مع تدشين رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للمحطة الأولى على المستوى الوطني لتحلية مياه البحر بالعاصمة "الحامة" تكون استراتيجية عصرنة قطاع الموارد المائية التي شرع فيها سنة 2006 وتمتد إلى غاية 2025 قد أعطت لبناتها الأولى بعد أن تقرر البحث عن مصادر جديدة لمياه الشرب، مع تفويض التسيير لمختلف القطاعات للخواص ذوي الخبرة على أن يتم نقل هذه الخبرات وسبل التحكم في التكنولوجيات الحديثة للإطارات الجزائرية قبل نهاية 2010 على أكثر تقدير· وفي انتظار تسلم ثاني اكبر محطة لتحلية المياه بالغرب الجزائري بطاقة 200 ألف متر مكعب، تنتظر وزارة الموارد المائية تسلم 13 مشروع بناء سدود عبر التراب الوطني بالإضافة إلى ثلاثة مشاريع كبرى لتحويل المياه وهو ما يسمح برفع حصة الفرد الجزائري من المياه الى 170 لترا سنة 2009·
تتوقع وزارة السيد عبد المالك سلال أن تكون سنة 2008 سنة المشاريع الكبرى للقطاع بالنظر الى حجم المشاريع التي ستستلمها قبل نهاية السنة منها اكبر محطة لتحلية مياه البحر بالعاصمة "الحامة" والتي ستؤمن عملية توزيع المياه بالعاصمة بعد عدة سنوات من الجفاف دفعت ب "الجزائرية للمياه" إلى اعتماد مخطط للتوزيع يمتد بين اليومين وأربعة أيام لكل بلدية، لتتحسن الأوضاع بعد تسليم التسيير المفوض لإنتاج وتوزيع المياه بالعاصمة للمجمع الفرنسي "سوياز" بعد إنشاء الشركة المختلطة الجزائرية الفرنسية "سيال" وهو ما أعطى ثماره بعد سنتين من الاستثمار في المجال، وهي التجربة التي تقرر تعميمها عبر المدن الكبرى مثل قسنطينة وعنابة، أما وهران قد فازت المؤسسة الاسبانية " أكبار" بالمناقصة التي تشترط في دفتر شروطها نقل الخبرة والتجربة للإطارات الجزائرية قبل انتهاء العقد الذي حدد بخمس سنوات غير قابلة للتجديد· وفي رحلة البحث عن مصادر جديدة للمياه بالجزائر التي تقع ضمن المناطق الشبه جافة لجأت الحكومة الى تقنية تحلية مياه البحر المنتشرة كثيرا في دول الخليج وهي العملية التي شرع فيها سنة 2005 اثر تسلم أول محطة لتحلية مياه الشرب بالمنطقة الصناعية لارزيو بوهران بطاقة إنتاجية تصل الى 90 ألف متر مكعب في انتظار تسلم ثاني اكبر محطة بالجزائر بمنطقة مرسى الكبير قبل نهاية 2009 بطاقة إنتاجية تصل الى 200 ألف متر مكعب، وهناك مشروع محطة ثالثة بالغرب بولاية مستغانم ليصل مجمل محطات التطهير المبرمجة بالعاصمة الى 13 من الحجم الكبير و21 محطة أحادية المحرك شرع في استغلالها منذ 2006 وهي متمركزة في ستة ولايات وهي على التوالي سكيكدة بطاقة 10 ألاف متر مكعب في اليوم، تيزي وزو بمنطقة تقزيرت بطاقة 2500 متر مكعب في اليوم، وبومرداس بمنطقة قورصو ب 5 ألاف متر مكعب في اليوم والجزائر العاصمة ب 30 ألف متر مكعب في اليوم، تيبازة بمنطقة بوسماعيل بطاقة 5 آلاف متر مكعب في اليوم، وأخيرا تلمسان بمنطقة الغزوات بنفس الطاقة· 1422.4 مليار دج لتنمية قطاع الموارد المائية خصصت الحكومة الجزائرية لبرنامج التنمية الهيكلي لقطاع الموارد المائية غلافا ماليا بقيمة 1422.4 مليار دج خصص للمشاريع الكبرى لانجاز أكثر من 13 سدا وثلاثة تحويلات مائية كبرى، بالإضافة إلى عصرنة كل من مؤسسة "الجزائرية للمياه" التي تمكنت هذه السنة من استرجاع صلاحيات توزيع المياه عبر كامل بلديات الجزائر، بالاضافة الى إعادة تهيئة وصيانة محطات التطهير وإعطاء دفع جديد لعمل الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات الكبرى من خلال لامركزية التسيير وتوظيف رؤساء السدود كمدراء لهم كافة صلاحيات التسيير والصيانة من دون الرجوع الى المؤسسة الأم وهو القرار الذي اتخذه وزير القطاع بداية السنة الجارية مع إمهال المدراء الجدد مهلة ثلاثة أشهر لإعادة الاعتبار للمنشآت المائية الكبرى التي تعاني 20 