أحيت مساء أول أمس، مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر الذكرى الثانية لرحيل الشاعر الشعبي نايت شعبان علي، حيث اكتظ بهو بشير منتوري بشعراء الشعر الشعبي ورفقاء الفقيد في الكلمة الجميلة مع جملة من المثقفين ورجالات الإعلام. كانت البداية مع الشاعرة فوزية لرادي التي نشطت الندوة واستهلتها بشهادة خير في الراحل حيث قالت "يومنا هذا خصصناه لتذكر رجل نعرفه جيدا، كان من عائلة مؤسسة فنون وثقافة وقد بنينا هذا النادي معا حتى أصبح قويا، كان شاعرا فحلا في الأدب الشعبي، كتب للأغنية الشعبية الجزائرية، كما كانت له حصة إذاعية بإذاعة "البهجة"، كما شارك في حصة "البوقلات" قرأ من خلالها رباعيات من شعره وترك بصماته في الإذاعة ، هذا الشاعر الشعبي حلق كنسر الهضاب العليا التي ولد فيها، فهو من مواليد بني ورتلان بسطيف 27 جوان 1952 فرحم الله هذا الشاعر الفحل". بعد كلمة لرادي تقدم الشاعر الشعبي عمي مسعود ليدلي هو الآخر بشهادته قائلا: "لا أدري ماذا أقول عن عمي شعبان، هو (شباب بزاف) هو قبائلي وأنا من الصحراء، لا أستطيع أن أتجاوز الكلام أمامه، كانت له قصائد في الغزل يستحي أن يقرأها أمامي، كان شعبان إنسانا وفي منتهى الإنسانية، كان محافظا يعتني بعائلته، كان كبيرا بأخلاقه، بفنه، بمميزاته ومات كبيرا، كان يدعو الناس إلى الخير والصلاح ولهذا فقدت الساحة الأدبية بفقدانه رمزا من رموز هذا الأدب". كما قرأ عمي مسعود قصيدة شعبية أهداها لروح عمي شعبان جاء في مستهلها: "راني انعافر بين اهمومي بحار *** تايه في صفحات ديوان الحكمة اقطعناه اعسل وجربناه امرار *** ولي شاف الموت يقنع بالحمه". أما الشاعر بوديسة فقد ذكر صفة متميزة من صفات عمي شعبان رحمه الله وهي أنه يتقبل النقد، وهذه الصفة يقول بوديسة مفقودة في الشعراء، وقرأ الشاعر بوديسة قصيدة نوه فيها بالشعراء الذين يتعاونون مع الفنانين حيث يسطع نجم الفنانين في دنيا الشهرة والفن ويبقى الشعراء وراء الستار قائلا في مستهلها: " ألي يبيع الورد معروف عند الناس *** ولغرسو وسقاه حد ما يسمع بيه". وقد تداول على منبر الشعر شعراء ومعارف ورفقاء عمي شعبان رحمه الله أجمعوا على أخلاق وتواضع الرجل وشهامته، رحم الله عمي شعبان الذي رحل دون آن يترك ضجيجا لأنه ترك الكلمات الجميلة.