الشاعر قاسم شيخاوي من الأسماء المتميزة في الجملة الشعرية الشعبية بتيسمسيلت والتي انتهجت نهجا خاصا بعيدا عن التقليد والذوبان في شخصية الآخر، فمن هو هذا الشاعر الفحل المغاير والخارج عن سرب الشعراء ومنهم؟. الشاعر قاسم شيخاوي من مواليد عام 1969م بلرجام، ومنذ أن بدأ هذا الشاعر يتحسس عوالجه الداخلية ويلتمس لها صورا أتعبته كثيرا حيث لم يجد كما يقول لها تفسير، حيث تعلق بكل ما هو جميل وكل ما هو شاعر ينبض بالروائع حيث بدأ رحلته مع عبد القادر الخالدي ومصطفى بن ابراهيم وعبد الله بن كريو وغيرهم من الشعراء رغم اعترافه بصعوبة المسيرة في وسط يقدس كل شيء إلا الكتابة. لم يتوقف الشاعر الشعبي قاسم شيخاوي عن هذه الحواجز بل استطاع تجاوزها بلم شمل مبدعي ولاية تيسمسيلت وتحريك الراكد واختراق جدران الصمت لتثمر هذه المجهودات بتنظيم عدة ملتقيات أتاها الشعراء من كل انحاء الوطن. وقد شارك الشاعر قاسم شيخاوي بدوره في عدة ملتقيات وطنية، ومن قصائده الغزلية الجميلة تلك التي يقول فيها: "خلاتني في المكان نتهند ومشات راحت لا تلفات عني تتكبر لا قدرة لهواك لاطاقه هيهات هجيرة ترضاي ولاَّ نا نهجر" ويرى الشاعر قاسم شيخاوي أن القصائد الرائعة هي تلك التي تولد من أجفان النساء، ولهذا يرى ان قصائده كلها نساء جميلات وأنه نزار الشعر الملحون. ويأمل الشاعر قاسم شيخاوي في تخليص اغنية الراي من السقوط الحر الذي وصلت إليه من قبل الذين حولوا كل شيء الى مكسب وأرقام مالية خالية من أي قيمة، هؤلاء الذين يدعون الغناء إلا أنهم غرباء عن الكلمة الجميلة والعفوية البسيطة التي تتجه مباشرة لتستوطن القلوب. الشاعر قاسم شيخاوي تتميز لغته الشعرية بالسهل الممتنع، فهو متمرد عن القديم بمقدماته التي تشبه القصيدة الجاهلية في مقدمتها الطللية، كما أنه يدعو الى إعادة تأثيث القصيدة بأثاث العصرنة والخروج بها الى توظيف ماهو جديد طالبا من الشعراء الشباب عدم الوقوع في تقليد القديم لأن لكل عصر خيوله ورجاله والبكاء على الأطلال لايزيد إلا في تعميق الهوة بين الماضي والحاضر وأنه لا خلاص لنا إلا الكتابة لأنفسنا وللآخرين والى هذا العالم الذي نحن في دوك تزوير واقعه ولا تلوينه بمساحيق كاذبة خادعة يظنها الضمآن ماء وهي سراب. وعن شعره يقول قاسم شيخاوي "أنا نبي للحب والسلام.." كلما اسقطت وردة في هذا الوطن سقطت أنا، وكلما طلع قمر طلعت أنا. أما عن الشعر والشعراء في تيسمسيلت فيرى ان تيسمسيلت ستكون كعبة لهذا الابداع بفضل اسمائها الشابة التي يعترف لها في أنحاء الوطن ويضيف قاسم شيخاوي أن لصديقه الشاعر احمد بوزيان فضلا عليه لن ينساه فيما يخص تقنيات الشعر الملحون. كما تمنى في الأخير أن تسنح له الظروف في طبع مجموعة شعرية فقط من أجل أن يبقى الشعر الشعبي ابداعا لكل العصور.