بالمائة منها من مشاكل التحول والتلوث · وبفضل استلام السدود ال13 الجاري إنجازها والمتعلقة بكل من كدية تاسردون بولاية البويرة وبوغوس بولاية الطارف والدويرة بولاية الجزائر وربط الشلف وقدارة بولاية مستغانم، وبوسلابة وكيسير بولاية جيجل، واوركيس بولاية أم البواقي والصفصاف بولاية تبسة، كاف الدير بولاية تيبازة وتابلوط بولاية بجاية وذراع الديس ومهوان بولاية سطيف سيتم رفع قدرات تعبئة المياه السطحية إلى 69 سدا وهو ما سيرفع حجم المياه المجمعة سنة 2025 إلى11 مليار متر مكعب فضلا عن 26 تحويلا كبيرا يضمن 940 مليون متر مكعب في السنة، في حين ينتظر أن تؤمن محطات تحلية مياه البحر في حدود 2009 ما يقارب 690 مليون متر مكعب في السنة اما في حدود 2025 فسترتفع النسبة الى 800 مليون متر مكعب قبل أن تصل الى مليار متر مكعب 2040·
بني هارون مفخرة الجزائر وكدية تاسرودون الثاني وطنيا كما يعتبر تدشين رئيس الجمهورية شهر سبتمبر الفارط لسد بني هارون بولاية ميلة حدثا آخر يحسب لصالح القطاع بعد أن تمكنت الوزارة من إعطاء دفع جديد للمشروع الذي لم يراوح مكانه منذ 27 سنة لأسباب تقنية مختلفة ليري المشروع النور بعد خمس سنوات من الأشغال الماراطونية وتخصيص 266 مليار دج، وتقدر طاقته الاستيعابية 960 مليون متر مكعب ونظرا لهيكله الكبير تقوم الوكالة الوطنية للسدود بملئه تدريجيا وهو مخصص لتزويد 4 ملايين نسمة بمياه الشرب عبر ست ولايات مع سقي 40 ألف هكتار، وتكمن أهمية المشروع في محاور ربطه مع 3 سدود بالإضافة الى ربطه بستة أنفاق كلها مهيأة بمحطات ضخ وتطهير تضمن سلامة المياه ناهيك عن المضخة الكبرى لدفع المياه والتي تم تصنيعها خصيصا للسد في إطار شراكة فرنسية اسبانية عبر شركتي "الستوم" و"دراغادوس" بمشاركة مكتب الدراسات الفرنسي "سوقريا" بطاقة 2 * 90 ميغاوات، ويأتي مشروع انجاز سد كدية تاسردون بولاية البويرة في المرتبة الثانية من حيث الأهمية حيث ينتظر تسلمه شهر سبتمبر القادم بطاقة استيعاب تصل إلى 650 مليون متر مكعب وهو مخصص لتزويد سكان الولايات المجاورة ودعم جزء من ولاية الجزائر بمياه الشرب ابتداء من نهاية السنة الجارية· كما ينتظر أن يستلم قطاع الموارد المائية سنة 2009 اكبر مشاريع تحويل المياه بالغرب "ماو" وهو نظام يسمح بنقل المياه من مستغانم الى ارزيو ثم وهران·
ماء الشرب بالعاصمة 24 ساعة على 24 ساعة مع استلام محطة "الحامة "ومشروع تحويل المياه من سد تاقصبت بولاية تيزي وزو إلى الجزائر شهر مارس القادم بنسبة 180 مليون متر مكعب سنويا تكون وزارة الموارد المائية قد تخطت أزمة مياه الشرب بالعاصمة خاصة بعد وعود مؤسسة "سيال" بتوزيع يومي للمياه 24 ساعة على 24 ساعة ابتداء من فصل الصيف القادم عبر كامل تراب الولاية حيث ينتظر أن يحل مشكل توزيع المياه بغرب العاصمة بصفة نهائية شهر جويلية القادم ولضمان عقلنة تسيير عملية توزيع استملت الوزارة أمس وحدة مختصة في التسيير الآلي لشبكة توزيع المياه وذلك عبر نظام معلوماتي خاص وضعته مؤسسة "سيال" ببلدية القبة يقوم بمراقبة عملية توزيع المياه والكشف عن الأعطاب بالشبكة التي تم تجديدها هذه السنة للتأقلم مع الضغط الجديد لقوة دفع المياه الموزعة، وبنفس الموقع تم انجاز خزانين لجمع المياه القادمة من المحطة بطاقة تخزين تصل إلى 50 ألف متر مكعب للخزان الواحد وهو ما يعتبر سابقة للجزائر· وللتطهير حقه من الاهتمام، حيث يرتقب تسلم قبل نهاية السنة محطات التطهير بكل من ببلدتي براقي ورغاية وذلك لتطهير مياه الصرف بالعاصمة، في الوقت الذي سطر برنامج لإنجاز 40 محطة تصفية وتصليح 20 محطة معالجة وتصفية وإنجاز 50 محطة أحواض لتصفية المياه تسمح بتوفير طاقة تصفية تقدر ب600 مليون متر مكعب سنويا على أن يتم تشغيل 28 محطة تطهير جديدة قبل نهاية 2009·