أكد الخبير في شؤون تأمين المعلومات بشبكة الانترنيت واستعمالات الإعلام الآلي الدكتور عبد العزيز دردوري ضرورة تكثيف النشاط التحسيسي في صفوف شرائح المجتمع لمواجهة ما يسمى بالجريمة المعلوماتية، داعيا مقابل ذلك السلطات الحكومية إلى حتمية فرض سيطرتها بتنظيمها لقطاع خدمات الانترنيت، عن طريق إنشاء هيئة تنسيق مع كافة المعنيين للحد من ظاهرة القرصنة المعلوماتية واختراق المواقع والترويج للجريمة وغيرها. وأوضح الخبير الرئيس المدير العام لإحدى مؤسسات أمن شبكات الإعلام الآلي الكائن مقرها بالمحمدية بالعاصمة أمس خلال استضافته في منتدى ''الشعب'' للدراسات الاستراتيجية حيث نشط ندوة صحفية حول ''أمن المعلومات، تهديد فعلي للمواطنين'' أن هذه الظاهرة لم تعد تقتصر على أنظمة المؤسسات والهيئات الأخرى، بل امتدت إلى المواطن الذي يتعين عليه تحمل عدة مسؤوليات وأخذ الإجراءات اللازمة لتأمين مواقعه عبر أجهزته الخاصة. كما أشار المحاضر في الندوة التي حضرها وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بلخادم إلى جانب أساتذة باحثين وطلبة ماجستير، إلى أهمية تطبيق الجانب التشريعي والقانوني في هذا المجال لوضع أرضية صلبة يمكن من خلالها التقليل من مخاطر الجرائم المعلوماتية وهجمات اختراق المواقع والقرصنة وغيرها. ملحا في هذا الإطار على ضرورة تكوين الخبراء والمختصين في أنظمة أمن المعلومات بالجزائر لضمان حماية كاملة وشاملة للاتصالات مع شبكة ''الواب''. كما استحسن الدكتور دردوري المبادرة الأخيرة لوزارة العدل التي أصدرت عدة مطويات تحسيسية بالمخاطر الناجمة عن الانترنيت، كالتحريض على العنف والجريمة عبر بعض المواقع والترويج للإباحية ومقابل ذلك التحسيس بالهجمات الاختراقية والقرصنة المعلوماتية المحتملة في هذا الإطار. معتبرا أن هذه المبادرة تعد خطوة أولى في إطار استراتيجية الحكومة لمواجهة هذه الظاهرة العابرة للحدود، مذكرا في هذا السياق بمداخلة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في ''أديس أبابا'' في 31 جانفي الماضي الذي اعتبر تكنولوجيات المعلومات آلية في غاية الأهمية تستدعي ترشيدا كبيرا في استعمالها في مختلف الجوانب. ومن جهة أخرى، أوضح السيد عبد العزيز دردوري بخصوص استعمال الدول لتكنولوجيات الإعلام والاتصال أن الجزائر تبقى دون المستوى في ذلك مقارنة بدول الجوار، حيث لم يتعد عدد المستعملين للإعلام الآلي 5,3 ملايين فرد مقارنة بمصر 10 ملايين وتونس 6,6 ملايين. وبلغة الأرقام تطرق خبير أنظمة أمن المعلومات عبر ''الواب'' إلى ما توصلت إليه إحصائيات الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، مشيرا بخصوص المواقع والرسائل الإلكترونية إلى أنه تم تسجيل 200 مليار رسالة إلكترونية غير مرغوب فيها خلال سنة 2009 عبر مختلف دول العالم. إضافة إلى 3 ملايين هجمة سجلت عبر العالم بخصوص مواقع المعلومات ذات الأهمية الاستراتيجية. كما أشار إلى احتلال الولاياتالمتحدةالأمريكية لصدارة مصادر هذه الهجمات بنسبة 36 بالمائة، لتليها الصين ب32 بالمائة، ، ثم فرنسا ب20 بالمائة وأخيرا روسيا ب12 بالمائة. في حين أختيرت -حسب إحصائيات الاتحاد الأوربي- كل من أمريكا وبريطانيا إلى جانب بعض الدول الإفريقية كنيجيريا، غانا، جنوب إفريقيا والكامرون كأخطر الدول باعتبارها مصدر الهجمات المعلوماتية لمختلف دول العالم. وكشف الخبير عن 4,3 ملايين دولار كحجم خسائر عامة تتكبدها الدول حسب معطيات خاصة بشهر أفريل .2010