديدة. وهي الأهداف التي يتضمنها مشروع مجتمع المعلومات الذي أطلقته وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال. ومن جهته، أكد السيد حشلاف مسؤول قسم التقنيات متعددة الوسائط باتصالات الجزائر أن هذه الأخيرة تعمل على تحقيق القيمة المضافة ومضاعفة الإقبال على خدمات الأنترنيت منذ سنة 2008، لاسيما مع تجديد الوسائل التقنية الموضوعة حاليا لبعث هذه الخدمات، الأمر الذي سمح حسبه بربط 1500 بلدية بشبكة الواب على المستوى الوطني، كما تم إطلاق "مخطط ماستر" لاختيار المتعامل المكلف بالدراسات في إطار السعي لدخول الإدارة الإلكترونية المقترحة في 2013. كما أشار السيد حشلاف إلى أن سوق الأنترنيت سيعرف قفزة نوعية من ناحية عدد المشتركين، حيث ينتظر أن يصل عددهم نهاية سنة 2010 إلى حدود3 ملايين، ومع نهاية سنة 2013 سيرتفع عدد الزبائن إلى 6 ملايين مشترك. وللإشارة، يبقى العدد الحالي للمشتركين يقارب 570 ألف، بمعدل استهلاك 16 "جيغا بيت" وتعتزم اتصالات الجزائر رفع هذا المعدل إلى 18 "جيغا" في الأشهر القادمة.