في الوقت الذي تحضر فيه مصالح البيطرة بمديرية الفلاحة بوهران نفسها من خلال تجنيد أعوانها بمناسبة عيد الأضحى المبارك والقيام بحملات رقابة وتوعية لضمان حماية المستهلكين وذلك بتقديم النصائح بعدم الرمي العشوائي للأعضاء الحيوية خاصة الكيس المائي وما يشكله من خطر على الحيوانات المتشردة، الامر الذي يتطلب من المكلفين بعملية ذبح الأضحية وضعه في حفرة وردمه بعد رشه بالجير. إلى جانب هذا ستمس عملية الرقابة والمراقبة كافة نقاط بيع الماشية بالولاية وهذا من أجل سلامة المواطنين الذين يقومون بعمليات البحث عن الكباش المواتية لأموالهم المخصصة للأضحية. فرغم الوفرة في المواشي وارتفاع العرض بمختلف الاسواق المخصصة لعملية البيع المقدرة بأكثر من 900 موقع بالولاية منها 325 موقعا بمدينة وهران لوحدها، فإن لهيب الاسعار فاق القدرة الشرائية للمواطن الذي بات يطرح أكثر من سؤال لكيفيات التمكن من شراء الأضحية في سوق يتحكم فيه المضاربون من أجل اغتنام فرصة تحقيق الربح السريع. وحسب الجولات العديدة التي قمنا بها إلى عدة أماكن مخصصة للبيع، فقد اتضح الغلاء الفاحش وهو ما استاء منه المواطن البسيط وتذمر له ليجد نفسه مجبرا على التفاوض مع أكثر من مربّ أو بائع للحصول على أضحيته، لكن الخيبة كانت بادية على وجوه العديد من المواطنين الذين أكدوا ارتفاع الأسعار الى أكثر من 25 ألف دينار وهو ما جعل الكثير من حاورناهم يؤكد أنه يؤجل عملية الشراء إلى عشية العيد لعل الاسعار تنزل قليلا ولو بألف أو ألفي دينار. العديد من المواطنين الذين كانوا مرفوقين بأبنائهم للإطلاع على أحوال السوق قصد الشراء أو لمعرفة الأسعار ثم تحديد مكان ووقت الشراء أكدوا أن الأسعار تفوق المرتب وهو ما يعني كما قال أحدهم أنه مضطر لشراء الكبش ثم التدين لضمان مصروف بقية الشهر الى غاية الشهر الموالي. ولقد كان الوضع نفسه بسوق عين البيضاء وسيدي البشير وعين الترك والمرسى الكبير وأرزيو وغيره وهو ما جعل المواطنين يفضلون التريث وعدم السفر كثيرا وبعيدا مادام السوق غاليا والاسعار ملتهبة بكل الأماكن المخصصة لعملية البيع والشراء علما بأن الخروف الصغير لا يقل سعره عن 18 ألف دينار في الوقت الذي وصل سعر الكبش إلى 45 ألف دينار وما فوق. الموالون من جهتهم ارجعوا سبب ارتفاع الاسعار مقارنة بالعام الماضي الى غلاء الكلأ ونقص الاسعار حتى أن سعر القنطار من الذرة قفز من 1800 دينار إلى 4000 دينار وهو ما يفسر ظاهرة غلاء الكباش والماشية. للعلم فإن مختصين بغرفة الفلاحة بوهران أكدوا أن الكلأ الذي يعطي للأغنام فيه الجيد والردئ الذي يكون مختلطا بالنخالة وهو ما يساهم في تسمين الماشية لكن دون الانتفاع منها كونها تؤثر على نوعية اللحوم التي تصبح أقل جودة.