كشف وزير السياحة والبيئة وتهيئة الإقليم عن خطة واسعة لإعادة تهيئة الفنادق العمومية التسعة الموجودة في ولايات الجنوب الجزائري، في إطار خطة وطنية شاملة لبعث السياحة الصحراوية، مضيفا أن وزارته ستطرح مناقصة خاصة بتعيين مكتب الدراسات الذي سيشرف على تعيين مؤسسات الإنجاز وفق المعايير الدولية. * * * رواق أخضر لأصحاب التأشيرات السياحية * * وقال رحماني الذي أشرف أول أمس على اختتام الموسم السياحي للجنوب من دائرة تيميون بولاية أدرار، إن الفنادق التابعة لشركة تسيير مساهمات الدولة فنادق وسياحة في الجنوب، تعرضت لحالة متقدمة من التدهور خلال العشرين سنة الماضية، وهو ما دفع بالحكومة إلى اتخاذ قرار لإعادة ترميمها مجددا ووضعها في الخدمة في إطار السياسة السياحية الجديدة التي تعد السياحة الصحراوية عنصرا رئيسا فيها. * وأوضح رحماني، إن بناء منشآت فندقية جديدة في الجنوب مكلف جدا بالنسبة للقطاع الخاص بالمقارنة مع الاستثمار في الشمال، لأن الموسم السياحي في الجنوب يقتصر على 6 أشهر في السنة فقط بسبب الحرارة المرتفعة وهو ما يحد من مردودية المنشآت السياحية في الجنوب، وهو ما يسمح بالإبقاء على وضعية الاحتكار التاريخي للبنى التحتية الفندقية. * وأشار رحماني إلى أن الحكومة ستبقي على ملكيتها للفنادق المتواجدة بتميميون وتاغيت وبني عباس وتوات وحتى بشار وعين الصفراء وغرداية وبسكرة وتمنراست، وهي فنادق مصنفة ثلاثة نجوم، متحدثا عن نية الحكومة في إطلاق استثمارات جديدة لإنجاز سلاسل فندقية من درجتين وثلاث درجات موجهة للفئات المتوسطة. * وقال رحماني إن خطة الحكومة تتطلب وجود سياسة نقل ناجعة لتقريب المناطق والأقطاب السياحية الحالية والمستقبلية من السياح المحتملين داخل الجزائر وخارجها، مضيفا أن دائرته الوزارية ترغب في تحويل شركة طيران الطاسيلي التي كانت تابعة لشركة سوناطراك، إلى شركة خاصة بالنقل الجهوي في خدمة السياحة عبر إعادة فتح جميع المطارات التي تم غلقها بسبب تواضع أسطول شركة الخطوط الجوية الجزائرية. * وتم إعطاء إشارة الانطلاق الرسمي للخط الجوي باريس - تيميمون يوم السبت بحضور رحماني، وكانت دائرة تيميمون قد استقبلت أول فوج سياحي يتكون من 100 سائح قدموا على متن رحلة من باريس إلى غرداية ومنها تيميمون، قبل وصول وفد يضم 110 سائح من باريس إلى تيميمون مباشرة في إطار رحلة قامت بتنظيمها تعاونية "بوان أفريك" الفرنسية العاملة في المجال السياحي، والتي تملك فروعا تعمل في مجال النقل الجوي ومؤسسات فندقية ووكالات سياحية. * وقال رحماني الذي يرأس أيضا مؤسسة صحارى العالم، إن شركة "أيغل أزور" مستعدة لدعم جهود الحكومة في المجال السياحي، مضيفا أن شركة طيران الطاسيلي، سترفع عدد طائراتها، من أجل فتح خطوط جديدة نحو المطارات المغلقة في شمال وجنوب البلاد. * وعقد رحماني، بتميمون، جلسة عمل مع الشركة الفرنسية تمحورت حول كيفية تطوير السياحة في الجنوب الجزائري، خصصها للاستماع لانشغالات وكالات السفر الأجنبية، خاصة في مجال الإجراءات المتعلقة باستخراج تأشيرات الدخول للتراب الوطني وكذا أسعار الرحلات قبل أن يتعهد بالتكفل بكل هذه الانشغالات. * وكشف وزير السياحة والبيئة، أن دائرته الوزارية تعمل بالتنسيق مع مصالح الجمارك وشرطة الحدود والقنصليات الجزائرية بالخارج على تخصيص رواق أخضر لأصحاب التأشيرات السياحية، في إطار خطة حكومية هادفة إلى تشجيع السياحة وإعادة بعث الوجهة الجزائرية، وبخاصة السياحة الصحراوية. * وفي مقابل إلتزام الوزير بالعمل على القضاء على جميع العراقيل، تعهد موريس فرويد، الرئيس المدير العام لمؤسسة "بوان أفريك" بتنظيم رحلة أسبوعية من باريس إلى تيميمون بداية من شهر أكتوبر القادم مع احتمال رفع عدد الرحلات إلى أكثر من ذلك فضلا على مساعي مستقبلية لتوسيع مجال الاستثمار إلى كل من سويسرا وألمانيا، ومستقبلا نحو الدول الإسكندنافية من خلال الاتفاقية المبرمة مع الديوان الوطني للسياحة الذي يتوفر على خبرة وطنية ودولية في المجال. * وقال المتحدث إن عدد السياح الفرنسيين الذين زاروا الجنوب الجزائري في إطار رحلات نظمتها شركته ارتفع بنسبة 30 في المائة خلال الموسم الحالي إلى 4200 سائح في إطار 30 رحلة مباشرة نحو مناطق الجنوب الكبير، وهي النسبة التي يهدف لتحقيقها خلال الموسم القادم. * وكشف مدير السياحة لولاية ادرار أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا الولاية خلال الموسم الأخير بلغ 5000 سائح متوقعا بلوغ العدد 7000 سائح خلال الموسم القادم.