كشفت وثيقة حول "استراتيجية التنمية في قطاع الموارد المائية وفرص العمل والشراكة" أعدتها وزارة الموارد المائية مؤخرا عن برمجة انجاز ثلاث محطات لتحلية مياه البحر في ولايات جيجل والطارف وبجاية بعنوان البرنامج التنموي الممتد من 2009 الى 2030 بقدرة انتاجية تصل الى 100ألف متر مكعب لكل واحدة منها· وتضاف هذه المحطات الى 13 أخرى ينتظر انجازها من هنا إلى 2009 طاقتها الإجمالية تصل إلى 2.26 مليون متر مكعب يوميا، أكبرها تلك المبرمجة في ولاية وهران والتي تبلغ طاقتها 0.5 مليون متر مكعب يوميا· وكانت أول محطة في هذا البرنامج هي تلك المنجزة في ارزيو بوهران التي بدأت العمل في 2005 يضاف إليها 23 محطة من الحجم الصغير التي أنجزت بين 2002 و2003 في إطار البرنامج الاستعجالي·ويرتقب استلام محطة تحلية مياه البحر لسكيكدة بصفة مؤقتة في نهاية جوان المقبل وذلك عقب إجراء التجارب الأولى لتشغيلها وستنتج 100 ألف متر مكعب من المياه يوميا من بينها 65 بالمائة ستوجه لتموين سكان 10 بلديات بولاية سكيكدة بالماء الصالح للشرب، والباقي(35 بالمائة) لسقي مساحات زراعية بالمنطقة· وأشارت ذات الوثيقة التي تحصلنا على نسخة منها ان الوزارة ستعمل على المديين المتوسط والبعيد على انجاز 39 سدا و32 تحويلا ومنظومة جر إضافة إلى إعادة تأهيل شيكات التزويد بمياه الشرب في 31 مدينة، وانجاز 60 محطة تطهير جديدة قدرتها 300 مليون متر مكعب سنويا سترفع من إمكانية التطهير الوطنية إلى 900 مليون متر مكعب سنويا·كما تعتزم الوزارة استكمال أشغال حماية 12 مدينة من أخطار الفيضانات وانجاز شبكات للتطهير في 12 مدينة فضلا عن إعادة تأهيل 3 مساحات سقي تمثل 23300 هكتار وتجهيز 13 مساحة سقي تمثل 100الف هكتار· وفي إطار سعيها لإصلاح طرق تسيير المياه الذي يعتمد على القانون 05 -12 المؤرخ في 40 أوت 2005 المتعلق بالمياه والذي نص على منح امتياز تسيير شبكات المياه والتطهير إلى شركات خاصة، وبعد ان تم الشروع في العملية بكل من العاصمة وعنابة ووهران وقسنطينة، أشارت الوثيقة إلى ان التسيير المفوض سيمتد إلى 12 مدينة أخرى "ستنطلق الاستشارات بشأنها في القريب العاجل" ·يذكر ان شركة سويز الفرنسية تحصلت على امتياز تسير المياه بالعاصمة، فيما منح ذات الامتياز لشركني "اغبار" و"غلسنفاسر" بالنسبة لولايتي وهران وعنابة وتقرر اعادة اطلاق الاستشارة النسبة لولاية قسنطينة· في نفس السياق تقرر انشاء هيئات مستقلة تمتلك الامكانيات المادية والبشرية من اجل تسيير منظومات الري الكبرى لاسيما التحويلات كتاقصبت وكدية اسردون و"مستغانم(ارزيو) وهران" و"تمنراست(عين صالح)" اضافة الى انشاء مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري للتكفل بتسيير وتطوير منظومة بني هارون· وفي هذا الاطار تعتزم الوزارة توسيع مشاريع التحويل من خلال اللجوء الى تحويل مياه الطبقة الجوفية الالبية للجنوب إلى ولايات في الهضاب العليا منها الجلفة وتيارت ومسيلة وبسكرة وباتنة وسعيدة والمدية (بما فيها المدينةالجديدة بوغزول)· وشكلت الموارد المائية انشغالا رئيسا في الفترة الأخيرة على أعلى مستوى وكانت المحور الرئيس الذي دارت حوله الزيارات الأخيرة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى عدد من الولايات في الوطن لاسيما ولايات الشرق حيث اطلع على منظومة الري لسد بني هارون إضافة إلى الجنوب حيث اشرف على معاينة مشروع تحويل المياه من عين صالح إلى تمنراست.