شهد الصالون الأول حول السياحة في أولى أيامه و بمشاركة ممثلي وكالات السفر والسياحة الوطنية والخاصة والبنوك والفنادق بالإضافة إلى الجمعيات الثقافية و ممتهنو الحرف والصناعات التقليدية وكذا المتعاملين الاقتصاديين حضورا جماهيريا مقبولا، مما سمح بالوقوف على مجمل الخدمات التي تقدمها الوكالات السياحية في هذا الشأن، وهو ما يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة لهذا القطاع الاستراتيجي والهام . افتتح أول أمس بقصر المعارض الصنوبر البحري وتحت الرعاية السامية لوزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة الصالون الأول للسياحة الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية 15 من هذا الشهر حيث أعطيت لهذه الطبعة تسمية" صالون العطل والترفيه والتسلية"، والذي يهدف إلى التعريف بالإمكانيات السياحية الموجودة بالجزائر بالدرجة الأولى بالإضافة إلى لإعادة محاولة الاستفادة من تجارب الآخرين من أجل تطوير قطاع سياحي "مراع لمتطلبات التنمية المستدامة كالمحافظة على البيئة من جهة وكذا إنعاش السياحة الوطنية من جهة ثانية. ويتوقع بعض مسيري الوكالات السياحية التي التقت بهم "صوت الأحرار" أن قطاع السياحة لهذا العام سيشهد حركية كبيرة ونموا ملحوظا بالنظر إلى التحفيزات والتسهيلات التي دأبت وزارة السياحة والبيئة وتهيئة الإقليم على تقديمها لوكالات السفر التي بدورها تقوم بجهود مضنية للتعريف بالقدرات السياحية للجزائر، في حين تخوف البعض الآخر من تأثيرات الأزمة المالية العالمية الراهنة على قطاع السياحة على وجه العموم . ومن خلال جولتنا الاستطلاعية بين أجنحة الصالون لاحظنا بأن اغلب الوجهات السياحية خارج الوطن التي تنظمها الوكالات السياحية كانت نحو مصر تركيا سوريا وتونس التي كان لها نصيب الأسد من استفسارات زوار المعرض بالنظر إلى تكاليفها المعقولة مقارنة مع باقي الوجهات الأخرى خاصة مع التخفيضات التي أقرتها العديد من وكالات السياحة خلال هذا الصيف والتي عكف أصحابها على تقديم أفضل الخدمات والامتيازات التي يمكن أن يستفيد منها السائح سواء من ناحية الفنادق أو تطوير الطائرات بأحدث الأنظمة ووسائل الراحة والترفيه، وتحديث غرف الفنادق بآخر صيحات التكنولوجيا من شاشات بلازما إلى مختلف الأنظمة التكنولوجية الحديثة على غرار تقديم خدمة الإنترنت مجانا للنزلاء في الفنادق، كل هذا بهدف خلق نوع من المنافسة الشريفة بحيث يسعى كل قطاع سياحي إلى تطوير نفسه بهدف النجاح والاستمرارية في ظل عالمنا السريع التطور فإن لم تكن الشركات سريعة في استنباطها الأفكار العصرية الجديدة فسيقف الإفلاس لها بالمرصاد لا محال. من جهتها قالت إحدى ممثلات وكالات السياحية إن متطلبات السياحة لا تقتصر فقط على المرافق وإنما يجب أن تكون هناك خدمات تغطي احتياجات السائح بمفهومها الواسع. مؤكدة على سعي هذه الأخيرة على إبرام اتفاقات مع نظرائها في العديد من الدول لجلب اكبر عدد ممكن من السياح الأجانب إلى الجزائر مضيفة بان هذا لا يتأتى إلا من خلال القيام بعمليات تحسيسية وترويجية لما تزخر به البلاد من مقومات سياحية حيث أنها تمتلك كل المؤهلات لتطوير السياحة فهناك سياحة الشاطئ والحمامات المعدنية والسياحة الغابية والاستطلاعية والسياحة الصحراوية والجبلية. كما قالت في هذا الصدد السيدة ليلى يحياوي رئيسة الجمعية الثقافية "الريان" بالبلدية بان الهدف من مشاركة جمعيتها في هذا المعرض هو التعريف بالمنتوج السياحي الذي تزخر به البليدة خاصة في مجال صناعة الحلويات التقليدية بالإضافة إلى الخياطة والطرز لما لهاته الأخيرة من علاقة وطيدة بمجال السياحة وبأنهما مجالان متلازمان وان لكل منطقة خصوصيتها ومميزاتها الثقافية مضيفة بان جمعيتها تعكف على الدوام بتنظيم جولات سياحية إلى مختلف المناطق السياحية التي تزخر بها مدينة الورود مثل الحمام المعدني حمام ملوان جبال الشريعة وكذا منطقة الشفة الجميلة. في حين تحدث ممثل الوكالة الساحية بالنعامة عن تراجع السياحة الصحراوية مع حلول فصل الصيف فترة الإرهاب التي مرت بها الجزائر والتي نتج عنها تقليص أعداد السائحين فيما عدا السائح العاشق للصحراء الذي لا يمثل في نهاية الأمر نسبة كبيرة من إجمالي أعداد السائحين. وهؤلاء يطلق عليهم المخلصين لمنطقة الجنوب كما اعتبر أن السياحة الصحراوية في الجزائر مازالت غير مستغلة بالأسلوب الأمثل الذي من شانه ان يعطي قيمة مضافة لمداخيل الجزائر بالعملة الصعبة وكذا خلق فرص اكبر للعمل ومن جهة أخرى قال المتحدث بان أن السائح الأجنبي الذي يقصد الجنوب يفضل أن تكون الخطوط الجوية مباشرة إلى المنطقة دون الاضطرار إلى النزول في العاصمة تجنبا لمعاناة السفر. و ما يحسب على الوكالات السياحية هو اهتمامها بالسياحة الخارجية على حساب ما تزخر به الجزائر من إمكانيات هامة فيما يخص هذا القطاع والذي يبقى مقتصرا على السياحة الصحراوية التي تبقى الوجهة المفضلة للسياح الاجانب وهو ما أكده العديد من زوار الصالون الذين تأسفوا لقلة الاهتمام بالمنتوج السياحي الداخلي وتفضيل العديد من الجزائريين الوجهات التونسية والمغربية . للإشارة فان الجزائر تستقبل سنويا أزيد من 1 مليون اغلبهم من الجالية الجزائرية بالخارج بالإضافة إلى 350 ألف سائح أجنبي، حيث تسعى في هذا الخصوص إلى رفع عدد السياح الأجانب بالجزائر إلى 4 ملايين سائح وكذا رفع القدرة الاستيعابية للفنادق في حدود 200 ألف سرير وذلك بحلول العام 2015.