انتهت التصفيات المؤهلة لكأس العالم بجنوب إفريقيا بمباراة فاصلة فاز فيها الفريق الجزائري على نظيره المصري، ومع انتهاء المباراة كان من المفترض والمتوقع ان تنتهي معه وتتوقف جميع أشكال السجال الإعلامي الذي سبق المبارة من الجانب المصري، الذي وللأسف لم يتقبل نتائج المباراة بروح رياضية وراح من جديد يفتح باب الفتنة ويتفنن في تجريح وسب الجزائريين في صفحة جديدة ظن الجميع أنها طويت وذهبت إلى سبيلها، ليفسح المجال لتطبيب الجراح التي خلفتها كلمات تفوه بها الإعلام المصري، لكن ردة فعل الإعلام المصري جاءت عنيفة ولعلها تنم عن قناعة السلطات المصرية بأن تجاوزات خطيرة سجلت في حق الجزائريين بالقاهرة خلال مباراة السبت الماضي، وهي الأحداث التي أدانتها كل وسائل الإعلام العالمية إلا المصريين الذين تفننوا في أشكال التعتيم الإعلامي... غير انه ومباشرة عقب المباراة راحت القنوات المصرية تلتمس لنفسها الأعذار من خلال شتم وتحميل حكم المباراة مسؤولية الخسارة، وهو الذي كان عادلا في جميع قراراته التي انصبت في غالبيتها ضد عناصر سعدان الذين كانوا السباقين إلى تلقي البطاقات والإنذارات فوق ذلك المستطيل الأخضر، الذي احتضن أجمل المباريات وأروع الأهداف على الإطلاق، ليكون هو الفاصل في مباراة كانت فاصلة بجميع معانيها، ولم تكتف القنوات المصرية بهذا، بل راحت تختلق وتفتعل لنفسها أحداثا وهمية زعمت أنهم تعرضوا لها من جانب المناصرين على ارض السودان قبل وبعد المباراة الفاصلة للظهور بمظهر الضحية المسكين، في الوقت الذي حيت فيه جميع القنوات العالمية التنظيم المحكم من جانب الشرطة السودانية.. مؤكدة ان الأمور جرت عكس التوقعات باستثناء بعض المناوشات التي حدثت من الجانب المصري بعد انتهاء المقابلة وحولوها ضد المناصرين الجزائريين الذين ابهروا الصحافة الدولية التي حضرت اللقاء بطريقة تشجيعهم والتزامهم بالتعليمات، ولم تتوقف اكبر القنوات في ربط اتصالاتها بمراسليها على ارض السودان بالصورة والصوت للتأكد والتأكيد على عدم تسجيل أية أحدات أو اعتداءات كما ادعى المصريون. ويقتنع المطلع على ما تبثه القنوات المصرية من سموم الفتنة، بأن هذه الأخيرة تناقضت بشكل كبير في تصريحاتها، وراحت تقدم الخبر تارة وتكذبه تارة أخرى كما هو الحال بالنسبة لضرب الحافلة المصرية بالسودان، والذي سرعان ما تم تفنيده من قبل المسؤولين ذاتهم بتأكيدهم على تخصيص حماية استثنائية لفريقهم، وهذا ما لا يشك فيه احد، غير أننا نحن الجزائريين أثبتنا الاعتداء على حافلة المنتخب الوطني وأكدناه بالصورة والصوت وهي أدلة ملموسة.. فهاتوا برهانكم أنتم إن كنتم صادقين. وأكثر ما حز في نفوس الجزائريين والإعلاميين بوجه خاص، هو تداول ممثلي عدد من القنوات والجرائد المصرية الذين زاروا الجزائر قبل مباراة السبت الماضي، في إطار مساعي التهدئة التي دعت إليها أطراف عدة، على غرار ممثل جريدة "الأهرام" الذي أفرغ حقده على القناة الرسمية الأولى لمصر بسب الجزائريين ووصفهم بالبرابرة والهمجيين وو... وهو الذي أكل التمر ونفخ الجمر، لكنه هذه المرة لن يؤثر فينا لأن نشوة الفرح صمت آذاننا.