أبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري، أمس، بستراسبورغ، ضرورة الوقاية من الإرهاب والقضاء على هذه "الظاهرة العابرة للحدود"·وفي مداخلة أمام مجلس أوروبا ذكر السيد زياري، بأن "الإرهاب يمس جوهريا بالحق الأساسي في الحياة ولا يستثني أية منطقة في العالم ليضرب دون تمييز بين الأجناس والديانات"· وأعرب رئيس المجلس الشعبي الوطني عن ارتياحه "للوعي المتنامي إزاء أخطار هذه الظاهرة على الصعيد العالمي"، معتبرا أن "هذا التهديد يتطلب تجنيدا من قبل المجموعة الدولية وردا جماعيا وصارما ومتضامنا لضمان جانب الفعالية على المدى الطويل"· وتطرق السيد زياري أيضا أمام أعضاء الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا للتضحيات التي تم تقديمها طيلة عشر سنوات في مكافحة الإرهاب· وقال في هذا الصدد "إن الجزائر التي عانت من إرهاب أعمى ووحشي حاربته لوحدها لسنوات طوال تمكنت بعد أن قدمت تضحيات جسام من أن تتغلب على هذه الظاهرة وهي تعمل حاليا على تضميد الجروح واسترجاع وحدتها وحيويتها"· وأردف قائلا: "إن المأساة الوطنية كانت ستدوم بكل ما قد ينجم عنها من آثار على سير شؤون الدولة والمجتمع وتهدد قيم الجمهورية والركائز الحضارية الراسخة للأمة لولا تجند مختلف فئات المجتمع وكافة هيئات الدولة وسياسة الرحمة والوئام المدني والمصالحة الوطنية"· واعتبر السيد زياري أن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي اقترحه رئيس الجمهورية، على الشعب الجزائري، الذي زكاه بالأغلبية "يعتبر اليوم المرجع الوطني والطريق الواجب اتخاذه لتجاوز كل الآثار التي خلفتها هذه المأساة"· ومن جهة أخرى أكد السيد زياري، أن "الاعتداءات الوحشية والشنيعة التي خلفت مؤخرا عددا من الضحايا الأبرياء والتي نددت بها المجموعة الدولية فورا وبشكل جماعي لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تعيق مسيرة ونهضة الجزائر"·وأكد في السياق أن "العناصر الإرهابية التي أضحت تتمادى في أفعالها ضد خيار الشعب وتواصل زرع الموت من خلال محاولات يائسة سيتم التعامل معها في إطار القانون بكل صرامة حتى القضاء عليها كليا"· من جهة أخرى أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، مجددا تضامن الجزائر مع قضيتي الشعبين الفلسطيني والصحراوي· في هذا الصدد، أوضح أنه "على مستوى هذه المؤسسة التي تعبر عن الوعي الديمقراطي لأوربا وعند الحديث عن حقوق الإنسان لا يمكن إقصاء شعوب كاملة تبقى محرومة من حقوقها الشرعية والتي يملي علينا واجبنا اتجاهها أن نتضامن معها"، مؤكدا في سياق كلامه عن حق الشعب الصحراوي في إقامة دولته المستقلة في إطار احترام حقوق كل شعوب هذه المنطقة المتوسطية في العيش في سلام وأمن· كما أكد السيد زياري من جديد أن الجزائر تبقى "مقتنعة" بالخيار "الاستراتيجي" لتشييد الصرح المغاربي والعمل من أجل تعاون شبه إقليمي· من جهة أخرى صرّح السيد زياري أن "بلوغ هذه الأهداف لا يجدر رهنها بتسوية قضية الصحراء الغربية"، مذكرا بأن الجزائر التي عبّرت دوما عن تمسكها بممارسة كل الشعوب لحقها في تقريرالمصير "لا يسعها إلا الاعتراف بحق الشعب الصحراوي الذي يجب أن يتمكن من ممارسته بكل حرية ودون أية قيود في إطارالشرعية الدولية والمحادثات المباشرة التي شرع فيها أشقاؤنا المغربيون والصحراويون باعتبارهما طرفي النزاع"· وكان رئيس المجلس الشعبي الوطني قد تحادث أمس، بستراسبورغ مع الرئيس الجديد للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا السيد لويس ماريا دي بويغ· وتطرق الطرفان إلى العلاقات القائمة بين البرلمانين وآفاق تعزيزها، كما استعرض السيد زياري الوضع الاجتماعي والاقتصادي للجزائر، مبرزا الإصلاحات المنتهجة في مختلف المجالات وكذا الجهود المبذولة من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية وتوطيد المسار الديمقراطي· وجرى اللقاء بحضور الأمين العام لمجلس أوروبا السيد تيري دايفيس وسفير الجزائر بفرنسا السيد ميسوم سبيح·