يتوقع أن يصل عدد السياح الذين سيقصدون الجزائر وجنوبها الكبير خلال هذا الموسم إلى ما يقارب المليون سائح أجنبي بحسب المختصين الذين أكدوا أنه تمت تهيئة كافة الإمكانيات الخاصة باستقبالهم وتأطيرهم، وقد تضافرت جهود العديد من القطاعات العمومية منها والخاصة وكذا كل الجهات الفاعلة التي عملت على تنسيق الجهود لترقية النشاط السياحي من خلال تحسين وسائل النقل ومختلف الخدمات. ويجمع العاملون في القطاع السياحي والمختصون على أن خطوات هامة وقرارات تم تبنيها بغية ترقية استراتيجية التسويق لجلب السياح وإنشاء سوق سياحية دائمة على المستويين الوطني والدولي، وهي المهمة التي لا يمكن تحقيقها حسب المختصين إلا بإرساء "شراكة دائمة ومتينة" مع المعنيين من خلال وضع منهجية عمل منظمة ودائمة ضمن المخطط المدير لتهيئة السياحة لأفاق 2025 وكذا الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالسياحة. وسيشهد هذا الموسم اندماجا كبيرا لشركاء أجانب وخصوصا الفرنسيين لاسيما إذا علمنا أن حوالي 33 بالمئة من السياح الأجانب الذين يقصدون الجزائر يأتون من هذا البلد إلى جانب نسبة متفاوتة تتقاسمها كل من ألمانيا والنمسا ...، ولعل من أهم الشركاء الفرنسيين المعول عليهم خلال هذا الموسم مؤسسة نقطة إفريقيا (بوان أفريك) التي اقتحمت الجنوب الجزائري بشكل كبير من خلال برمجة رحلات نحو الصحراء الكبرى علما أن المؤسسة تعمل منذ سنوات على تطوير وترقية مقصد بلدان إفريقيا وخاصة الجزائر التي اكتشفت بها الكرم وحسن الضيافة إلى جانب الأمن والمناظر الخلابة الرائعة والتي تلبي أذواق ومتطلبات السائح الأوربي. وقد شرع المتعامل الأجنبي المتخصص في تنظيم الرحلات السياحية "بوان أفريك" بداية من شهر أكتوبر الماضي (بداية الموسم السياحي الحالي) في تنظيم رحلة أسبوعية نحو المناطق السياحية الجنوبية على غرار تمنراست وجانت إلى جانب غرداية وتيميمون انطلاقا من المدن الفرنسية في حين يتم حاليا التفاوض من أجل توسيع نشاط هذه المؤسسة السياحية إلى دول أوربية أخرى على غرار ألمانيا، سويرا والنمسا. وأكد رئيس مؤسسة "بوان أفريك" السيد فرند موريس التزام هذا التنظيم العريق في المساهمة من أجل إعادة بعث السياحة الجزائرية، التي كانت تعرف كما قال رواجا كبيرا خلال سنوات الثمانينات لكن تراجعها حسبه بعد سنوات الإرهاب لا يعني أنها لا تملك من المؤهلات والإمكانيات الطبيعية والسياحية ما يجعلها خلال السنوات القادمة قطبا سياحيا جذابا، وذكر هذا المسؤول ذو الأصول الألمانية أن نسبة السياح القادمين إلى هذا البلد عبر الرحلات المنظمة من طرف "بوان أفريك" زادت السنة الماضية ب30 بالمائة مقارنة بالمواسم الماضية. واعتبر من جهة أخرى أن إضافة رحلات كل أسبوع نحو المناطق السياحية بالصحراء الجزائرية سيرفع بلا شك عدد السياح خلال الموسم الحالي وفي هذا الشأن أشار إلى أن مؤسسته التي تملك حصة 30 بالمائة في شركة طيران البحر الأبيض المتوسط ستقوم بكراء طائرات أخرى لتلبية الطلب المتزايد على وجهة الجزائر خصوصا بعد فتح المجال أمام السياح من بلدان أوربية أخرى من غير الفرنسيين. وقد انطلقت في الأيام القليلة الماضية بعض القنوات الفرنسية في بث الومضة التلفزيونية "الجزائر، رحلة من القلب" لترقية السياحة في الجزائر، التي قامت بإنتاجها مؤسسة الوطنية للاتصالات بالجزائر "نجمة"، وفقا للاتفاقية التي أبرمتها هذه الأخيرة شهر جويلية 2008 مع وزارة البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة. وتم الكشف عن فحوى الومضة السياحية مطلع الشهر الجاري وتهدف هذه الومضة التي روج لها النجم الدولي لكرة القدم، زين الدين زيدان، إلى ترقية وإبراز الموارد السياحية التي تزخر بها الجزائر، فضلا عن التباهي ببلادنا كمقصد سياحي قصد إعطائها صدى واسعا على الساحة الدولية. وتم التركيز من خلال الومضة على القيم الجزائرية، وإبراز خصائص بعض المناطق التي تبين ثراء وتنوع السياحة الوطنية، وكذا الترويج للسياحة الجزائرية عبر مختلف القنوات الجزائرية سواء منها الأرضية أو الفضائية، بالإضافة إلى القنوات الأجنبية العالمية لا سيما الأوربية، وفي هذا السياق تم الانطلاق الفعلي في بث هذه الومضة على قناة "فرانس 24 " على أن يتم عرضها لاحقا على قناتي "أورونيوز" و"سي أن أن"، لتحدد القائمة النهائية للفضائيات التي سيقع عليها الاختيار بعد التنسيق بين الوزارة المعنية "نجمة". علما أنه تم اختيار نجم كرة القدم العالمي "زيدان" بالنظر إلى شخصيته المشهورة التي تحظى بإعجاب كبير من طرف جماهير العالم، الذي أبدى تعلقه العميق بوطنه الأصلي والتزامه الصادق إلى جانب "نجمة"، خاصة بعد تجديد العقد الذي يربطه معها لثلاث سنوات إضافية، ليؤكد المسؤول الأول عن"نجمة" أن "زيزو" بات ممثلا للعلامة منذ 3 سنوات. وعلى الرغم من عزوف مؤسسة "نجمة" عن الإفصاح عن القيمة المالية التي كلفها المشروع إلا أن المختصين أكدوا بأن العمل كان جد مكلف بالنظر إلى أنه سيبث في قنوات تلفزيونية عالمية ومن شأنها أن تزيل الشوائب عن صورة الجزائر السياحية التي تغيرت في العشرية السوداء، الأمر الذي ساهم في انتعاش السياحة الجزائرية، بدليل وصول عدد كبير من السياح الأوروبيين للصحراء الجزائرية مع انطلاق الموسم السياحي 2009 / 2010 . من جانبها قررت شركة الطيران "ايغل ازور" اقتحام عالم السياحة في خطوة تعد الأولى من نوعها في الجزائر، وذلك من خلال حجز فنادق بالجنوب لفائدة زبائنها الذين تروج لهم مسبقا الوجهة الجزائرية وقد جاء هذا القرار تتويجا للعقد المبرم بين شركة الطيران الواقع مقرها بفرنسا ومؤسسة الخدمات "أش.أر.أس" المختصة والرائدة في الخدمات والحجوزات الفندقية عبر الانترنت. وقد تبنت المؤسسة نظاما للحجز يعد الأكثر تطورا في العالم والأكثر تداولا بكبرى الدول السياحية بأروبا وكذا بتونس والمغرب بحيث يسهل على السائح ويخفف عنه عناء التنقل نحو الوكالات السياحية والاكتفاء بالدخول إلى موقع "أيغل ازور" والنقر على بوابة الفنادق التي تتكفل بها مؤسسة الخدمات المذكورة أعلاه وأعرب مسؤولو شركة الطيران عن رغبتهم الكبيرة في المساهمة بشكل فعال في تحسين وتطوير وجهة الجزائر من خلال شد انتباه المسافرين الذين تقلهم الشركة نحو دول حوض المتوسط وشمال إفريقيا وكذا الجزائر التي أصبحت قبلة المسافرين خاصة رجال الأعمال بفعل الانفتاح الاقتصادي الكبير الذي تعيشه مما سمح بتدفق عدد كبير وهام من الأجانب والشخصيات الهامة في عالم المال والأعمال.